سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

التعذيب الممنهج للنساء في سجون تركيا

هيفيدار خالد –
تواصل الدولة التركية الفاشية وبأجهزتها القمعية والشوفينية كافة؛ ممارساتها وانتهاكاتها اللاإنسانية بحق الشعب الكردي في جميع الأماكن والأوقات، في شتى الظروف وبلا حدود، بخاصة بحق النساء المناضلات اللاتي يناضلن من أجل حريتهن وكرامتهن ويتمردن ضد السلطة والسياسة التعسفية بحقهن. موضوع مقالي لهذا العدد في صحيفتكم الموقرة، سيكون عما تمارسه الدولة التركية من الانتهاكات والسياسات بحق آلاف النساء المعتقلات في سجونها، سأتحدث عن هؤلاء النساء اللواتي يتعرضن للإهانات والمعاناة والممارسات اللاأخلاقية في ظل ما يفرضه نظام السجون التركية عليهن من سياسيات، ضارباً بعرض الحائط كلَّ القوانين والموازين الديمقراطية. اليوم وبحسب معلومات وردت لنا من داخل بعض السجون التركية الفاشية، ثبت أن الكثير من النساء فيها يخضعن للتعذيب الممنهج وسوء المعاملة. بحسب ما تناولته وسائل الإعلام؛ فإن السلطات التركية في السجون تقوم بفرض العقوبات على النساء بحجج واهية تحت اسم قانون الانضباط والنظام الاعتيادي وعدم التقيد بالنظام الداخلي للسجن. كما تطرقت الأنباء الواردة إلى أن السجون التركية تشهد عمليات تعذيب منظمة وممنهجة بحق المعتقلات من مختلف الأعمار، وتمنع النساء اللواتي يعانين من الأمراض المزمنة من تلقي العلاج والحصول على الدواء ومنعهن من الرعاية الصحية الطبيعية بشكل كامل، على الرغم من أنه حقهن. بخاصة النساء المسجونات في سجن أنقرة، حيث يمنعن ويحرمن من أبسط حقوقهن في الحياة يومياً وسط انتهاكات لا أخلاقية بعيدة عن القيم والمعايير الإنسانية. وعندما تطالب النساء بمراجعة الطبيب للمعالجة، يقوم الحراس المناوبين بالهجوم عليهن وضربهن وتوجيه كلماتٍ مسيئةٍ لهن والتقليل من شأنهن والتحرش بهن في الكثير من الأوقات. الأمر الذي يؤدي إلى أوضاعٍ صعبة والتعرض لحالاتٍ غير طبيعية، وباتت أوضاعهن الصحية مقلقة بسبب الإهمال الصحي وقلة النظافة داخل السجون. وتؤكد المصادر على أنَّه يتم استجوابهن والهجوم عليهن وهن عاريات في معظم الأوقات. تقوم الدولة التركية بممارسة حربٍ خاصةٍ ونفسية بشكل منظم بحق النساء، وتركهن يواجهن صعوبات في الحياة والعيش في ظروف غامضة داخل السجون، ما يتسبب بإصابة معظم النساء بأمراض نفسية، كونهن يعشن حالة من الخوف والقلق طوال أربعة وعشرين ساعة في اليوم. تحاول الدولة التركية من خلال ممارساتها هذه ضرب إرادة المرأة المقاومة في السجون، وجعلهن أسيرات لسياستهم وممارساتهم البشعة، وبذلك استهداف جهود ونضال المرأة التي تبذل كل طاقاتها من أجل الحرية والحياة الكريمة، ولأن ذهنية الدولة التركية هدفها الأول والأخير هو استهداف إرادة المرأة الحرة التي تسعى دائماً إلى إظهار حقيقة النظام التركي الأردوغاني الذي يستهدف نضال حرية المرأة في أنحاء الشرق الأوسط كافة. ولأن النظام الأردوغاني يخاف منها ويحسب ألف حساب للمرأة المنظمة التي تعرف حقيقة نظامه الاستبدادي والعنصري وبخاصة في مسألة نضال المرأة من أجل الحرية، ومطالبتها بحقوقها الطبيعية في الحياة. من هنا يتوجب على جميع المنظمات الإنسانية والحقوقية حماية حقوق النساء المعتقلات في سجون الفاشية التركية، لأن الحكومة التركية تعتبر من أكثر الدول التي تنتهك القوانين الدولية في الحرية والعدالة وحقوق الإنسان.