سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الخَــطُّ هَندسـةُ اليَـدِ وزينـةُ العُيـونِ

عبد الله رحيل_

البحثُ عن الحقيقةِ والجمالِ عندَ الإنسانِ الطَّموحِ إلى التّرفِ المعرفيِّ، لا يقفُ عند حدٍّ، فاستقرَّ عندَ البعضِ اللهثُ وراءَ الجمالِ والتناسبِ بين اتصالِ الحروفِ وتداخلِها، فراحتْ تنمُو وتزدهرُ، حتَّى بلغتْ أقصى مفاهيمِ الجمالِ والتَّناسبِ، لأنَّها مُحرَّرة من كلَّ قيدٍ سواءٌ أكانَ سياسيًّا، أو مجتمعيًّا، أو دينيًا، وقدْ أثرى أشكالَها الفنَّانون وزيَّنوها، ونمَّقوها؛ حتَّى غدتْ ملكةَ الجمالِ الخلاَّقِ المُبهرِ في عينِ البشرِ، بشتَّى أنواعِ الصورِ، فكانتْ الطريقَ والغايةَ، التي أدَّتا إلى نشأةِ فنِّ الخطِّ العربيِّ، بأشكالهِ وقواعدهِ، وبتزيينهِ، وحليتهِ.
وسَواءٌ في نَشْأتِهِ، إنْ كانَ فنًّا جماليًّا معتدًّا بهِ، أمْ أنَّه دراسةُ فكرٍ، وفلسفةِ حروفٍ، لا يُقوَى صبرُ ومآلُ رائيها إلَّا أنْ يُعَمِّمَ جماليتَه في متونِ الأرضِ، وتُبَانُ حقيقتُه في فكرِ الفلاسفةِ والمفكِّرينَ، فقدْ عرَّفَه ابنُ خلدونٍ في مقدَّمته: “هُوَ رسومٌ وأشكالٌ حرفيَّةٌ تدلُّ على الكلماتِ المسموعةِ الدَّالَّةِ على ما في النَّفسِ الإنسانيَّةِ منْ مَعانٍ ومشاعرَ، وهُوَ صناعةٌ شريفةٌ يتميَّزُ بها الإنسانُ عن غيرهِ”.
 وفِي دَلْوِ إفلاطونَ لهُ: “الخطُّ عِقالُ العقلِ”، وقدْ جعلَ المفكِّرُ، وعالِمُ الدِّينِ الإمامُ محمّدُ عبده: “للخط مقاييسُ ثلاثةٌ أساسيَّةٌ، هِي عَرضُ الخطِّ، وقطرُ القلمِ، وقطرُ الدَّائرةِ، وهذهِ الأُسسُ والمقاييسُ يتمُّ حسابُها واختيارُها قبلَ الكتابةِ، وتكونُ أساسًا لتناسبِ الخطِّ، وجَماليَّتِهِ”.
فمَا زِلتُ أذكرُ حينَ استرقتْ عينايَ صورةَ لوحةٍ جداريَّةٍ معلَّقةٍ في رِواقِ مسجدٍ كبيرٍ، كُنتُ أترددُّ إليهِ أيامَ صِغَري، فَطُبِعتْ هندسةُ الحروفِ، وتداخلاتُها المتقنةُ في عينيَّ وعقلي، ورُحْتُ أُلَمْلِمُ ترديدَ شفتيّ كلماتِ الدَّهشةِ، والإعجابِ بما رأيتُ من جمالِ الكلماتِ، وجودةِ رسمِ الخطِّ وتركيباتهِ، ومعَ تقادُمِ السِّنينِ والأعوامِ، تجلَّتْ حقيقةُ الحرفِ، وجمالهِ؛  فسعيتُ بجُلِّ وقتي إِلى دراسةِ هذا الفنِّ الخالدِ، الذي أوْجَدَتْهُ يدُ البَدويِّ، القاطنُ بين ظهرانيِّ الصَّحراءِ، وعينُه الرَّاميةُ إلى الجمالِ المتفرِّد بالصُّورةِ؛ حتّى غدا فنًّا قائمًا على التّميُّز والإبداعِ في سحرِ الصُّورةِ، وفي تناسُقِ الأبعادِ، لهُ قوانينُه، وقواعدُه وميزانُه الدَّقيقُ في رَسمِ كلِّ حرفٍ على حِدَةٍ، ولهُ طريقتُه التوليديةُ في تَكوينِ حروفٍ جديدةٍ من حروفٍ أخرى.
لقد عُدّ الخطُّ العربيُّ فنًّا لا مثيلَ لهُ بين الأممِ والثَّقافاتِ على مرِّ العصورِ، فلمْ يسبقْ لأمَّةٍ أنْ يكونَ للحرفِ، والكلماتِ فنٌّ مرئيٌّ سليمٌ، يبلغُ مرحلةَ الأصالةِ، في أنواعهِ المتعدّدةِ حتى بلغَ مرحلةَ الخلودِ بينَ الفنونِ وآدابِها، معبراً، خلالَ مسارهِ الطَّويلِ، عنْ ملامحِ الحضارةِ الإسلاميَّةِ، وعكسَ روحَها وطبيعتَها، ومثّل تطوُّرَهَا، وقد ارتبطَ في بدايةِ نشوئهِ بالقرآنِ الكريمِ، وفي كتابةِ الآياتِ، والأحاديثِ؛ فتربَّعَ بسحرِ القصبِ، وعَبقِ الحبرِ فنًّا إسلاميًّا خالصًا، يلقى اهتمامًا خاصًّا عند عامَّة العربِ والمسلمينَ؛ فبلغتْ شهرتُه الأفاقَ، وقد عَلا ركبَه خطاطونَ مَهرةٌ، أوجدوهُ بينَ أنواعِ الثقافاتِ المختلفةِ في العصورِ الحضاريّةِ، فبِتنَا نسمعُ عن خطّاطينَ، وأعلامٍ في نشوءِ هذا الفنِّ المميِّزِ، مثل: المعتصميّ، والبغداديّ، وابنُ مقلةَ، وابنُ البوَّابِ، وسيدُ إبراهيم، ويُعَدُّ ياقوتُ المستعصيّ منْ أشهرِ ما دانتْ مثاليةُ الجمالِ في الحروفِ، وهؤلاءِ همُ الأوائلُ، الّذينَ عرفتْهمُ  الحضارةُ الإسلاميَّةُ، وقد لقيَ الخطُّ عندَ الخلفاءِ والأمراءِ تشجيعًا ورعايةً، أسهما في نبوغِهِ، مثلما كانَ من الخليفةِ العباسيِّ الأخيرِ المُسْتَعصِمِ.
وترجعُ نشأةُ الخطِّ العربيِّ، وظهورُه إلى الشَّمالِ الغربيِّ من شبهِ الجزيرةِ العربيّةِ في الأرضِ الممتدةِ من شبهِ جزيرةِ سيناءَ إلى أرضِ فلسطينَ، حيثُ كانتِ القبائلُ النبطيَّةُ تعيشُ فيها، وهيَ قبائلُ عربيَّةٌ اتَّصلت بالآراميينَ، وتأثَّرتْ بهم؛ فأنشؤوا خطًّا مميَّزًا لهم، عُرِف بالخطِّ النّبطيِّ، الذي امتاز بعرض الخطِّ، وتسطيره، ومنه اُستُنبطَ الخطُّ العربيُّ، الذي أخذَ شيئًا فشيئًا يبتعد عنه، حتى اتَّخذَ صورتَه، وشكلَه المعروفَ بالخطِّ العربيِّ في القرنِ الخامسِ الميلاديِّ، فتميَّزَ بأسماءِ الأماكنِ، التي وُجِد فيها، فعُرِف بالأنباريّ والحيريّ في الجاهليةِ، وعُرِف بالحجازيّ، والمكيّ، والمدنيّ، والمعقليّ، والكوفيّ في صدرِ الإسلامِ، فكان العربُ في الجاهليَّةِ يميِّزون بين أربعةِ خطوطٍ: هي الحيريُّ نسبةً إلى الحِيرةِ، والأنباريُّ نسبة إلى الأنبار، والمكيُّ نسبة إلى مكةَ، والمدنيُّ نسبةً إلى المدينة.
 وقد كانَ للوزيرِ ابنِ مقلةَ الفضلُ في تميُّزِ الخطِّ، ونشأتهِ ضمنَ الأصولِ، والقواعدِ المتّبعةِ، والذي يُعدُّ الأبَ الروحيَّ لنشأةِ فنِّ الخطِّ،  وقدْ أخذَهُ عن أبيهِ، وعن إسحاقِ بنِ إبراهيمَ البربريِّ الأحولِ المحرِّرِ، وبلغَ درجةً عاليةً من الدِّرايةِ، والتَّعمُّقِ بهِ، واستطاعَ أنْ ينقلَه نقلةً فنيّةً نوعيّةً، وقدْ عمدَ إلى صناعةِ الأقلامِ، وبيّنَ نِسَبَ عَرضِها، بما يوافقُ كلَّ نوعٍ خطٍّ، حتّى استقرّتْ به الحالُ إلى إيجادِ  ستَّةِ أنواعٍ من الخطِّ،  هي: الثُّلُّثُ، والرَّيحانُ، والتَّوقيعُ، والمحقِّقُ، والبديعُ، والرِّقاعُ، وقد هندسَ مقاييسَها، وأبعادَها مُعتمدًا على العلاقةِ بينَ النُّقطةِ، والدائرةِ، فجعلَ الألفَ قطرًا لهذهِ الدائرةِ، ونسَبَ إليهَا الحروفَ جميعًا، ووضعَ معاييرَ لضبطِ الخطِّ، والوصولِ بهِ إلى صِيغٍ جماليّةٍ محكمةٍ؛ ما شكّلَ النّقلةَ الأولى في جماليَّةِ فنِّ الخطِّ، والتي ظلَّتْ أساسًا بُنيت عليهِ التطوّراتُ الَّلاحقةُ كلُّها.
 وحينما استقرَّ المُقامُ بنشأةِ، وتطوُّرِ الخطِّ العربيِّ، فقد نشأتْ أنواعٌ متعددّةٌ، تميَّز فيها العربُ والمسلمونَ في وجودِها، وإجادتِها، ومنها:
الخطُّ الكوفيُّ، الذي ظهرَ في الكوفةِ، وحظيَ بنصيبٍ وافرٍ منَ العنايةِ والدِّراسةِ، والتزيينِ وجودةِ مُدخلاتِهِ للأصولِ الهندسيَّةِ، وهي أهمُّ مظاهرهِ، المتمثِّلةُ في خطوطٍ مستقيمةٍ أفقيَّةٍ، تتلاقَى مع قوائمَ متعامدةٍ مكوَّنةٍ من زوايا بإشكالٍ من التقوُّسِ، والتّزهيرِ، والتّوريقِ، والتّرابطِ بتاجٍ من الحُليَّةِ في ألفهِ ولاماتهِ، ورأس الواوِ، والفاءِ، والقافِ.
والخطُّ الموزونُ، وقد ظهرَ في بلادِ الشَّامِ بعد تعريبِ الدَّواوينِ في عهدِ الخليفةِ الأمويِّ عبدِ الملكِ بنِ مروانَ، وله نسبٌ قياسيّةٌ خاصّةٌ، وتمّ تشكيلُ ستةِ أنواعٍ من الخطوطِ منهُ هي: الثُّلثُ، والرّيحانُ، والتّوقيعُ، والمحقَّقُ، والبديعُ، والرِّقاعُ على يدِ الوزيرِ أبو عليٍّ محمّدٍ بنِ مُقْلةَ، ثمَّ أخوهُ أبو عبدِ اللهِ الحَسنِ.
وخطُّ الرّقعةِ: هوَ خطٌّ عربيٌّ، تنعدمُ المسافةُ تمامًا بين حروفهِ، ويمتازُ بميلانِ حروفهِ نحوَ اليسارِ من عموديَّةِ الخطِّ نحوَ السَّطرِ بقوَّةٍ ورشاقةٍ، وقدْ استُوحِيتْ منهُ قواعدُ خطيِّ الثّلثِ والدّيوانيِّ، وهوَ غيرُ محبَّبٍ في الكتابةِ الزُّخرفيَّةِ، ولا في كتابةِ الآياتِ القرآنيَّةِ.
وخطّ النّسخ، أوجد أساسيّاته الوزير ابن مقلة، سمّي بالنّسخ؛ لأنّه يستخدم كثيراً في نسخ الوثائق والكتب، ونقل ما تحويه؛ لسهولة رسمه، ولوضوح أحرفه وكبرها، ولجمال منظرها، يمتاز بالامتداد والرسو إلى السطر وتقع بين كلماته مسافة قصيرة متطابقة، تظهر جماليته تشكيلات الحروف وحركاتها، ويعد أجود الخطوط في الكتابة والنسخ.
وخطّ ُالثّلثِ، وهوَ أصعبُ الخطوطِ، وأكثرُها جمالاً، يمتازُ بالمرونةِ، وبتشكّلِ أنواعٍ عديدةٍ للجملةِ الواحدةِ، وهو الخطُّ الوحيدُ، الذي يستخدمُ توليدَ الحروفِ من بعضِها، فمثلا ينتجُ الواوُ من الفاءِ، والقافِ، ويمكنُ أنْ يُدخلَ الخطَّاطُ فيهما حرفَ الواوِ، ويمتازُ بالتَّشكيلِ المتقنِ الجميلِ للحركاتِ، ويكثرُ استعمالُهِ، وكتابتُه في الآياتِ القرآنيَّةِ، التي تزيِّنُ المساجدَ ودورَ العِلمِ، ويُستخدمُ بصورةٍ دائمةٍ في كتابةِ عناوينِ الكتبِ التراثيَّةِ، وحديثًا بعناوينِ المجلاَّتِ والصُّحُفِ، وعناوينِ المتاجرِ، والماركاتِ المسجلَّةِ.
والخطُّ الفارسيُّ، وهوَ الخطُّ الذي نشأَ في بلادِ فارسَ، ومن صفاتِه المدُّ، وعَرضُ القلمِ، وتناسُبُ صُغرِ الكلمةِ مع كُبرِها، ومدِّها، وفيه ليونةٌ، ورشاقةٌ، ويخلو من الزُّخرفةِ والتّشكيلِ، وهو غيرُ محبَّبٍ لكتابةِ الكتُبِ، إنَّما يكثرُ في المخطوطاتِ والعناوينِ.
والخطُّ الدّيوانيُّ، نشأَ هذا النّوعُ من الخطوطِ عندَ الاتراكِ في زمنِ السُّلطانِ محمدِ الفاتحِ العثمانيِّ عندما فتحَ القسطنطينيةَ عام 857هـ، وأوُّلُ مَن وضعَ قواعدَه الخطَّاطُ إبراهيمُ منيف، الذي عاشَ في حقبةِ السّلطانِ محمّدِ الفاتحِ، ثمّ جوَّدهَ، ومثّلَه بأنظمةِ، وقواعدِ الخطوطِ الخطّاطُ شهلا باشا، والحافظُ عثمانُ، ومحمّدُ عزّت، وهوَ الخطُّ الرّسميُّ في كتابةِ الدّواوينِ، ويُكتب بدوائرَ محوريَّةٍ، وارتفاعٍ للحروفِ، ثمَّ النزولِ، والهبوطِ الحادِّ في استدارةٍ جماليَّةٍ في الكلماتِ والحروفِ، ويتناسقُ ميلانُه مع طبيعةِ الحرفِ، والسَّطرِ ليكونَ محكمًا ومتناسقًا ومنسجمًا”.
ومعَ اسنادِ الحرفِ لقيمةِ الجمالِ، والفنِّ بمعاييرَ الدِّقةِ، والهندسةِ والنِسبِ المثاليَّةِ للجمالِ؛ يظهر فنُّ الخطِّ نزهةً للأعينِ، وترجمانَ لسانِ اليدِ، ورسولاً للجمالِ، وسفيرَ العقولِ، وناقلَ الخيرِ، وحافظَ الأثرِ، وقد عناهُ الشاعرُ، ويُنسبُ إلى عليٍّ بنِ أبي طالبٍ:
تعلَّمْ قوامَ الخطِّ يا ذا التَّـأدُّبِ     فمــا الخــطُّ إلا زينــةُ المتــأدِّبِ
فإنْ كنتَ ذا مالٍ فخطُّكَ زينةٌ    وإنْ كنتَ محتاجاً فأفضلُ مَكسَبِ
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle