سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الجفاف يُهدد الثروة الحيوانية والزراعة تدرس آلية الدعم

جل آغا/ غزال العمر ـ

قلة الهطولات المطرية في قرى الجنوب التابعة لبلدتي جزعة وتل كوجر في شمال وشرق سوريا؛ تُجبر مربي المواشي على ترك مناطقهم التي تفتقر للمرعى، للجوء لريف ناحية جل آغا بمحاولة بائسة منّهم لتأمين مرعى لمواشيهم التي باتت عبئاً عليهم في ظل غلاء الأعلاف وقلة المراعي.
في ظل شح الأمطار والجفاف هذا العام، تعود ظاهرة البدو الرحّل للواجهة، حيث يتنقل رعاة المواشي من المناطق ضعيفة الإنبات إلى المناطق الأقل ضرراً وذلك من خلال ضمانهم للمحاصيل الزراعية التي قطع أصحابها الأمل من حصادها؛ لينصبوا خيامهم التي يتنقلون بها.
ينشغل أصحاب المواشي  بقص صوف أغنامهم “المغبرة” فقلة الهطولات المطرية أثرت بشكل سلبي حتى على لون وطراوة صوف الأغنام الذي لا يساعدهم على قصه هذا العام.
يقول إسماعيل الزيدان من سكان قرية البكارية من ريف جزعة الحدودية الجنوبي “45 عاما” بأنّه جاء وعائلته “عزبة” بحسب لهجته المحلية أيّ إقامة مؤقتة ببيت الشعر إلى أنّ تنتهي مواشيه من رعي الأرض المزروعة بالقمح بعد أنّ تضمنها قائلاً “تضمنتُ كيسين ونصف بـ 250 ألف ليرة لترعى أغنامي”.
وتابع واصفاً حالهم في العيش “بالبرية” أي بالمناطق النائية البعيدة عن المناطق السكنية وغير المخدّمة لا بالماء ولا الكهرباء ولا الطرقات: “نشتري الماء لنا ولمواشينا، نتحمل هذه الفترة رغم صعوبتها وتزامنها مع شهر رمضان نعود بعدها لحمل هم العلف وغلاء أسعاره”.
خوف من الخسارة
يتخوّف الزيدان من عدم توفر العلف هذا العام الأمر الذي سيجعله يخسر الكثير من أغنامه: “لن نستطيع كمربي مواشي تأمين العلف لكلّ مواشينا خاصةً من يملكون أعداداً كبيرة” الأمر الذي سيضطره لبيع الكثير من أغنامه ليحافظ على البقية بحسب تعبير مربي المواشي إسماعيل الزيدان.
مشهد درامي حزين
 يتحمّل وضاح النيف ذي الثلاثين عاماً من ريف ناحية تل كوجر هو وعائلته حياة البرية والبداوة رغم الحر والحشرات الضارة والأفاعي التي لم يسلم منّها هو وأهله واصفاً ذلك بقوله:” الحياة هنا صعبة” فهو لم يترك بيته سعيداً بتنقله من مكان لآخر بحثاً عن المرعى وتكبده للخسائر المادية الباهظة نتيجة كثرة التنقل.
يقول الشاب صاحب المواشي الذي ضمن أرضاً تتجاوز مساحتها الـ 500 دونم بأنّه مجبر على استئجار الأراضي الزراعية حتى لو وصل الدونم لمئة ألف مردداً بلهجته المحلية “الحلال بخطر” أعداد المواشي كبيرة والأرض ستنتهي وماذا بعد ذلك..؟
إنتاج المواشي في شح
يتحملون مشاق الترحال مع أغنامهم في سبيل المحافظة عليّها وتأمين لقمة عيشهم التي يكسبونها من ورائها “إنتاج المواشي  شحيح مقارنةً بالأعوام السابقة” لم يكونوا  يحملون هم المرعى والعلف لكن الذي خزنوه من العام الفائت قد نفذ واستهلكته أغنامهم قائلاً: “رغم الحرائق الكثيرة التي أكلت الزرع إلاّ أنّ الأمور كانت بخير”.
وأشار النيف إلى أنّهم تكبدوا الكثير من الخسائر الفادحة “بذار وفلاحة” ليفاجئهم الجفاف وقلة الهطولات المطرية غير الكافية لعملية الإنبات بالشكل المطلوب للمحاصيل الزراعية: “أكثر من 80 بالمئة من المساحة المزروعة في منطقة الجنوب لم تنتج والوضع مأساوي جداً”.

 

 

 

 

 

الجهات المعنيّة تُقدم يد العون
رعاة وأصحاب المواشي حائرون بين تدبير أمورهم المعيشية وتأمين الأعلاف لحيواناتهم التي تتضور جوعاً في ظل غلاء القمح والشعير وحتى الخبز المجفف الذي يتجاوز الكيلو من كل من هذه المواد العلفية  الـ 1000 ليرة سوريّة نقلناها للجهات المعنية ليحدثنا الإداري في لجنة الزراعة والثروة الحيوانية “محمد كربكيلي” الذي وصف الوضع بالسيء وبأنهم كجهة معنية يقومون بتوزيع دفعات من مادة النخالة على أصحاب المواشي بسعر 300 ليرة للكيلو الواحد: “كل مربي يحصل على مخصصات مواشيه حسب عددها”.
وأوضح بأنه تم اتخاذ قرار بمنع أصحاب الأراضي الزراعية من حرثها حتى يستفيد الرعاة منها لترعى مواشيهم متأملاً أن توضع خطة في الأيام القادمة لمساندة هؤلاء المنكوبين.
مشكلة طبيعية تتمثل بقلة الهطولات المطرية لهذا العام تتسبب بكوارث اقتصادية في منطقة تعتبر الزراعة ورعي الأغنام من أهم مرتكزاتها المعيشية “الجميع مستاء” هذا ما ختم مجموعة من السكان المحليين حديثهم.