روناهي/ الشدادي –
يتشابه الزي التقليدي في مناطق إقليم الجزيرة وفي عموم الجغرافيا السورية، وفي معظم مناطق العراق؛ وذلك لتداخل العادات، وامتزاج ثقافة الشعبين العراقي والسوري، حيث يجمع هذا الزي البساطة، والجمال، وامتزاج الألوان؛ ليشكّل لوحة جميلة أخّاذة، تعكس ثقافة المنطقة وموروثها الشعبي.
يمثل الزي التقليدي لمختلف المناطق هُوية هذه المنطقة، وفضلاً عن كونه يعدّ رمز أصالة هذه المنطقة، وجزءاً من موروثها الشعبي، والذي تسعى الأجيال المتلاحقة للحفاظ عليه، والحرص على المحافظة على هذا الإرث.
أنواع وتسميات الهباري
ويتكون لباس المرأة في مناطق إقليم الجزيرة من “الهباري” ومفردها “هبرية” وهو غطاء يلف كامل الرأس، بحيث لا يظهر سوى الوجه، وغالباً ما يكون مصنوعاً من الحرير، وكان سابقاً يُستورد من العراق، ويأتي بأشكال، وبأنواع مختلفة، تستطيع المرأة الجزراوية التمييز بينها، وتحديد نوعها، وجودتها، ومن أشهر الأنواع المتعارفة في منطقة الجزيرة “نثر الحنة“، وهي حمراء يتخللها اللونين الأبيض، والأسود برسومات مختلفة.
بالإضافة إلى “ورد الموصل“ وهي: مزيج من البقع البيضاء والسوداء، يتخللها بقع على شكل وردة حمراء اللون، وسميت بهذا الاسم كنايةً عن مدينة الموصل العراقية، التي كان يُستورد منها اللباس.
وهباري “البركان “وفيها رسومات على شكل أباريق حمراء وبيضاء، وتم ذكر الهباري في العديد من الأغاني الشعبية، والقصائد الشعرية، التي كان يتغنى بها أبناء الجزيرة، ومن القصائد التي ورد ذكر الهباري فيها:
شطف جوز الهباري وانحدر وراد
ونسف جوده على المتنين وراد
ريت اللي يگطع الرايد من الراد
يموت وينحرم شم الهوى
كما ورد ذكرها في الأغاني الشعبية إلى جانب بعض أنواع لباس المرأة في منطقة الجزيرة.
وبالإضافة إلى الهباري تلبس النساء ثوباً ملوناً طويلاُ، والذي يغطي كامل أنحاء الجسد، وأشهرها ثوب “ردان“، وهو ثوب عريض يحوي زمة عند أسفل الصدر، بالإضافة إلى أكمام طويلة، تسمى “ردان“، يبلغ طولها قرابة المتر، وتربط الردنان مع بعضها وتُوضعان خلف الظهر، ويلف على البطن، فوق السرة بقليل، ويبلغ طوله قرابة ثلاثة أمتار، ويصنع من خيطان الحرير، ويتشابه في هذا اللبس تقريباً مختلف شعوب الجزيرة، حيث يُلبس هذا النوع من قبل النساء الكرديات أيضاً.
ويُلبس فوق الثوب زبون، وهو ثوب طويل مفتوح من الأمام، وغالباً ما يصنع من الجوخ، أو المخمل، وبعضه يأتي مطرزاً بشكل كامل، ويسمى البدن، ويلبس هذا النوع في فصل الشتاء لثقلة، أما في فصل الصيف، يُفصّل الزبون من قماش الجورجيت أو المركزيت.
وتلبس المرأة في فصل الشتاء “الجوخة“، وهي تشبه الجاكيت لدى الرجل، وتصنع من الجوخ وتطرز بخيطان ذهبية.
ولا تزال النساء والفتيات في الجزيرة السورية، تتباهى في هذا اللباس، وتلبسه في المناسبات الرسمية وفي الأعراس، ويفتخرن بهذا اللباس على الرغم من الحداثة، والتطور الكبيرين، الذين حصلا في هذا الزمن.
