الرياضة والمتغيرات مع ثورة روج آفا

تقرير / جوان محمد –

روناهي / قامشلو ـ عانت الساحة الرياضية من سياسة عنصرية موجهة بحسب سياسة الإقصاء والإنكار والحزب الواحد في سوريا وهو حزب البعث، ولا زالت تأثيراتها وتراكماتها قائمة، وخاصةً على صعيد المنتخبات الوطنية، واليوم مع ثورة روج آفا حصلت تغيرات جذرية ويكفي إنه لا يتم تعيين رئيس للنادي بأمر من الأفرع الأمنية وقيادة الحزب في المدينة.

كانت الأندية من مناطق الجزيرة وخاصةً نادي الجهاد تعاني من ظلم اتحاد الكرة السوري ووصلت لدرجة حياكة مؤامرة في استغلال مباراة ناديي الجهاد من قامشلو والفتوة من دير الزور، وحاول وقتها النظام البعثي ضرب الشعبين الكردي العربي بعضهم ببعض وكسر شوكة الكرد لعدم التفكير مثل أخوتهم الكرد بباشور كردستان بالفيدرالية بعد زوال نظام الطاغية صدام حسين من سدة الحكم.

كانت للنظام سياسة خاصة في الرياضة تجاه الأندية الرياضة في مناطق الجزيرة وحرموا الكثيرين من تمثيل قميص المنتخب وإلى الآن هذا المنتخب يعاني، لأن الوساطات والفساد والمحسوبيات طاغية على عملية انتقاء اللاعبين للمنتخب وتدخل القادة العسكريين والسياسيين للنظام بذلك، وهذه الرياضة كانت لا محالة ستبقى فاشلة طالما هي تسير من قيادات عسكرية والأفرع الأمنية فتصور رئيس نادي لا يأتي عبر الجمعية العمومية للنادي ولا بالانتخاب، بل عبر تعيين من شعبة المخابرات وفرع حزب البعث في المدينة، وهذا الأمر مستمر حتى الآن.

مع ثورة روج آفا وإخراج النظام من أغلب المناطق في روج آفا والبقاء ببعض المناطق في قامشلو والحسكة لم يعد بمقدور النظام البعثي التحكم حتى بناديي الجهاد والجزيرة وغيرها من الأندية التي تشارك في الدوري السوري التابع للنظام البعثي.

تقديم الدعم مقوم أساسي لاستمرار نجاح الثورة

مع ثورة روج آفا حصلت تغيرات جذرية في الناحية التنظيمية الرياضية، رغم قلة الإمكانيات في البداية وضعف الانخراط من الرياضيين، ولكن بالمحصلة ورغم كل الأخطاء فيكفي إننا اليوم لا نشهد العنصرية والطائفية في رياضة إقليم الجزيرة وفي كامل تراب روج آفا، فالعربي والكردي والمسيحي والأرمني وباقي الشعوب في المنطقة هم يد واحدة في سبيل خدمة الرياضة وهنالك أندية وفرق لمختلف شعوب المنطقة، وهناك رياضات أصبحت تعطي صدى عالمي مثل رياضة التايكواندو عبر مدرسة نمور التايكواندو التي نالت العديد من الجوائز والميداليات الذهبية في عامي 2018 و 2019، في باشور كوردستان والأردن.

في إقليم الجزيرة هنالك 22 نادٍ لمختلف الألعاب الرياضية، ويجب البحث الآن عن النوعية وليس الكمية بالإضافة يجب معالجة حال وأوضاع الأندية التي تعاني من العجز المادي وهي التي لا تتلقى الدعم من أي تنظيم أو حزب سياسي أو هيئة من الإدارة الذاتية.

رياضة في طور التفعيل مثل الريشة الطائرة ورياضات في حالة جيدة مثل الشطرنج والطاولة والسلة والطائرة وكرة القدم، ومازالت بعض الألعاب تتطلب التنظيم أكثر مثل الكاراتيه والمسؤولية تقع على عاتق اللجنة الفنية.

المرأة جوهر نجاح رياضة روج آفا:

لعل أكثر حدث بارز بعد ثورة روج آفا رياضياً، هي رياضة المرأة فالآن لدينا تسعة نوادي للسيدات بكرة القدم وكُسر بذلك احتكار الرجل لهذه اللعبة والتي تبشر بمستقبل مزدهرة في حال تلقي الأندية الدعم المطلوب من هيئة الشباب والرياضة والاتحاد الرياضي في إقليم الجزيرة.

المرأة اليوم تقود التحكيم في رياضة مثل التايكواندو والكاراتيه وهي تملك أندية للعبة الطائرة والسلة بالإضافة لممارسة رياضة مثل الطاولة والشطرنج ورياضات أخرى.

اليوم المرأة هي رئيسة مشتركة ورغم عدم تفعيل هذه المهام بالشكل المطلوب ولكن هي تجربة ناجحة بتقاسم المسؤولية مع الرجل في إدارة الأمور التنظيمية للنوادي، وكسرها لهاجس وحكر الرجل للكثير من المهام في الرياضة.

وعلى الاتحاد الرياضي إعطاء الاهتمام أكثر لرياضة المرأة فهي قادرة لمجاراة الرجل وأن تصبح هي حكمة لمباريات كرة القدم مثل ما هي في التايكواندو والكاراتيه، فلا مستحيل أمام إرادة المرأة الحرة في روج آفا والتي وصلت صدى مقاومتها لكافة بلدان العالم والمرأة الرياضية قادرة لتحقيق الكثير في حال تم تقديم الدعم المطلوب لها.

ثورة روج آفا جلبت معها متغيرات كثيرة واستمرار الدوريات والبطولات وتشكيل قواعد مستقبلية للكثير من الألعاب مثل كرة القدم هي إنجازات لا محالة في ظل الحرب التي لم تسلم منها لا البشر والحجر في البلاد، وجاري العمل لتفعيل الكثير من الرياضات للفئات العمرية مثل الشطرنج والطاولة، وكل ذلك يأتي بفضل دماء الشهداء وتضحيات قواتنا وأرسى حالة الأمن والاستقرار في مدن روج آفا ولتهيئة بذلك الأجواء المناسبة لممارسة الرياضة والهوايات المفضلة لأبناء روج آفا من الرياضيين.