يساهم مزارعو الخضار الصيفية في أرياف الشدادي ومناطق أخرى من شمال وشرق سوريا في سد احتياجات الأسواق المحلية للخضار؛ الأمر الذي لعب دوراً هاماً في تخفيض أسعارها مقارنةً مع الخضار المستوردة التي تباع بسعر مرتفع.
ورغم الإيجابيات الجمة لزراعة الخضار الصيفية، إلا أنه يولّد مخاوف في نفوس المزارعين من أن لا تتناسب المصاريف مع العملية التسويقية التي لا يمكن للمزارع التحكم بها، بل السوق والعرض والطلب وتجار الجملة هم منْ يحددونها.
قلق المزارعين تعاظم بعد انقطاع المصادر الطبيعية للري وبالأخص لدى أولئك الذين يعتمدون على نهر الخابور في ري محاصيلهم، رفضت لجنة الزراعة من منحهم تراخيص للموسم الصيفي مما حرمهم من حصولهم على مستحقاتهم من المحروقات بالسعر المدعوم ٧٥ ليرة سوريّة مما يجبرهم على شرائه من السوق السوداء بسعر وصل لـ ٤٠٠ ليرة للتر الواحد وذلك بحسب المزارع رمضان العلي.
وتابع العلي خلال حديثه لصحيفتنا إن محاصيلهم ساهمت بشكل كبير برفد السوق المحلية بأصناف مختلفة من الخضار أهمها البندورة والخيار والباميا والكوسا والباذنجان والملوخية وغيرها من الخضراوات.
مطالبات بالدعم
وتطرّق العلي إلى أهمية مثل هذه المشاريع الصيفية الصغيرة لأهالي المنطقة، نظراً لدورها الكبير في انخفاض الأسعار، لا سيما وأن السلع المستوردة تكون مرتفعة السعر قياساً إلى المنتج المحلي والدليل على ذلك انخفاض سعر الخضار بالأسواق المحلية إلى أكثر من ٧٥% بعد أن بدأ المزارعون المحليون برفد محاصيلهم إلى السوق حيث انخفض سعر كيلو البندورة إلى ٣٠٠ ليرة فقط بعدما كان يباع بـ ١٣٠٠ ليرة الشهر المنصرم.
ويطالب العلي لجان الزراعة والاقتصاد في الإدارة الذاتية بضرورة تشجيع ودعم مثل هذه المشاريع؛ من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي طوال العام، والاستغناء قدر الإمكان عن السلع المستوردة والتي تصل إلى السوق بأسعار خيالية مقارنةً مع دخل الفرد في المنطقة.
هذا وعمدت حكومة دمشق على تقييد الحركة التجارية بين مناطق سيطرتها ومناطق شمال وشرق سوريا منذ نهاية شهر آذار المنصرم الأمر الذي زاد من أسعار السلع الغذائية بمختلف أصنافها.
ويناشد فلاحو الشدادي إدارة الموارد المائية ولجنة الزراعة بضرورة فتح بوابة السد الجنوبي المغذي لنهر الخابور وذلك من أجل تجنب تلف المحاصيل الصيفية إضافة إلى تقديم الدعم للمزارعين من محروقات وأسمدة تجنباً لوقوعهم بالخسارة بعد الانخفاض الكبير في أسعار الخضار مقارنةً مع قيمة التكلفة الحالية.
تخفيف الأعباء الاقتصادية
ويُعرِب الأهالي عن رضاهم إزاء الأسعار المنخفضة للخضراوات المنتجة محلياً، والمتوفرة حالياً في الأسواق، على عكس ما كان عليه الحال قبل شهر تقريباً حين كان أصحاب المحال يعتمدون على الأصناف المستوردة.
ويوضح فراس المحمد في حديثه لصحيفتنا “روناهي”: “إن الأسعار المنخفضة للخضار الصيفية المنتجة محلياً، خففت من بعض الأعباء المادية للسكان في ظل هذا الغلاء الذي تمر به المنطقة”.
وتمنى المحمد أن تعمم هذه التجربة في فصل الشتاء أيضاً وذلك للمحافظة على الأسعار المناسبة للمواطن من جهة وتحقيق الاكتفاء الذاتي للمنطقة والاستغناء عن المستورد من جهة أخرى.
ومع توفر مختلف أنواع الخضراوات المنتجة محلياً في أسواق المنطقة وبأسعار مناسبة، يأمل الأهالي في أن تعمل الإدارة الذاتية على تشجيع وانتشار مثل هذه المشاريع وتقديم الدعم لها من بذار وأسمدة والمحروقات اللازمة لتشغيل المحركات الزراعية.
ورغم الإيجابيات الجمة لزراعة الخضار الصيفية، إلا أنه يولّد مخاوف في نفوس المزارعين من أن لا تتناسب المصاريف مع العملية التسويقية التي لا يمكن للمزارع التحكم بها، بل السوق والعرض والطلب وتجار الجملة هم منْ يحددونها.
ويطالب العلي لجان الزراعة والاقتصاد في الإدارة الذاتية بضرورة تشجيع ودعم مثل هذه المشاريع؛ من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي طوال العام، والاستغناء قدر الإمكان عن السلع المستوردة والتي تصل إلى السوق بأسعار خيالية مقارنةً مع دخل الفرد في المنطقة.
خففت من بعض الأعباء المادية للسكان في ظل هذا الغلاء الذي تمر به المنطقة”.
