التراث العفرين جسد لروح مقاومة الاحتلال في نوروز

تقرير/ صلاح ايبو –

روناهي/ الشهباء- تميز نوروز عفرين المقام في الشهباء هذا العام، برونق خاص نتيجة التفاعل الكبير بين الأهالي والفرق الفنية المشاركة في نوروز 2019، وتميزت غالبية الفقرات الفنية المقدمة في نوروز الذي حمل شعار “تحرير عفرين وكسر العزلة”، بروح الثقافة العفرينية وترابط شعوب عفرين والشهباء بتراثهم وحمايته رغم محاولات الاحتلال التركي طمث الثقافة في عفرين، وتمازجت اللوحات الفنية بين الغناء الثوري والفلكلوري والفرقة الراقصة التي قدمت لوحات من تراث عفرين بالزي العفريني العريق، إضافة لمشاركة فرقة بوطان من قامشلو وفرقة “AWEZAN YPG”، من كوباني في فعاليات الاحتفال، إضافة لفرقة فناني عفرين التي كان لها حضور ملفت في السنوات السابقة، ورغم إن عدد الفنانين المتبقين في هذه الفرقة قد قلّ نتيجة الاحتلال والتهجير، إلا أنها حافظت على مكانتها في قلوب جمهورها.

الروح الثورية والأمل القوي لم يفارق أهالي عفرين:

واللافت في نوروز هذا العام في الشهباء، البرنامج الفني الذي عمل جاهداً على إبراز طابع المقاومة المتمثل بالمحافظة على تراث عفرين وهويتها الكردية، والسعي الدائم في طريق المقاومة حتى تحرير عفرين، وتأكيداً لذلك التمست صحيفتنا أراء أعضاء فرقة بوطان الذين قدموا للشهباء للمشاركة في نوروز 2019 بهدف مشاركة هذا الشعب مقاومتهم ورفع معنوياتهم، لكن ماذا قال أعضاء الفرقة في هذا الصدد؟.

“نسرين محمد” المعروفة باسم نسرين بوطان، والعضوة في فرقة بوطان، التي زارت الشهباء للمرة الأولى، وجال في مخيلتها أفكار متعددة عن وضع هذا الشعب الذي مر عليه عامٌ كامل بعيداً عن أرضه ويعيش ظروفاً حياتية قاسية، وشاركت نسرين هذه الأفكار معنا، لكن بعد أن وطئت قدميها أرض الشهباء أو بالأصح “إقليم عفرين” التمست العكس، وقالت لصحيفتنا على هامش مشاركتها في احتفالات نوروز مع شعب عفرين والشهباء: “عند قدومنا إلى الشهباء كنا خائفين من أن تكون معنويات هذا الشعب الذي عانى من سياسات عدة استهدفت وجوده واحتلال أرضه محطمة، لكن بعد أن وطئت اقدامنا أرض الشهباء، وجدنا العكس، في نوروز وجدنا حماس هذا الشعب وقوة ارتباطه بالأرض وأمله بالعودة إلى عفرين، من هذا الشعب وروحه المعطاءة نحن اكتسبنا معنويات أقوى من تلك التي كنا نود إعطائها لهذا الشعب”.

تصميم الاهالي على تحرير أرضهم وتمسكهم بثقافتهم!

وأكدت نسرين بعد أن أنهت الفرقة فقرتها الفنية على المسرح إن عفرين ستتحرر بفكر القائد أوجلان، وسيعود هذا الشعب إلى أرضه، وتابعت: “الشعب العفريني متمسك بثقافته، وخلال وجودنا في الشهباء، وشعرنا بقوة هذا الشعب وارتباطه بثقافته عبر عمل حركة الثقافة والفن الدؤوب على إحياء تراث عفرين والحفاظ عليه، والشيء الآخر هو توافد المئات من أهالي عفرين للعمل ضمن الحركة بروح طوعية وحب لتراثهم، ومحاولة منهم لتقديم شيء لدعم معنويات هذا الشعب في طريق تحرير عفرين”.

نوروز شمس الحياة الجديدة واشراقة للغد الحر في عفرين:

ومن جهته نوه عضو لجنة الفن في قامشلو “دانيش بوطان”، وعضو فرقة بوطان، والذي كان قد زار عفرين أثناء المرحلة الأولى لمقاومة العصر خلال حديثه لصحيفتنا إن الجيش التركي ومرتزقته لم ينجح في احتلال عفرين والدليل على ذلك هو روح هذا الشعب الذي ظهر اليوم في نوروز الشهباء، الذي تفاجئنا نحن به، وتابع قائلاً: “نوروز هو يوم للمقاومة والحياة الجديدة ومقولة الشهيد مظلوم دوغان -المقاومة حياة- لهو دليل على ذلك، وكنا شاهدين على مقاومة العصر في عفرين ضد الاحتلال التركي ومرتزقته في كافة الجبهات، والقصف العشوائي ضد المدنيين، ولاحظنا آنذاك إرادة هذا الشعب المتمثلة بالتفافه حول فكره وأرضه، ومن هذا المنطلق أنا لا أطلق صفة النازح على شعب عفرين في الشهباء، لأنهم مصممون على تحرير عفرين أولاً ويقطنون على بعد عشرات الكيلومترات بعيداً عن أرضهم وفي أعينهم تصميم للحياة والتحرير”.

وقع المقاومة لم يغب عن حياة الشعب في عفرين أي لحظة، لكن كل حواس هذا الشعب تراقب كل حركة أو إشارة تبشر بقرب التحرير والنصر على أمل أن تستطيع أمهات الشهداء زيارة أضرحة أولادهم وأن يعود الطالب إلى مدرسته التي باتت اليوم مقرات عسكرية وسجون لأبناء عفرين الشرفاء الذين يعارضون الاحتلال التركي ومرتزقته في عفرين.