سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الحرب السوريّة تجتث براءة الطفولة

دعاء يوسف_

رسمت الحرب لوحتها بألوان من دماء وقتل للطفولة، ففي الحروب يعاني الأطفال أكثر من غيرهم، فما ذنبهم وهم لا يعرفون سبب اندلاعها وأهدافها أو كيف ستنتهي، ليحصلوا على نصيبهم من آثارها النفسية والجسدية، ولتضرب بأرواحهم البريئة التي لم تُبصِر من الحياة شيئاً.
عندما تندلع شرارة الحرب تحرق كل ما تشاهده حتى تنتهي، فهي كالنار في العشب اليابس، ومع مرور الوقت تبقى مُخلفاتها لتبقى شاهداً على ما فعلته بأناس شهدوا عليها وما عانوه من ويلاتها، فنالت الطفولة النصيب الأكبر من هذه الآثار، كون الطفل هو الطرف الأضعف، والأكثر قابليّة للتأثر بما يحيط به، لضعف مقاومته النفسيّة والجسديّة، وتأتي أهمية حماية الأطفال في زمن الحرب بأنهم يشكلون الرصيد البشري للمجتمع ومستقبله الذي يعوّل عليهم للاستمرار.
للحرب بصمة على حياة الأطفال السوريين
مُنذُ انطلاق الثورة السوريّة، وبداية الهجمات الاحتلالية بدأت آلة الحرب تنال من الأطفال بشكلٍ مباشر وغير مباشر، لدرجة أن البعض منهم أصبحوا أيقونة عالمية تُظهِر قسوة الإجرام على الطفولة في سوريا، فمن منّا لا يذكر الطفل (حمزة الخطيب ورفيق مُعتقَلِه ثامر الشرعي) الَّذَين اعتقلتهُما جيش النظام السوري وقتلهما تحت التعذيب والتمثيل بجثتَيهما، وذلك في رسالةٍ واضحةٍ لجميع الأهالي بأن مصير أبنائكم سيكون مشابه لهؤلاء، دون أي رادعٍ من إنسانيّة أو محاسبة دوليّة، وليس القتل وحده ما أصاب الطفل السوري، بل التهجير وفقدان الأبوَين والمعيل والتشرد، فكم من الأطفال السوريين الذين بلعهم موج بحر إيجة! ولعل الطفل “أيلان الكردي” الذي أصبح رمزاً للمأساة التي تمثل حالة الطفل السوري.
وكان تأثير الحرب على الأطفال واضحاً جداً، فإن دققت بألعابهم وتصرفاتهم وكلامهم تجده ليس كما عهدته في زمن سابق، والأمر الأكثر خطورة أن الأطفال يصنعون أدوات الحرب بأنفسهم فتجدهم انقسموا لفريقين وصنعوا الساتر ليحملوا الأسلحة ويشنوا الحروب على بعضهم البعض، ولم تقتصر حروبهم على الألعاب بل أصبحوا دروع بشرية لبعض التنظيمات الإرهابية “كداعش” ليحملوا السلاح الحقيقي بدلاً من حقيبة المدرسة.
تأثروا بظروف الحرب والنزاعات المسلحة، فانتشرت الأفكار القتالية بين الأطفال بكثرة في مرحلة المراهقة، تحت تأثير قدوتهم من آباء أو أشقاء أو أصدقاء، بسبب الظروف التي يعيشونها معتبرين أن ذلك “ضروريٌ” لأن المعركة “حرب وجود”.
وما عانوه لن يتوقف بتوقف مدافع الحرب، بل يستمر معهم تاركاً أمراض ومشاكل سلوكيّة واجتماعيّة ليس من السهل علاجها، ربما كبروا قبل أوانهم ونالت الحرب ما نالت من عقولهم فتشردوا وعانوا من آلام الحرب وتذوقوا مرارة الفقدان وجربوا التهجير، وحتى أنهم نالوا نصيبهم من التعذيب النفسي قبل الجسدي ومع كل هذا قد تجد مجموعة أطفال زرعوا بقذيفة فارغة وردة بمعنى لن تموت براءة الأطفال بحروبكم.
إحصائيات صامتة حول معاناة أطفال سوريا
وما أبشع أن تسمع أذنك قتل المئات من العُزّل والأبرياء والأطفال، فبأي ذنب نُفِذ حكم الإعدام عليهم، ولما سُلبت منهم البراءة والعيش بسلام؟ وخلال كل هذا التعنيف اعتُبرت قضية الطفولة القضية الأهم والبحث فيها ووضعها على جدول الأعمال نحو حمايتهم من آلة الحرب وشبح الموت الذي لازال يتربص بهم في الأزمة السورية.
قصص عن أطفال الحروب كـ “قتل ولجوء وتعذيب ونزوح وحتى أن البعض منهم أصبح من ذوي الاحتياجات الخاصة” هذا ما ظهر جلياً في إحصائيات للعديد من المراكز والمنظمات المحلية والعالمية.
فوفقًا للوثائق التي وثقتها اليونسيف (UWICEF) خلال عشر سنوات من الحرب السورية: فإن 12000 طفل فقدوا حياتهم منذ عام 2011 وهاجر575 ألف طفل من منازلهم إلى أماكن مختلفة في عام 2019، ومازالت هذه الأعداد في تزايد.
وقدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في 2019، وجود 19 ألف طفل سوري تحت سن الخامسة مهددين بالموت من سوء التغذية في سوريا، في تقريرها الخاص بالأمن الغذائي.
وكما أكدت منظمة حقوق الإنسان في عفرين في الإحصائيات التي تمكنت من توثيقها من آذار 2018 ولغاية تشرين الثاني 2019، فأنه اعتقل 102 طفلاً، وقُتل أكثر من 200 طفل، واختُطف 26 طفلاً.
كما وأفادت إحصائيات أوردتها منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقرير نشرته في آذار 2020، إنه “في محافظة إدلب وحدها، يوجد تقريباً 600 ألف طفل ممن تم إخفاؤهم قسراً منذ كانون الأول 2019 في الهجوم العسكري السوري – الروسي المشترك على المحافظة”.
وذكرت المنظمة بأن جيش النظام السوري نفذ هجومين بغاز السارين القاتل على ضاحية الغوطة الشرقية بدمشق ومدينة خان شيخون والذين وقعا عامي 2013 و2017 على الترتيب، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص، وبينهم أطفال.
وبينت المنظمة أيضاً في تقرير خاص لها نشرته في تموز 2016 فأنه من بين أكثر من 215 ألف معتقل لدى النظام السوري، فإن عدد الأطفال المحتجزين لا يقل عن 1400 طفل، وتتراوح أعمار المحتجزين بين 13 و17عامًا، في حين قال بعض المنشقين والشهود إن بعض الأطفال المحتجزين لا تتجاوز أعمارهم ثماني سنوات.
من جانبها وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل (23863) طفلاً في سوريا منذُ آذار 2011، كما تعرّض ما لا يقل عن 7457 طفلاً للتعذيب في مراكز الاحتجاز التابعة للنظام، وذلك منذُ آذار 2011 ولغاية آذار من العام 2016.
كذلك تفيد توثيقات المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن عدد الذين قتلوا جراء انفجار ألغام وعبوات وانهيار أبنية سكنية متصدعة من مُخلّفات الحرب في مناطق متفرقة من الأراضي السوريّة في حمص وحماة ودير الزور وحلب والجنوب السوري، في الفترة الممتدة من بداية شهر كانون الثاني من العام 2019 وحتى عام 2020، بلغ 421 شخصاً، بينهم 71 مواطنة و135 طفلاً.
ولكل رقم وطفل قصة أبشع من التي تسبقها، كتبت سطورها من خيوط الآلام ورسمت حروفها من دماء البراءة لتنسج أبشع لوحة يمكن للمرء أن يتخيلها، ومع كل هذه الأعداد والإحصائيات لا يوجد حل حقيقي وسلمي يحمي طفولتهم، فوقف العالم عاجزاً عن مساعدة الأطفال في سوريا.
بالطبع لا زال هذا الوضع مستمراً بوتيرته دون أي رادع يحمي طفولتهم وبراءتهم علماً أن هذه المسؤولية واجب يقع على عاتق كل من ينادي بالإنسانية وكل منظمة تدّعي أنها تحمي الطفولة.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle