سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الجفاف يُثقل كاهل مربي الثروة الحيوانية جنوب الحسكة

روناهي/ الشدادي ـ

تراجعت بشكلٍ كبير تربية المواشي جنوب الحسكة بسبب الجفاف الذي أثّر على المنطقة من كافة النواحي، حيث انخفض سعر الرأس الواحد من الغنم إلى مستويات قياسية بالتزامن مع الارتفاع الكبير بأسعار الأعلاف والتي هي الأخرى باتت هاجساً يؤرّق مربي الثروة الحيوانية سواءً الأغنام والبقر وحتى الماعز.
فيما يتأمل المربون أن تتحسن الظروف المناخية بعد الهطولات المطرية مؤخراً التي عمت غالبية مناطق شمال وشرق سوريا.
في قرية الحنة التي تبعد عن الشدادي قرابة ال 6 كيلو مترات يبحث إبراهيم الناصر عن الأرض بغية تأمين مرعى لأغنامه والتي لا يتجاوز عددها الـ 20 رأس بعدما كانت 58 رأس في الوقت ذاته من عام 2019.
ويقول لصحيفتنا “روناهي”: “منذ أكثر من أسبوع أبحث عن أرض زراعية للضمان من أجل إنقاذ ما تبقى لدي من رؤوس ماشية”.
ويضيف: “نلجأ لشراء الأراضي المزروعة بالحنطة أو الشعير بأسعار مرتفعة، حيث يصل سعر الدونم الواحد من 250 ألف إلى 300 ألف ولمدة شهر واحد فقط”.
ويتابع: “أحتاج إلى دونمين يصل ثمنهن إلى نصف مليون ليرة سورية وهذا يعادل ثمن عشرة رؤوس من الغنم في هذه الأثناء، ولكن على الرغم من ذلك نحن متمسكون بما تبقى لدينا من الماشية لعل الفرج يكون قريباً وتتحسن الظروف المناخية ويزول تأثير الجفاف عن المنطقة بشكلٍ عام، فالجفاف أثر على حياة الأهالي بكافة الأصعدة المعيشية والاقتصادية وهنالك مخاوف من وصول الثروة الحيوانية إلى مرحلة الانقراض في المنطقة، في حال استمرّت ظروف الجفاف، وغياب أي دعم للمربّين لإعانتهم على تربية ماشيتهم”.
تدني الأسعار
ويقول المربي حميد الأحمد أن الكثير من المربّين قاموا ببيع كامل قطيعهم، والبعض الأخر قام بالاستغناء عن جزء كبير من مواشيه بسبب عدم القدرة على التكلفة المرتفعة للأعلاف، حيث وصلت أسعارها في السوق السوداء لأسعار خيالية بالمقارنة مع أسعار المواشي التي باتت في الحضيض.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لأحد أسواق المواشي في ريف الحسكة يُظهر بيع ستة رؤوس من الغنم بمبلغ 30000 ليرة سورية فقط أي ما يعادل ثماني دولارات أمريكية بسعر وسطي دولار ونصف الدولار للرأس الواحد.
ويتابع الأحمد بالقول: “الجوع بدأ يفتك بالماشية لدرجة أن تجثم إحداها على الأرض ولن تستطيع الوقوف مرة أخرى ولا أعرف إذا كانت قادرة على العيش ليوم آخر”.
وتعد تربية الثروة الحيوانية والزراعة عصب المنطقة الاقتصادي سابقاً حيث يعتمد أكثر من نصف السكان عليها في مصدر رزقهم، فيما باتت اليوم مهددة بالزوال بشكلٍ نهائي نتيجة لتبعات الجفاف وتراجعت أعداد الثروة الحيوانية بنسبة كبيرة في المنطقة خلال هذا العام.