سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تفاقمت معاناته بمرضه المزمن بنزوحه القسري!!!

وكالة/ هاوار

تتسبب الأمراض المزمنة التي يعاني منها عدد من المهجرين في زيادة حجم المعاناة وسط نقص في العلاجات، وانعدام كامل للمساعدات الطبية من المنظمات الدولية.
منذ التاسع من شهر تشرين الأول المنصرم، وجيش الاحتلال التركي مع مرتزقته من ما يسمى بالجيش الوطني السوري يواصلون هجومهم على مناطق شمال وشرق سوريا.
وأجبر الهجوم المتواصل أكثر من 300 ألف مدني من منطقة سري كانيه/ رأس العين في إقليم الجزيرة ومقاطعة تل أبيض/ كري سبي في إقليم الفرات على الهجرة قسراً من مناطقهم المحتلة.
ولتدارك هذه الكارثة الإنسانية خصصت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في مدينة الحسكة أكثر من 64 مركزاً لإيواء النازحين, إلى جانب مخيم واشو كاني غربي مركز مدينة الحسكة, والذي يقطنه أكثر من 5700 نازح.
الحالات المرضية تنتشر بين المُهجّرين قسراً
ورغم غياب إحصائيات دقيقة إلا أن مئات الحالات المرضية تنتشر بين المهجرين قسراً من ديارهم، في وقت أوقفت فيه معظم المنظمات الإغاثية الأممية والدولية عملها في مناطق شمال وشرق سوريا، الأمر الذي ترك الهلال الأحمر الكردي وعدد من المنظمات الإغاثية المحلية وحيدة في مواجهة كارثة خلفها الهجوم التركي.
ولا يملك الهلال الأحمر الكردي الكثير من الخيارات لمواجهة حالات مرضية لا تتوفر علاجاتها إلا في مناطق خارج شمال وشرق سوريا.
المهجر عبد السلام محمد النازح من قرية الدشيشة التابعة لمنطقة سري كانيه, في العقد الخامس من عمره، قال: “بسبب الهجوم التركي مع مرتزقته على قُرانا نزحنا منها قسراً, قرية الدشيشة كانت قريبة كثيراً من منطقة الاشتباكات”.
محمد يعاني من “التصلب اللّويحي” يقيم مع عائلته المُكونة من عشرة أشخاص في مخيم واشو كاني بعد أن اضطر إلى النزوح قسراً كغيره من آلاف العوائل، تجنباً لمجازر الاحتلال التركي ومرتزقته بحق المدنيين، وراح ضحيتها إلى الآن 478 حسب هيئة شؤون المنظمات.
كيف سيُعيل المصاب عائلته في النزوج؟؟!!
هذا المرض المُزمن المسمى بـ “التصلب اللّويحي” يضرب الجهاز المناعي, الحبل الشوكي والدماغ لدى الإنسان, ويبدأ بالظهور من عمر العشرين، ويعتبر أحد الأمراض النادرة، إذ يُصاب به شخص واحد من كل مليون شخص بحسب منظمات صحية عالمية.
ويضيف المهجر بالقول: “عائلتي مُكونة من عشرة أشخاص, وضعنا هنا صعب في مخيمات النزوح, لدينا أطفال صغار يعانون كثيراً من البرد في هذه الأجواء المُناخية القاسية, وعدا عن ذلك أعاني كثيراً في المخيم بسبب مرضي الصعب”.
أعراض مرضه ظهرت قبل ما يقارب السبعة أعوام، وعلاجه صعب جداً، حيث يوجد لها لجنة واحدة في كل سوريا موجودة في دمشق, ويقول محمد: “نتيجة وضعي الصحي الصعب لا أستطيع السفر, حركتي أصبحت بطيئة جداً”.
ونوّه محمد، أنه “لا علاج للتصلب اللويحي”، ويحقن محمد بجرعات من الكورتيزون لمنع تفاقم مرضه.
“وضعي الصحي يزداد سوءً كلِّ يوم”
وحذر محمد من تفاقم حالته المرضية قائلاً: “وضعي الصحي يزداد سوءً كل يوم، وخاصةً بعد نزوحي، لا يوجد أحد لمساعدتي في التنقل من مكان لآخر، الهلال الأحمر الكردي الموجود في مخيم واشو كاني قدم لي كرسي متحرك, ولكن لا أستطيع استخدامه بسبب وزني الزائد, وصعوبة التنقل فيه بسبب الأوحال الموجودة في الطرقات”.
وطالب عبد السلام محمد الجمعيات الخيرية بتقديم كرسي كهربائي له, إضافةً إلى تأمين علاج, وإعادتهم إلى منازلهم بعد إخراج مرتزقة الاحتلال التركي منه.