سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الانتخابات الرئاسيّة الأمريكية والهجوم التركي على شمال وشرق سوريا

نوري سعيد_

خرق تركيا أجواء شمال وشرق سوريا بالمُسيّرات جريمة يُعاقب عليها القانون الدولي، كون تركيا لم تتعرّض لأي اعتداء من الجانب السوري، والأمم المتحدة لا تحرك ساكناً لما تفعله تركيا في المنطقة رغم أن سوريا عضوة في الأمم المتحدة، فالمسيّرات التركيّة قامت بين الرابع والسادس من شهر تشرين الأول الجاري بضرب منشآت خدميّة، أعقبتها بهجوم بطائرة أف16 على أكاديمية قوى الأمن الداخلي لمكافحة المخدرات، في منطقة كوجرات خلّفت العشرات من الشهداء الأبرار، وهذا يدل على فشل النظام وحالة الارتباك التي يعيشها جرّاء العملية التي نُفذت في أنقرة، مع إن حزب العمال الكردستاني تبنّى في بيانٍ رسمي مسؤوليته عن العملية، ولقد كانت رسالة للنظام التركي بأن الحزب يستطيع الوصول إلى أي مكان يريد حتى لو كان الأمن الداخلي، بدليل اقتصرت العملية على الخسائر المادية، ولو أراد الحزب لجعلها كارثة بشريّة، أما الرد فكان جباناً من قبل تركيا، لأن حزب العمال الكردستاني متواجد في باكور كردستان وتركيا وليس في سوريا، وهنا نقول لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن ضرب المنشآت الحيوية ليست بطولة، وحزب العمال الكردستاني يقود حرب تحرير شعبية في تركيا، لأنها تنكر وجود ثلاثين مليون كردي عندها، الأمر الآخر عن أن (قسد) لم تعتدِ يوماً على تركيا، حتى لا يتهمها النظام السوري بأنها تخلق له المشاكل مع تركيا، وكل هم (قسد) محاربة داعش ضمن التحالف الدولي، والعمل مع كافة شعوب المنطقة على إقامة نظام لا مركزي تعددي ديمقراطي، قائم على مبدأ التآخي والعيش المشترك، أما نعت تركيا لها بالإرهاب فمردود عليها؛ لأن الإرهابي من يدعم الإرهاب لا من يحاربه، فبعد هزيمة داعش العسكرية في الباغوز على يد أبطال (قسد) مباشرة، قامت تركيا باحتلال سري كانيه وكري سبي ثأراً لهزيمة داعش، وقبل أيام هدد أردوغان من جديد بأن قواته ستقوم بالهجوم على شمال وشرق سوريا، في الوقت والظرف المناسبين، وبعمق 30 كم، وطبعاً هو ينتظر انشغال أمريكا بالانتخابات الرئاسية، لأن تركيا لا تعير أي اهتمام لأي طرف للقيام بالهجوم إلا أمريكا، ولأن أياً من المرشحين الجمهوري أو الديمقراطي لا يستطيع أن يؤخر أو يقدم على أي خطوة كون المرحلة انتقالية، ولكن كما هو معروف أمريكا تنفذ مشاريعها بالنفس الطويل و(قسد) لن تقوم  بأي عمل عسكري استفزازي تجاه تركيا، حتى لا يتخذها أردوغان ذريعة للهجوم، ولكن من حق (قسد) الدفاع عن النفس، وهي لا تستطيع الضغط على حزب العمال الكردستاني ومنع ما يقوم به في تركيا، لأن الحزب يقود حرب تحرير شعبية، ولكن على تركيا أن تدرك إن الهجوم على شمال وشرق سوريا لن يكون نزهة، لأن كافة شعوب المنطقة أعلنت مساندتها والوقف إلى جانب (قسد) ضد أي هجوم تركي للمنطقة، وأثبتت قسد قدرتها على الرد وردت على تركيا بما يلزم، والنظام أيضاً سيدخل الحرب -ولو مكرهاً- لأن المنطقة جزء لا يتجزأ من سوريا، وعلينا أن لا ننسى إيران، حيث لا تقبل بأي شكل الامتداد التركي في الأراضي السوريّة وهكذا سوف يدخل أردوغان نفسه في ورطة بالإضافة للمشاكل الداخلية، وطبعاً مهما فعل أردوغان فإن مشروع الشرق الأوسط الجديد قادم، والذي يُنصف شعوب المنطقة كما يبدو حتى الآن، وهو مشروع أمريكي أوروبي وسوف يُطبّق شاء من شاء وأبى من أبى.