سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الشعب المقاوم لا يمكن ارتاهنه

فوزي سليمان-

بعد الاحتلال التركي لمدينة عفرين والنزوح القسري لأهلها وتوجه الشعب المنكوب الحامل جراحاته وصدماته، التي لا تزال ترافقه من موقف المجتمع الدولي الأبكم والأصم والضرير، إلى مناطق الشهباء التي لطالما كانت عفرين سباقة في استضافة أهلها قبل ذلك، وكذلك استضافة كل المتوجهين إليها هرباً من جحيم وويلات الحرب القذرة التي تشهدها سوريا.
حيث بدأت هنا في الشهباء رحلة جديدة أخرى لهذا الشعب المكافح وكتابة وإضافة صفحة جديدة إلى مسيرته الغنية عن التعريف، هذا الشعب المحب والمعطاء والمضحي وبكل الأحوال المقاوم من الطراز الأول، الذي يؤمن بعدالة قضيته ومشروعيتها ويؤكد بأنه لا بد من العودة إلى الأرض والديار التي احتلت من قبل دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها السوريين.
 هذا الشعب المكافح والمقاوم لا يلتفت إلى صغار الأمور واضعاً المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار، ورغم الظروف القاهرة التي تعصف به من كل حدب وصوب، لا تزال أنظاره وروحه وقلبه متجهين إلى عفرين المحتلة التي ترتكب فيها يومياً أفظع وأبشع الممارسات والانتهاكات اللاإنسانية، وبنفس الوقت تعمل العديد من الأطراف لاستخدامهم في مناطق الشهباء كرهائن للضغط على قوات سوريا الديمقراطية وتقديم تنازلات في العديد من الملفات الشائكة التي لا تحل إلا بمشاركة الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية فيها، هنا وقبل أي شيء آخر يجب التأكيد على حقيقة قد لا يعرفها الكثيرون، ألا وهي أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال استخدام شعب مقاوم كرهينة، من خلال سياسات الحصار والتجويع والاعتقالات وغيرها من الممارسات المقيتة، فالشعب العفريني في الشهباء يدرك تماماً ماذا يريد وفي سبيل ذلك قدم ويقدم كل غال ونفيس، وهيهات أن يقارن الثرى بالثريا.