عين روناهي

روناهي/ قامشلو ـ

بعد تدمير الاحتلال التركي منشأة السويدية للغاز والكهرباء بالكامل، والتي أثرت بشكلٍ مباشر على توقف ضخ المياه للمواطنين في الكثير من المناطق في مقاطعة الجزيرة، ولم يمضِ يوم واحد حتى بدأت معاناة المواطنين من أزمة المياه بفقدانها، والتي بالعادة كانت تظهر في فصل الصيف أكثر من فصل الشتاء، فحرصت الإدارة الذاتية لحل المشكلة، ولو جزئياً، فقد ظهر الكثير من المواطنين ممن لديهم الحس الوطني، وحب عمل الخير، والعمل الشعبي، والتكاتف لمقاومة الأعمال الإجرامية للمحتل التركي، وسط صمت عالمي مخزٍ، فأعلن بعض من مواطني مدينة قامشلو وما حولها عن مبادرات شعبية، تضمنت هذه المبادرات نشر أرقام، وعناوين البيوت، التي لديها آبار في منازلهم، ومطالبين كل من احتاج للمياه، التوجه لمنازلهم لأخذ حاجتهم من المياه والحصول عليها بالمجان، وفي الوقت نفسه كانت هناك مبادرات شعبية بتعبئة الصهاريج لتوزيعها على الأحياء في المدينة، وهنا يتوضح لنا أن هذه المبادرات تظهر المعدن الحقيقي لشعوبنا في المنطقة، وفي المقابل ظهرت ثلة من المستغلين للأزمات، وتجار الحروب، والذين على الفور قاموا برفع سعر أسطوانة الغاز إلى مبالغ كبيرة، ووصلت إلى أكثر من 25 دولاراً، أي ما يعادل أكثر من 375 ألف ل.س، وهنا علينا أن ندرك أن هؤلاء لن تشبع بطونهم من جشع الأرباح، التي يجنونها من بيع تلك الأسطوانات، التي يملكونها سابقاً، والتي كانت وصلتهم عبر بعض الفاسدين، والمستغلين أيضاً لآلية التوزيع للغاز في الأحياء بمدينة قامشلو قبل قصف الاحتلال التركي، وتدمير منشأة السويدية بمقاطعة الجزيرة، وإخراجها بالكامل عن الخدمة، وحرمان مئات الآلاف من المواطنين المياه، والغاز، والكهرباء.