عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ
برزت أهمية الحماية المجتمعية خلال السنوات المنصرمة التي شهدت اندلاع الأزمة السوريّة، بعدما ارتدت الفصائل المرتزقة ثوب ما يُعرف “الثورة السورية”، لتبرر تصرفاتها المبنية على نهب المرافق العامة، وتدمير البنية التحتية الأساسية بحجة حماية شعوب المنطقة، وإبراز أنفسهم على أنهم هم “الحامين لثورة الشعوب”، والشرعنة لتصرفاتهم تلك؛ هذا ما أكده الإداري بلجنة الحماية المجتمعية في مقاطعة تل أبيض/ كري سبي نهاد خليل..
بعد اندلاع ثورة روج آفا 19 تموز 2012 ابتداءً من مناطق إقليم الجزيرة التي اتخذت من فلسفة وفكر القائد عبد الله أوجلان مساراً لها تأسست النواة الحقيقية لمفهوم الحماية المجتمعية أو الجوهرية على أرض الواقع في مناطق شمال وشرق سوريا، وهبَّ أفراد الشعب كافة في حماية مناطقهم وقراهم وبيوتهم وممتلكاتهم في مواجهة المحاولات المستميتة من قبل الدول المعادية لإثارة الفوضى، وفرض أجنداتها المعادية لتطلعات الشعوب السوريّة في نيل الحرية، وصولاً لتأسيس للإدارة الشعبية التي تمثل شعوبها مُمثلة بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بعد تحرير كافة مناطقها من رجس الجماعات المسلحة الدخيلة، والمدعومة من الدول والجهات المعادية للشعوب السوريّة.
الحماية المجتمعية ضمان لشعوب المنطقة
وتم تشكيل قوات سوريا الديمقراطية من رحم مفهوم الحماية المجتمعية حيث تشكلت هذه القوات المؤلفة من كافة شعوب شمال وشرق سوريا، وأخذت على عاتقها حماية شعوبها كافة، وقدمت آلاف الشهداء في سبيل الحفاظ على مكتسبات الشعوب ونيل الحريات، والحفاظ على النسيج الاجتماعي الفريد والمتنوع الذي تكونه.
وأصبحت قوات الحماية المجتمعية (الجوهرية) قوة مجتمعية متماسكة بعد عقد الكونفرانس الأول لها في مدينة رميلان أوائل عام 2015، وأعلنت رسمياً عن تأسيس قوات الحماية الجوهرية لحماية أفراد المجتمع لمدنهم وقراهم في حال حدوث طارئ أو هجوم يستهدفهم، ولمساندة القوات المقاتلة على الأرض، ولدعمها، وساندت هذه القوات بشكل فعلي المقاتلين في حملتي الهول والشدادي في الجبهات الخلفية.
ومؤخراً بزرت قوات الحماية المجتمعية بعد أحداث سجن الحسكة في حماية الأحياء السكنية بعد هروب عدد من مرتزقة داعش وهجوم آخرين منهم على السجن، حيث كان لها دور بارز في دعم القوات التي اشتبكت مع المرتزقة، وساعدت في استيعاب الحدث الذي هز العالم بأكمله، مع خطورة مخططهم الإرهابي الذي يهدف إلى السيطرة على مناطق ومؤسسات تابعة للإدارة الذاتية، ونشر الفوضى والرعب والقتل بين الأهالي حيث ساعدت قوى الأمن الداخلي والقوات المقاتلة على سرعة تمشيط الأحياء والسيطرة على الوضع بأسرع وقت ممكن.