سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الحماية المجتمعية.. جوهر بقاء الشعوب وصون الحقوق والحريات

عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ

برزت أهمية الحماية المجتمعية خلال السنوات المنصرمة التي شهدت اندلاع الأزمة السوريّة، بعدما ارتدت الفصائل المرتزقة ثوب ما يُعرف “الثورة السورية”، لتبرر تصرفاتها المبنية على نهب المرافق العامة، وتدمير البنية التحتية الأساسية بحجة حماية شعوب المنطقة، وإبراز أنفسهم على أنهم هم “الحامين لثورة الشعوب”، والشرعنة لتصرفاتهم تلك؛ هذا ما أكده الإداري بلجنة الحماية المجتمعية في مقاطعة تل أبيض/ كري سبي نهاد خليل..
بعد اندلاع ثورة روج آفا 19 تموز 2012 ابتداءً من مناطق إقليم الجزيرة التي اتخذت من فلسفة وفكر القائد عبد الله أوجلان مساراً لها تأسست النواة الحقيقية لمفهوم الحماية المجتمعية أو الجوهرية على أرض الواقع في مناطق شمال وشرق سوريا، وهبَّ أفراد الشعب كافة في حماية مناطقهم وقراهم وبيوتهم وممتلكاتهم في مواجهة المحاولات المستميتة من قبل الدول المعادية لإثارة الفوضى، وفرض أجنداتها المعادية لتطلعات الشعوب السوريّة في نيل الحرية، وصولاً لتأسيس للإدارة الشعبية التي تمثل شعوبها مُمثلة بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بعد تحرير كافة مناطقها من رجس الجماعات المسلحة الدخيلة، والمدعومة من الدول والجهات المعادية للشعوب السوريّة.

 

 

 

 

 

 

 

 

الحماية المجتمعية ضمان لشعوب المنطقة
وتم تشكيل قوات سوريا الديمقراطية من رحم مفهوم الحماية المجتمعية حيث تشكلت هذه القوات المؤلفة من كافة شعوب شمال وشرق سوريا، وأخذت على عاتقها حماية شعوبها كافة، وقدمت آلاف الشهداء في سبيل الحفاظ على مكتسبات الشعوب ونيل الحريات، والحفاظ على النسيج الاجتماعي الفريد والمتنوع الذي تكونه.
وأصبحت قوات الحماية المجتمعية (الجوهرية) قوة مجتمعية متماسكة بعد عقد الكونفرانس الأول لها في مدينة رميلان أوائل عام 2015، وأعلنت رسمياً عن تأسيس قوات الحماية الجوهرية لحماية أفراد المجتمع لمدنهم وقراهم في حال حدوث طارئ أو هجوم يستهدفهم، ولمساندة القوات المقاتلة على الأرض، ولدعمها، وساندت هذه القوات بشكل فعلي المقاتلين في حملتي الهول والشدادي في الجبهات الخلفية.
ومؤخراً بزرت قوات الحماية المجتمعية بعد أحداث سجن الحسكة في حماية الأحياء السكنية بعد هروب عدد من مرتزقة داعش وهجوم آخرين منهم على السجن، حيث كان لها دور بارز في دعم القوات التي اشتبكت مع المرتزقة، وساعدت في استيعاب الحدث الذي هز العالم بأكمله، مع خطورة مخططهم الإرهابي الذي يهدف إلى السيطرة على مناطق ومؤسسات تابعة للإدارة الذاتية، ونشر الفوضى والرعب والقتل بين الأهالي حيث ساعدت قوى الأمن الداخلي والقوات المقاتلة على سرعة تمشيط الأحياء والسيطرة على الوضع بأسرع وقت ممكن.

 

 

 

 

 

 

 

حس المسؤوليَّة يُبرر فكرة الحماية المجتمعيَّة
وبهذا الصدد كان لصحيفتنا لقاءً مع الإداري بلجنة الحماية المجتمعية (الجوهرية) في مقاطعة تل أبيض/ كري سبي نهاد خليل الذي بيّنَ بأن الحماية المجتمعية نشأت من فكرة الدفاع المشروع عن النفس ثم توسعت لتشمل واجب الحماية الشعبية من قبل أبناء القرى والمدن التي حذت حذو باقي المناطق التي ساهمت في الدفاع عن مناطقها في وجه الهجمات المستمرة التي شهدتها مناطق شمال وشرق سوريا منذ عام 2011″.
وأردف خليل: “أهمية الحماية المجتمعية تكمن في مستوى الوعي الشعبي بين أفراد المجتمع الذي يُلزم بالضرورة حماية ذاته في حال حدوث خطر ثم تعمم هذه الفكرة على كافة أفراد المجتمع مع وجود حس المسؤولية الجماعية، وروح الدفاع بين أفراد المجتمع، وهذا ما بينه القائد عبد الله أوجلان في مؤلفاته وفكره الذي يؤسس لحالة متقدمة من الوعي، وتحمل المسؤولية بين أفراد المجتمع لعدم الوقوع فريسة سهلة بيد الطامعين والمحتلين”.
وشدد خليل على أهمية تدريب المجتمع من كافة النواحي للوصول إلى الغاية والمطلب المنشود، وبذل كافة الجهود في الحماية الجوهرية من أي خطر سواء خارجياً أو داخلياً، وفي كافة المناسبات والحالات الطارئة، وعلل بالقول: “مسؤولية الحماية لا تقع على عاتق القوات العسكرية فقط، بل هي مسؤولية واقعة على عموم أفراد المجتمع القادرين على الدفاع، وحماية أنفسهم”.
وناشد خليل كافة أفراد المجتمع في المشاركة في الجهود المبذولة للحفاظ على إنجازات الشعوب السوريّة التي حققتها بدماء وتضحيات أبناءها، والتحلي بروح المسؤولية التي تُلزم كل فرد من أفراد المجتمع في الدفاع عن بيته وقريته ومدينته، وخاصةً في هذه الظروف التي تشهد هجمات متكررة من قبل الدول المعادية للعيش السلمي وأخوّة الشعوب.