روناهي/ قامشلو- أنماط حياتية مختلفة، أساليب جديدة تعتمد بالدرجة الأولى على الذات، فبعدما كانوا يعيشون في كنف الأهل، من دون تحمّل أي مسؤولية تُذكر، انتقلوا للعيش بمفردهم بعيداً عن عائلاتهم، تَغيُّر في العادات، وسكنٌ ذو مقومات عالية لا ينقصه شيء، كامل مادياً ومعنوياً.
تغيراتٌ كثيرة طرأت على القطاع التعليمي في مناطق شمال وشرقي سوريا، مدارسٌ وجامعاتٌ تُدَرّس باللغة الأم، ومعها ظهرت مطالبٌ جمّة، في البداية السكن الجامعي الذي بات مرجعاً أساسياً لطلاب المدن البعيدة القادمين لإكمال مسيرتهم التعليمية في جامعة روج آفا، مدركةً الجامعة خلال وقتٍ قريب إلى حاجة الطلاب لسكنٍ يحميهم ويجمعهم تحت سقفٍ واحد، ذو مقوماتٍ عالية من حيث الأثاث والأمان، وغرفٌ تستوعب الوافدين، ها هو السكن الجامعي يستقبل طلاب جامعة روج آفا من البنين والبنات، يقع إحداهما في حي السريان بمدرسة خضر بدران الخليف، والآخر في شارع الحمام، يضم كليهما ما يقارب 206طالب/ طالبة، قادمين من مناطق بعيدة مثل كوباني، عفرين، سري كانيه/ رأس العين، الشهباء، مجهز ومهيأ بكافة وسائل الراحة، من تدفئة، طعام، وغُرف خاصة للدراسة المكتبية، وعن النظام الأمني المعتمد في السكن تغلق الأبواب الساعة السابعة مساءً للبنات، أما البنين فتُغلق على الساعة العاشرة مساءً حرصاً وخوفاً على سلامتهم.
شروط القبول في السكن الجامعي
وبهذا الخصوص كان لصحيفتنا روناهي لقاءً مع إدارية السكن الجامعي للبنات “مولودة بكر” حيث استهلت في بداية حديثها عن سبب فتح السكن الجامعي وشروط القبول قائلةً: “يرجع سبب فتح باب السكن إلى بُعد البيوت عن الجامعة، وقدوم الطلاب من مدن أخرى بعضهم هُجِّروا قسراً مع عوائلهم نتيجة الهجمات الشرسة والمتوالية على مناطق روج آفا والشمال السوري، والقسم الآخر قادم لإكمال مسيرته التعليمية والتخصص في الجامعة، حيث كانت الأسباب كفيلة لفتح الأبواب أمام رواد العلم”.
أما بالنسبة لشروط القبول في السكن نوهت مولودة بأنه يجب أن لا تقل المسافة عن 30كم، واتخاذ الإجراءات الصحية مثل؛ التحاليل الطبية للتأكد من سلامتهم وخلوهم من الأمراض المعدية، والجدير ذكره إن أهم الشروط الأساسية للقبول في الجامعة أثناء المفاضلة السنوية الالتزام بمبدأ القوانين الداخلية كعدم التأخير مساءً خارج السكن، والاستيقاظ باكراً للالتحاق بصفوف المحاضرات.
ماذا عن الطلاب المُهجّرين قسراً؟!
وأضافت إدارية السكن الجامعي للبنات “مولودة بكر” في ختام حديثها حول أعداد الطالبات القادمات من مناطق مختلفة، وعدم قدرتهن المادية على استئجار البيوت الباهظة الثمن، واعتماد بعضهن على مبدأ الأمن والأمان، والراحة النفسية بالقول: “يبلغ عددهن 80 طالبة، موزعين على عشرة غرف مجهزة لوجستياً من تدفئة وأسرّة، وأثاث، وغرف خاصة بالطعام والدراسة أيضاً، ووسائل نقل من وإلى الجامعة، حيث إن جميع هذه الخدمات مجانية، مع الأخذ بعين الاعتبار ظروف طلاب مدينة عفرين وكوباني، وسري كانيه / رأس العين، كري سبي/ تل أبيض المعرضين للتهجير من قِبل الفاشي التركي ومرتزقته، كما خصصت جامعة روج آفا مبلغ مالي للمهجرين، وقدره 30 ألف ليرة سورية.
تحدت الظروف لتُحقِّق حلمها
“سلطانة عمر“؛ طالبةٌ في جامعة روج آفا متخصصة في قسم الكيمياء، من مدينة عفرين المحتلة، هُجرت مع عائلتها إلى مدينة الشهباء نتيجة الاحتلال التركي والممارسات الدنيئة التي كانت تُجرى بحقهم، ولكل فعل رد فعل، حيث تلخص ردها على الإصرار وعدم اليأس لإكمال مسيرتها التعليمية متحديةً كافة الظروف والصعوبات.
وأكدت سلطانة على جاهزية السكن الجامعي قبيل وصولهم بأيام قائلةً في حديثها: “عند وصولنا إلى السكن الجامعي كان مجهزاً ومرتباً لا ينقصه شيء من وسائل للراحة، والأمان، والتعاون الذي بات موجوداً فيما بيننا من حيث الاعتناء بالنظافة والترتيب، والجدير ذكره إن بعض الطالبات لم يلتزمن بما وُضع من قوانين مثل؛ عدم التأخير والمكوث ليلاً خارج السكن دون معرفة الإدارة بهذا الأمر، ولكن سرعان ما انحلت هذه المشاكل، ونسعى الاعتماد بالدرجة الأولى على أنفسنا حتى نحقق مرادنا”.
“مطلبنا العودة لديارنا وإخراج المحتل منها”
وفي ختام الحديث طالبت سلطانة عمر بتحرير عفرين المحتلة من قِبل الفاشي التركي ومرتزقته الموالين له والمسمى “الجيش الوطني السوري”، إلى أهلها ومواطنيها لأن الانتهاكات التي جرت بحقهم باتت حديث العالم، الغربة لا تقاس بالبعد إنما أن تكون غريباً في وطنك بعيداً عن منزلك غير قادر على العودة والنظر من بعيد، أن تفتقد لترابك، لشجرة الزيتون المزروعة أمام باب المنزل كافيةً لمنحك شعوراً لا يمكن وصفه، على حد تعبيرها.
يعتمد السكن الشبابي على نظام الكومينات
وفي اللقاء ذاته حدّثنا الإداري في السكن الجامعي للشباب “كاميران مصطفى“، حيث أشاد في حديثه إلى اتباع نظام الكومينات ضمن السكن، بحيث يكون مقسماً إلى 13 كومين، كل كومين يضم غرفتين وكل غرفة تضم أربع طلاب، ومن ثم يبدأ النظام الداخلي مثل مواعيد الطعام، وإغلاق الأبواب عند الساعة العاشرة مساءً، والالتزام بجميع القرارات المتخذة حسب قوله.
وأضاف كاميران حول عمل بعض الطلاب خلال الساعات المسائية من أجل مساعدة ذويهم، والاعتماد على أنفسهم، حيث أكد بأنهم يقومون بأخذ التدابير الأمنية المناسبة في الحسبان بتأكيد ورقة مرفقة مع سبب تأخره وعدم التزامه بالمواعيد المسائية، مشيراً إلى أعداد الطلاب المقيمين في السكن والبالغ عددهم 126طالب، قادمين من عفرين، كوباني، الدرباسية، وسري كانيه.
الصعوبات التي ظهرت قُبيل إنشاء السكن الجامعي
والتقينا أيضاً مع مشرف السكن الجامعي للشباب وهو طالب في جامعة روج آفا بقامشلو “إبراهيم محمد” منوهاً خلال حديثه عن الصعوبات التي ظهرت قبيل إنشاء السكن الجامعي، وعدم قدرته المادية على استئجار بيت خاص به، وفيما بعد عَلِم محمد عن فتح باب السكن أمام الطلاب الذين يأتون من أماكن بعيدة، ولا يُتاح لهم العودة إلى منازلهم في اليوم نفسه، مؤكداً على إن فرحته لسماع هذا الخبر كانت بمثابة إنجاز آخر لتحقيق هدفه وحلمه، وها هو الآن يواصل مشروعه الدراسي في السنة الثانية من قسم الكيمياء.
استهلت في بداية حديثها عن سبب فتح السكن الجامعي وشروط القبول قائلةً: “يرجع سبب فتح باب السكن إلى بُعد البيوت عن الجامعة، وقدوم الطلاب من مدن أخرى بعضهم هُجِّروا قسراً مع عوائلهم نتيجة الهجمات الشرسة والمتوالية على مناطق روج آفا والشمال السوري، والقسم الآخر قادم لإكمال مسيرته التعليمية والتخصص في الجامعة، حيث كانت الأسباب كفيلة لفتح الأبواب أمام رواد العلم”.
والتقينا أيضاً مع مشرف السكن الجامعي للشباب وهو طالب في جامعة روج آفا بقامشلو “إبراهيم محمد” منوهاً خلال حديثه عن الصعوبات التي ظهرت قبيل إنشاء السكن الجامعي، وعدم قدرته المادية على استئجار بيت خاص به، وفيما بعد عَلِم محمد عن فتح باب السكن أمام الطلاب الذين يأتون من أماكن بعيدة، ولا يُتاح لهم العودة إلى منازلهم في اليوم نفسه، مؤكداً على إن فرحته لسماع هذا الخبر كانت بمثابة إنجاز آخر لتحقيق هدفه وحلمه، وها هو الآن يواصل مشروعه الدراسي في السنة الثانية من قسم الكيمياء.
