سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الشاعرة فيروز رشك لروناهي: المرأة سر القصيدة

حاورها/ محمد حمود_

 فيروز حميد رشك شاعرة كُردية من مواليد 1973 قرية “توبو” بريف مدينة عامودا في شمال وشرق سوريا. ترعرعت بين حقول قريتها، وتعرفها الدروب المؤدية إليها والخارجة منها، تعشق أشجارها وأطفالها وعجائزها وكبارها.
درست في مدرستها الطينية، ثم انتقلت إلى مدينه الحسكة في سن الثانية عشرة، حيث درست مراحل دراستها فيها حتى حصلت على شهادة إعداد المدرسين قسم اللغة العربية عام 1993، فعملت مدرسة للغة العربية في مدارس الحسكة.
كتبت ونشرت أشعارها منذ سن الثامنة عشرة باللغتين في مجلات وجرائد كُردية وعربية، وتنشر الآن في مواقع عديدة لها ثلاث مجموعات شعرية، هي: “أشتاقك في هديل احتراقي”، و”عشر رسائل وغيمة”، و”نسيتك ولكن”، إضافة إلى مشاركتها في كتاب “بارين أيقونة الزيتون”، ولها مخطوطة قصصية بعنوان “حكاية آخر الربيع”، إضافة إلى مجموعة قيد الكتابة.
صحيفتنا “روناهي” التقت الشاعرة الرقيقة فيروز رشك وكان هذا الحوار معها: 
ـ من هي فيروز رشك؟
فيروز كأية امرأة ولدت على هذه الأرض لها أحلام كثيرة، حققت بعضها وبعضها أكلتها العادات، والتقاليد، والحروب. أحب كل شجرة وطفل على أرض هذا الوطن. مذ كنت صغيرة كنت أحلم بفيروز، التي تعرفونها.
ـ كيف كانت البدايات، ولماذا اختارت فيروز رشك الشعر مختبراً؟
ربما هو لم يكن اختيارا أكثر ما هو موهبة، وعلينا العمل عليها. الشعر هو عالمي الجميل منذ سن الثامنة عشرة، فكلما كتبت نصا كنت أعيش سعادة ولادة طفل، أو تفتح وردة. كان من مد يد الحب لنصوصي، هو أبي الذي اهتم وأحب كل كلمة كنت أكتبها، فكان يهمُّ لنشرها بأية طريقة كانت. فيروز مدينة لروحه، ومعظم مجموعاتي الشعرية هو من باركها.
ـ ماذا يعني لك الشعر؟
الشعر؟ قد قلت، إنه عالمي. ربما لم أرغب في رؤية نفسي إلا شاعرة؛ لأنني أحب الشعر بحديثه، وقديمه بكل مدارسه، وكل من كتبه، بأية لغة كانت، فالنص الشعري جسم مكون من صور وموسيقا، فهو موهبة وصنعة أيضا.
ـ تكتبين قصائدك بالعربية، وأنتِ كردية، فأين تبنين خيمتك الشعرية، وتستريحين؟
أنا كردية، وأعتز بكرديتي وأفتخر. أكتب بالعربية بحكم اندماجنا بالثقافة العربية، ولأنني درست اللغة العربية في وقت كانت فيه لغتي الأم محظورة في المدارس، والأمسيات والمناسبات. لكنني سعيدة وجدا لأنني أضع بصمتي الكردية على كل كلمة أكتبها؛ أصوِّر وأعيش آلام شعبي، وأحلامه في نصوصي، وأقدمها للعربي قبل الكردي. طبعا أستطيع الكتابة بلغتي الكردية، لكنني لن أجد نصي كما أريده بالعربية.
ـ من هم الكتاب الكرد، والعرب الذين قد تكون استأنستِ بتجاربهم الشعرية؟
في نص أحبه كثيرا؛ أقول “حين وضعوا سرتي بين قصائد رياض صالح الحسين” الشاعر السوري الراحل؛ الذي كلما قرأت نصا له أراني فيه؛ قرأت له كثيرا، وكثيرا ما أحزن لأنني لم ألتقيه، وتأثرت بمحمود درويش، والشاعر الكردي الكبير شيركو بيكس. وأعتز إن رأيت بصماتهم في نصوصي.
ـ لمن تقرأ فيروز؟ وماذا تقرأ؟ وكيف ترى وضع القراءة في هذه الأيام؟
أقرأ الكثير؛ شعرا كان أم روايات وقصصاً. فلا كتابة تتطور دون قراءة. طبعا القراءة قليلة بحكم اعتماد أكثر الناس الذين لا أقول عنهم قراء على ما يصادفون على مواقع التواصل؛ فالقارئ الملتزم كما الكاتب الملتزم عليه أن يعمل وفق خطوط وقواعد يضعها نصب عينيه. وأرى من واجبنا حث الشباب على القراءة، وأعمل في ذلك كثيرا بحكم وجودي في الهيئة الرئاسية لاتحاد الكتاب الكرد في سوريا؛ حيث أننا نقوم بتوزيع منشورات الاتحاد كلها مجاناً على القرَّاء وخاصة فئة الشباب.
ـ أين موقع المرأة في خريطة الإبداع لدى فيروز؟
ـ المرأة هي أنا في نصي، هي أختي وأمي وصديقتي؛ أعشق تفاصيلها، تعبها، نضالها. فالنساء أشجار باسقات. أستطيع أن أقول، مثلما المرأة هي سر الجمال في الكون هي سر القصيدة.
ـ ما الذي نجده من عادات وطقوس؛ وأنت داخل ورشتك الشعرية؟
ـ لا ورشة شعرية لدي. كل الأماكن لي ولنصوصي، فالشارع، ومكان العمل، وبيتي، والمكان الذي يرقد فيه أبي وأمي، مكان يستدرج نصوصي مثلما دموعي. لا طقوس تذكر. القصيدة تأتي، فأهم لكتابتها، ولا أعمل عليها طويلا، وربما هذا عيب، لا أستطيع التغلب عليه.
ـ هل من نميمة بيضاء عن جديدك الشعري؟
مجموعتي الثالثة طبعت، وقريبا ستكون بين أيدي القراء، والرابعة أعمل على نسج نصوصها من روحي الآن.
ـ كلمة أخيرة تريدين قولها؟
شكرا لكم. أعتز بمنبركم هذا؛ ورسالتي لكل امرأة مبدعه ألا تدع شيئا أو شخصا أو جهة تمنعها من الاستمرار، أو التأثير على إيمانها بما تصنع.