سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الشعب المسيحي: “نأمل أن يكون العام المقبل عام السلام في عموم سوريا”

تقرير/ نشتمان ماردنلي

روناهي/ قامشلو- مع اقتراب عيد رأس السنة الميلادية الذي يُعدُّ من أهم الأعياد المسيحية وكذلك بالنسبة للشعوب الأخرى أيضاً كونه استقبال لعامٍ جديد, بدأت التجهيزات في سوق قامشلو احتفالاً بقرب حلول هذا العيد, إلا أن طقوسه فقدت شيئاً من بهجتها وفرحة قدومها بين الأهالي هذا العام بسبب الظروف الراهنة على المنطقة نتيجة الغزو التركي الذي بدأ بتاريخ 10/9/2019 على مناطق شمال وشرق سوريا.
تعد سوريا  بكامل أطيافها وأديانها شعباً واحداً تجمعهم الآمال والآلام ذاتها, منذ مئات السنين وهذه الشعوب تعيش الواقع  نفسه جنباً إلى جنب من روح المقاومة والتصدي ذاته، والأمنيات والأرض ذاتها, إلى إحياء الأعياد والاحتفال بها معاً, ومنها عيد رأس السنة الميلادية الذي اقترب قدومه، والذي يتضمن أمنية وحيدة لكامل شعوب شمال وشرق سوريا ألا وهو أن يكون عام سلام واستقرار على كافة الشعوب.
المحتل يسلبنا بهجتنا
وبهذا الخصوص التقت صحيفتنا روناهي مع المواطن من الشعب المسيحي مروان خزوم من قامشلو، والذي حدثنا عن أثر الغزو التركي على نفوسهم تزامناً مع إقبال أعيادهم قائلاً: “منذ أكثر من ثمانية أعوام والشعوب السورية تعيش الظروف ذاتها, إلا إن غزو المحتل التركي على أراضينا صنع في نفوسنا رداً عكسياً أعادنا إلى الوراء لنعيش حرباً أخرى، حيث تسبب هذا الغزو بنزوح قسري للكثير من الأهالي وترك بيوتهم قسراً وعمد إلى تهجيرهم من مناطقهم, والسعي لزعزعة السلام بيننا, محاولاً إبادة شعوب شمال وشرق سوريا كافةً من مسيحين وكرد وأرمن وعرب, ترتبط هذه الظروف ببعضها من حرب وتهجير إضافةً إلى الغلاء الراهن الذي قلل علينا بهجة الأعياد وسعادة حلولها كالسابق”.
“مناشدتنا الوحيدة لأنفسنا ولشعبنا”
اختتم المواطن من الشعب المسيحي مروان خزوم من مدينة قامشلو حديثه بالقول: “مناشدتنا الوحيدة لأنفسنا ولشعبنا نفسه تتضمن مقاومتنا وإرادتنا بالتمسك بأرضنا فقط فأنها تزيد من قوتنا بوجه كل عدو خارجي, والصمود  بكافة الأساليب بوجه العدوان والتهديدات الخارجية والعقوبات التي تنعكس جميعها سلباً على الشعب، وأمنيتنا الوحيدة للعام القادم أن نعيش بسلام على أرض الواقع وتحقيق الحرية لشعوب سوريا جميعاً”.
“سنحيي أعيادنا رغم آلام فرضها المحتل”
وفي السياق ذاته التقينا في سوق قامشلو بالمواطنة من الشعب المسيحي أناهيد داوود جرجس التي حدثتنا قائلةً: “هذه الأوضاع الأمنية الحالية في المنطقة قللت بعض الشيء من سعادتنا بقدوم هذه الأعياد التي نحتفل بها منذ المئات من السنين بكامل بهجتنا, الأعياد التي تتشارك بها شعوب سوريا أجمع بكامل أطيافها وأديانها إلى جانب بعضهم البعض كأخوة، ولا يجب أن نتشتت في إحيائها كالسابق, أننا باقون هنا وسنحيي أعيادنا رغم كل ألم فرضه علينا العدو قسراً, فلنقاوم بشتى الأشكال كي نعيد السلام الداخلي لشعوبنا, وجلُ ما نتمنى أن يكون العام المقبل علينا عام سلام وحرية لجميع الشعوب السورية”.