الزي الكردي.. سمة نوروز وعنوان الفرح

الحسكة/ آية محمد ـ

تنشط حركة الأسواق، مع اقتراب عيد النوروز، حيث تشهد مدينة الحسكة كغيرها من مدن شمال وشرق سوريا، حركة نشطة في قطاع الأقمشة الخاصة بالنوروز وبالتالي زيادة في الإقبال والتردد على المحال الخاصة بخياطة الزي الكردي.

الملابس والأزياء الكردية كانت ولاتزال سمة وعنواناً للفرح بعيد النوروز، الذي تحتفي به نساء شمال وشرق سوريا، والتي تبدأ بشراء الملابس والأقمشة بألوانها التي تعبر عن الفرح والزهو للنساء والأطفال والشباب، وتبدأ الاستعدادات للاحتفال بعيد النوروز قبل أسابيع، ومنتظرو النوروز تعج بهم حوانيت الباعة، ومحلات الأقمشة والخياطة، للحصول على الزي المتبع في النوروز.

الزي الكردي سمة هامة بعيد النوروز 

وفي السياق، تحدثت المواطنة “بيمان اليونس” لصحيفتنا “روناهي”، وكانت قد حاكت الزي الكردي، هي وأخواتها استعداداً لاستقبال نوروز، أنه في كل عام تقوم الأسر بشراء الملابس الكردية لعيد النوروز؛ لأنها تعتقد أن نوروز يصبح أجمل بلبس الزي الكردي.

وأضافت: “إن الموديلات تتغير كل عام، ولذلك يجب شراء الأقمشة الحديثة، لأنها تختلف عن باقي الأعوام”.

ومن جانبها بيّنت “روجدا اليونس“، أن الزي الكردي، وخصوصاً النسائي، هو أحد الأزياء الفلكلورية، التي لازال أهلها يتفاخرون بلبسها بالرغم من مظاهر الحضارة، وتعدد الملابس الحديثة، والسمة الغالبة على هذه الملابس ألوانها الزاهية، وزركشتها بالزهور والخيوط اللامعة، ولكل منطقة بصمتها في اختيار الزي، الذي ترتديه، وإن كانت متشابهة في ظاهرها.

وبدوره تحدث الشاب “ محي الدين يونس“، عن استعدادات النوروز: “لكل شعب وأمة ثقافتهما الخاصة بها، وارتداء الملابس الكردية من الرموز الثقافية والوطنية، التي يعرف بها الشعب الكردي، لذا حتى الشباب يذهبون لشراء الملابس الكردية خلال عيد نوروز”.

وأضاف: “لقد ورث الكرد عادة من أجدادهم، وهي استقبال العام الجديد والاحتفال بالنوروز بالزي الكردي، لأنهم يعدونه هوية لهم”.

حركة نشطة في أسواق الحسكة تزامناً مع اقتراب النوروز

بدت أسواق الحسكة، وكأنها معرض تشكيلي للوحات فنية رائعة بألوان جذابة، وذلك من خلال الألوان الزاهية للأقمشة المعروضة داخل وخارج المحال المتخصصة ببيع الملابس الكردية للنساء، الذي يعدُّ العلامة المميزة للمرأة الكردية، أينما حلت في أية دولة من دول العالم، فهو يمثل جزءاً مهماً من حضارة وتاريخ القومية الكردية التي تمتد إلى قرون عدة.

وبالصدد، ووفقاً لبائعي الأقمشة في الحسكة خلال حديثهم لصحيفتنا، إن حركة السوق تشهد إقبالاً جيداً مقارنة بالأيام الماضية من السنة، فالإقبال على شراء الألبسة الكردية يبدأ من بداية شهر كانون الثاني، وتشتد هذه الحركة بشكل كبير خلال شهر شباط، وحتى أواسط آذار، بسبب اقتراب عيد النوروز، مشيرين إلى أنهم لم يتوقفوا عن قص الأقمشة حسب الطلب.

وأوضحوا، أن النسوة يسعين طيلة هذه المدة لاقتناء ما هو جديد وجميل من الأقمشة الجيدة الموشحة بألوان الربيع والزهور، لكي يرتدينها في هذه المناسبة الجميلة.

الزي الكردي وارتفاع الأسعار

وعن أسعار الأقمشة أكد أصحاب المحال: “إن الأسعار أعلى من السنة الماضية، فإنها تبدأ من ثلاثين ألفاً للمتر الواحد للأقمشة ذات الجودة المنخفضة إلى أكثر من أربعمائة ألف للمتر الواحد، بالإضافة إلى وجود أقمشة يصل سعرها إلى مائة وخمسين دولاراً”، مؤكدين، وحتى الأقمشة باهظة الثمن.

الإكسسوار وزينة الزي الكردي

وتُعدُّ الإكسسوارات من الضروريات المكملة، للزي الكردي النسائي، والتي تصنع من المعادن الشبيهة بالذهب، أو الفضة وتكون على شكل أحزمة للخصر، أو قلائد توضع على غطاء الرأس، والغطاء هو جزء من أجزاء الزي الكردي.

فمصممو هذه الأزياء الرجالية والنسائية، يتفننون في عرض أحدث التصاميم لجذب المزيد من الزبائن، فيما يستمر العمل في ورشهم حتى ساعات الفجر.

وفي هذا الصدد، قال الخياط ومصمم الأزياء الكردية “عامر شكري“: “الإقبال على اقتناء الأزياء الكردية، في تزايد مستمر رغم غلاء الأسعار، وهناك طلب كبير على التصاميم الجديدة، لذلك نضطر للعمل حتى ساعات متأخرة من الليل، بغية تلبية طلبات الزبائن قبل حلول عيد النوروز، أما أسعارها فتتراوح بين مئتين وخمسين ألف، وحتى خمسمائة ألف للزي الواحد”.

وتنعكس الأزمة الاقتصادية، وارتفاع أسعار السلع، على وقع أزمة تفاوت سعر صرف الدولار، سلباً على قدرات الأهالي الشرائية، وعاداتهم الاستهلاكية استعدادا لاستقبال هذه المناسبة القومية.

وما يثقل كاهل المستهلكين أكثر هو تزامن تحضيرات النوروز مع استعدادات شهر رمضان المبارك، حيث تتضافر التكاليف، وترتفع أكثر في سياق الإعداد للصيام مع الاستعداد لبداية فصل الربيع، وموسم التنزه والرحلات في أحضان الطبيعة.

نار نوروز.. انتصار متجدد للكرد 

ولا تخلو أي مناسبة قومية من جذور نشأتها وأسبابها، وأن اختلفت الآراء بشأن ذلك بين المؤرخين، وعيد النوروز في الحادي والعشرين من آذار واحد من تلك المناسبات.

وعن أصل المناسبة ومعنى كلمة نوروز يقال: “إن الكلمة تتكون من مقطعين الأول (نو) وتعني (جديد) باللغة العربية، أما المقطع الثاني (روز) وتعني اليوم وهذه الكلمة تعني (اليوم الجديد) وقد اعتاد الأهالي على تسميتها (بالنوروز).

وإن أصل المناسبة واحتفال الأهالي بها هو القضاء على الظلم والاستبداد لكل حاكم ظالم حيث تقول الأسطورة: “إن هذا العيد السنوي قد تحقق على يد (كاوا الحداد) وأبناء قريته حينما قضوا على الحاكم الظالم (الضحاك أو أزدهاك) وبعدها أوقد كاوا الحداد النار على الجبل، وحمل شعلة بيده، إيذاناً ببدء عهد جديد وليبشر أهالي القرية بأنه تم القضاء نهائياً على الحاكم الظالم، فعرف الأهالي أنه قد انتصر، وأن هذه النيران هي مشعل الحرية وأن الواحد والعشرين من آذار يوم ولادة جديدة دحرت الظلم، لذا فإن هذا التاريخ هو اليوم الأول من السنة الكردية الجديدة، وهو مقدس عندهم حتى يومنا هذا”. وكانت النار توقد قديماً على أسطح المنازل في إشارة إلى حتمية انتصار النور على الظلام، وهي دليل على فرحة التحرر وانتزاع الحرية كما يعتقد.