سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الاحتلال التركي وأذرعُ الإخطبوط

تحقيق/ رامان آزاد –

عندما تبدلُ الدولُ سياستها من التعاونِ إلى التدخل، ومن التنسيق إلى الهيمنة، تنقلب مع مجالات السياسة إلى أذرع إخطبوطيّة لتوسيع النفوذ ومزيد من السيطرة، وهذا شأن كل الدول الإمبراطوريات التي شهدها العالم والاستعمار، ودولة الاحتلال التركي انتقلت للعب هذا الدور تماماً.
 صفر مشاكل من الماضي
ركبت دولة الاحتلال التركي موجةَ الربيعِ العربيّ متخلّيةً عن نظرية “صفر مشاكل” التي وضعها أحمد داوود أوغلو، وانتقلت من الانكفاء داخل حدودها إلى أوسع مدى في “العمق الاستراتيجيّ”، وباتت المبادرةُ محرّكَ سياستها الخارجيّة، وقد قال أردوغان في 19/10/2016: “اعتباراً من الآن لن ننتظر المشاكل لتدق أبوابنا ولن نصبر على المخاطر والتهديدات حتى تصل إلينا، إنّما سنسير باتجاه المشاكل بأنفسنا”.
لا بل عملت دولة الاحتلال التركي على خلقِ المبررات لهذا الخروج عبر أدواتٍ إرهابيّة دعمتها واحتضنتها وموّلتها وسلّحتها وجيّرتها لخدمة أجندتها، ولعلّ المثال السوريّ وكذلك الليبيّ واضحان للعيان، وهي ترى أنّها يجب أن تسهمَ في رسم خرائط المنطقة، واستثمرت انقلاب 15/7/2016 لإعادةِ صياغة السياسة والمجتمع التركيّين ولتسدّدَ الضربة القاضية للمعارضة، وفي هذا السياق أقرَّ البرلمان التركيّ القيام بعمليات عسكريّة في سوريا والعراق.
دولة الاحتلال التركي التي طالما اعتمدت القوة الناعمة، غيّرت من سياستها من أجل تحقيق طموحٍ استعماريّ والهيمنة على المنطقة في ظلِّ تنافسٍ إقليميّ دوليّ محتدمٍ، فتلاعبت بين أقصى حدين (موسكو وواشنطن)، وتبنّت سياسة الترويج لصناعاتها العسكريّة وعقدت صفقاتٍ كبيرة مع العديد من دول المنطقة، إلى  جانب تعزيز وجودها بالمنطقة العربيّة وإفريقيا، متطلعةً للتواجدِ العسكريّ في المعابر الدوليّة استباقاً لعقوباتٍ أو احتمالاتِ المقاطعة، كما أنّها تحاول الاحتفاظ بهامش من المناورة حتى مع شريكيها روسيا وإيران تحسباً من تمددهما على حساب مصالحها. وجاء تعاونُها مع التحالف الدوليّ لمكافحة الإرهاب، ليس لجدّيتها بذلك، بل لتجيير مجاميع الإرهاب لصالحها وقيادتها لمحاربة الكرد، كما في العدوان على عفرين واحتلالها.
 عينٌ على الخليجِ
تتشارك أنقرة والدوحة جملةً من الأدوار وكذلك المشكلات، وتتموضعان معاً بالنسبة لقضايا المنطقة ومن جملتها سوريا، وظهر ذلك جليّاً بعد الأزمة الخليجيّة ومقاطعة قطر، ليبدو حجم الهواجس التي تجمعهما من التطوراتِ بالمنطقة، فكان القرارُ التركيّ حاسماً باستصدارِ قرارٍ من البرلمان يقرُّ بإرسال قواتٍ للقاعدةِ التركيّة في قطر في سابقة تاريخيّة للوجودِ العسكريّ التركيّ خارج البلادِ، وفي منطقة الخليج، لتقفَ مباشرةً إلى جانب قطر في مواجهة بقية دول الخليج، والمفارقة أنّها تختلف مع إيران في سوريا توافقت في قطر، وهذا مما زاد حساسيّة الموقفِ، فدول الخليج تعتبر إيراناً عدواً مشتركاً، وبالتالي كانتِ الأزمة مع قطر فرصةً مهمةً لأنقرة لم تدخرها، لتعزَز نفوذَها بالخليج وتبعثَ برسائلَ واضحةٍ تشيرُ فيها إلى حدود مصالحها، ولتصرفَ عوائد هذا الوجود على طاولاتِ التفاوضِ.
ولا يخرج هذا التدخل عن سياقِ الأجندةِ التركيّة المُسمّى العثمانيّة الجديدة وإحياء أمجاد الإمبراطوريّة البائدة، وتدرك أنقرةُ الأكلاف الباهظة لهذا المشروع؛ فراحت تعزز علاقاتها مع مصادر الثروةِ والطاقةِ، وبخاصّةٍ أنّها تعرّضت لهزاتٍ اقتصاديّةٍ وماليّةٍ عنيفةٍ، اضطربت معها أسعارُ الليرةِ التركيّةِ، ويُذكر أنّ قطر دعمت الاقتصاد لجهة حجم الاستثمارات الكبير في تركيا والذي يتجاوز 10 مليارات دولار.
 الوجود التركيّ في البحر الأحمر
مع اضطراب العلاقة مصر أبدت دولة الاحتلال التركي اهتماماً متزايداً لتطوير علاقاتها مع السودان، باعتبارها بوابةِ العبور إلى القارة الإفريقيّة، ومن أولى مظاهر ذلك الاهتمام اتفاقية عام 2014م الرامية لتشجيع الاستثمار في البلدين، إضافة إلى مذكرة تفاهم للتعاون في مجال إنشاء مناطق حرة بهدف إنشاء وتأسيس بنية تحتية قوية للعلاقات الاقتصادية بينهما مع تأكيد الجانب على ضرورة زيادة صادراتهما المتبادلة، وكان ذلك أول البوابات أمام المستثمرين الأتراك بالسودان، إضافة إلى تأسيس مشاريع مشتركة، وتهدف الاتفاقات إلى زيادة حجم التبادل التجاريّ إلى نحو 10 مليارات، وتجاوز عتبة المليارين في الاستثمارات. ووقد وقع البلدان عشرات الاتفاقات الاقتصاديّة في الزراعة والصناعة والنفط والإيفاد التعليميّ. وفيما فازت شركة سوما Summa التركيّة بعقد بناءِ أكبر مطار في أفريقيا بُدئ العملُ به مع بداية العالم الحالي، خصصت تركيا 100 مليون دولار للتنقيبِ عن البترول في السودان. وفي 2/8/2018 تم الاتفاق بين شركة “دنيزل” التركيّة وشركة “أعمال حيدر للتعدين” السودانيّة بمجال التنقيب عن الذهب واستخراجه، إلى جانب اتفاقية في مجال صناعة الحديد والصلب والصناعات الحديديّة.
تطور العلاقات التركية السودانية كانت له تداعيات سلبية على العلاقات السودانيّة المصريّة والسعوديّة، وسادت حالة من الريبة بعد زيارة رئيس الأركان التركيّ خلوصي أكار إلى جزيرة سواكن في الأحمر والتي منحتها الحكومة السودانيّة لتركيا؛ بهدف إعادة ترميمها على الطراز العثمانيّ، حيث وقف أكار على الجهود التي تقوم بها مؤسسة التعاون والتنمية التركيّة (تيكا) في أعمال الصيانة والترميم السياحيّة في جزيرة سواكن الأثريّة.
زيارة الرئيس التركيّ للسودان، والاهتمام التركيّ بجزير سواكن الاستراتيجيّة بالتوازي مع سعي أنقرة الحثيث بتطبيق نظرية العمق الاستراتيجيّ تستحضر للذاكرة التمددَ التركيّ بالصومال، البلد الذي يعدُّ البوابةَ الأوسعَ للاحتلال التركي لتوسيع نفوذها بإفريقيا. وفيما تجاهل العالم مجاعةَ الصومال ومأساة الحرب الأهليّة كان أردوغان يخطط، فكان أول رئيس غير أفريقيّ زار الصومال عام 2011 واضعاً حجر الأساس للوجود التركيّ بمنطقة حسّاسة قريبةٍ من باب المندب عبر مساعدات إنسانيّة واقتصادية وتنمويّة غير محدودة للصومال. ولتكون المكافأة قاعدة عسكريّة تركيّة في الصومال، تطل على خليج عدن الاستراتيجيّ، أحد أهم معابر الطاقة في العالم، ولتكون ثاني قاعدة عسكريّة تركيّة خارج أراضيه بعد القاعدة العسكريّة بقطر باستغلالها ظروف المقاطعة العربيّة لقطر وفي إطار التوافق الإخوانيّ الأعلى مستوى بالمنطقة.
فتوحات استثماريّة في إفريقيا
إفريقيا بالنسبة للدول الكبرى والمتطورة ساحة استثمار، ومصدر ثروات هائلة، والتنافس على أشده للوصول للقارة السمراء، وقد بدأت أنقرة علاقاتها معها وأعطتها إطاراً دبلوماسيّاً عبر الزيارات الرسميّة، والمساعدات.
في 22/12/2015 قام أردوغان بجولة في دول القرن الأفريقي بدأها بأثيوبيا، حيث ركّز فيها على التعاون الاقتصاديّ، ورفع سقفِ الاستثماراتِ التركيّة إلى 1.20 مليار دولار في 100 مشروع، وفّرت المشروعات التركية 20.9 ألف فرصة، تركّزت في قطاع الفنادق والسياحة، والصناعات النسيجيّة التي تتطلب رؤوس أموال كبيرة، وأوضح مدير العلاقات العامة لوكالة الاستثمارات الاثيوبيّة، ورغم أن المشروعات الصينيّة وفرت أكثر من 75 ألف فرصة عمل إلا حجم الاستثمار يبلغ حوالي 800 مليون دولار.
وفي جيبوتي تم التوقيع ثماني اتفاقيات وتعهّدٍ بإنشاء جامع وكليّة في جيبوتي، إلى جانب مشاريع في قطاعي التعليم والصحّة بأسرع وقت ممكن. وإقامة تعاون في مجالات الطاقة والمياه والصحة والبنية التحتيّة والتربيّة. وكانت وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا” قد أنجزت مشاريع هامة في جيبوتي، بالإضافة لتقديم منح دراسية لطلاب جيبوتي. ونوقش التعاون الأمنيّ والسياحيّ.
مقديشو كانت المحطة الثالثة وفيها افتتح أردوغان محطة جديدة بمطار مقديشو أنشأتها شركة كوسوفو التركيّة المختصة ببناء المطارات بكلفة 22 مليون دولار، كما افتتح مستشفى البحوث والتعليم بطاقة 200 سرير، وبتكلفة 138 مليون دولار تقريباً تحملت تركيا ثلثيها، وأنشأته وكالة التعاون والتنسيق التركية (TİKA)، وستقوم دولة الاحتلال التركي بإرسال الكوادر الطّبية وتمويل احتياجات المستشفى لمدّة خمس سنوات، حيث سيتمّ بعدها إحالة إدارته للصومال وجني عائداته، وذلك دون مقابلٍ مادّي. كما اُتفق على إنشاء 10 آلاف وحدة سكنيّة وأن يفتح خط رحلات جوية إلى مقديشو بمعدل رحلة يوميّاً.
 المساعدات وتوزيع المصاحف
تعتبر المساعدات وتوزيع المصاحف أحد أذرع الإخطبوط، إذ تضمن أنقرة عبرها الحضورَ في بلدان كثيرة تحت شعارات الدين، فخلال أيار 2018 قامت مسؤولو وقف الديانة التركيّ بزيارة سريلانكا بعد الاعتداءات التي جرت في بداية آذار، ومن جملة الهدايا المقدمة توزيع مصاحف فيها، ومساعدات غذائيّة.
وتحت عنوان “لا تنسى إخوتك, أنت هو المنتظر”، وزع وقف الديانة التركيّ مساعدات رمضانيّة في عموم باكستان، وخلال شهر رمضان وزّع وقف الديانة التركيّ مساعدات غذائية على آلاف الأسر في سوريا، وإثيوبيا، وجورجيا، ومقدونيا، وقرغيزيا.
وتحت شعار “القرآن هو هديتي”؛ نظمت دولة الاحتلال التركي حملة توزيع نحو مليون نسخة من القرآن الكريم وأفاد وقفُ الديانة التركيّ، أن فعّالياتِ التوزيع شملت دولاً في أربع قارات (إسبانيا، سريلانكا، كولومبيا، السلفادور، غواتيمالا، هندوراس، هاييتي، بنما، شيلي، الإكوادور، بيرو، الأرجنتين، ملاوي، زيمبابوي، غانا، وكازاخستان، أذربيجان، قرغيزستان، سوريا، وكينيا). وتمّت طباعة هذه النسخ المترجمة بـ10 لغات مختلفة (الإنكليزيّة، الفرنسيّة، التركيّة، الآذرية، الإسبانبة، الكازخية، الكردية، والشيشيوا (ملاوي)، واللغة التاميليّة (سريلانكا)، فضلًا عن العربيّة”.
البلقان ما زال هدفاً تتطلعُ أنقرة لفتح العلاقات معها والتسلل إليها، وفي هذا الإطار تأتي العلاقات التركيّة الرومانيّة، وقد صرّحت وزيرة التجارة التركيّة روهصار بكجان في20/4/2019 ، إنَّ بلادها ورومانيا تسعيان لرفع حجم التبادل التجاري القائم بينهما إلى 10 مليارات دولار. ولفتت إلى أنّ رومانيا تعتبر بوابة تركيا إلى دول البلقان والاتحاد الأوروبيّ، وأنّ رومانيا باتت شريكاً استراتيجيّاً لتركيا منذ عام 2011.
ويُذكر أنّ نحو 15 ألف رجل أعمال تركيّ لديهم استثمارات في رومانيا، بقيمة تقدر بنحو 15 مليار دولار. وكان حجم التبادل التجاريّ بين تركيا ورومانيا بلغ خلال 2018 نحو  6.6 مليار دولار.
وكانت رئيسة الوزراء الرومانية، فيوريكا دانسيلا، قد تعهدت في 13/3/2019 بمواصلة بلادها دعم عضويّة تركيا بالاتحاد، مشيرة أنها ستستخدم في هذا الصدد ديناميكيّة بنّاءة طيلة ترأسها للاتحاد.
“تيكا” أو وكالة التعاون والتنسيق التركية هي أحد أذرع الأخطبوط التركيّ، وتنشط في مجال تقديم المساعدات الغذائيّة والطبيّة والتعليميّة في إطار جغرافيّ واسع بالتعاون المؤسسات الدينيّة وشمل نطاق عملها دول رومانيا وباكستان، مالي.
ففي 5/6/2017 افتتحت “تيكا” التركيّة مركزاً إسلاميّاً ثقافيّاً في في مدينة سوجولا  البولونية ويهدف المركز الثقافي إلى احتضان الفعاليات الاجتماعية والثقافية للمسلمين التتار القاطنين في المدينة.
في 27/5/2017 قدمت تيكا أجهزة طبيّة لأطفال مصابين بالسرطان في ولاية ساو باولو البرازيلية، وفي 2/6/2017 قدمت  تيكا تقدم لوازم رياضيّة كمساعدات للأطفال بمدينة “تاباتينغا” البرازيلية الواقعة على الحدود مع كولومبيا فيما شاركت دولة الاحتلال التركي في 4/5/2017 في معرض للصناعات العسكريّة بمدينة ريو دي جانيرو البرازيليّة. كما قدمت تيكا مساعدات طبية ولوازم رياضيّة في العاصمة الكولومبيّة بوغوتا إلى مدرسة الأطفال. وفي 7/9/2017 زار أردوغان مراكز إيواء لاجئي الروهنيغا المسلمين من ولاية (راخين) في ميانمار.
علاقات تجارة عبر المحيط
لا تختلف مقاربة السياسة لفنزويلا عن العلاقة مع قطر، والفارق هو بعد المسافة، ورغم أنّ فنزويلا تشهد اضرابات ومحاولة لإسقاط الحكم فيها اعتباراً من 23/1/2019، إلا أنّها في صُلبِ اهتمامات أنقرة فأعلنت تأييدها للرئيس الفنزويليّ نيكولاس مادورو، وشاركتها موسكو الوقف نفسه فيما اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، برئيس البرلمان، خوان غوايدو رئيساً انتقاليّاً لفنزويلا. وقد شهدت العلاقات التبادل التجاري بين البلدين تطوراً ملحوظاً، حيث زادت بنسبةٍ قدرُها 223%  خلال 2018 مقارنةً بعام 2017، ومعظمها مواد غذائيّة.
وخلال زيارته لفنزويلا في كانون الأول الماضي قال أردوغان إنّ التجارة الثنائية بين البلدين قفزت إلى أكثر من مليار دولار عام 2018، بزيادةٍ تزيد عن ستة أضعاف مقارنةً بالعام السابق. فقد بلغ حجمُ التجارة الثنائيّة 154 مليون دولار في العام السابق. وفي 24/2/2019 أعلن أردوغان عزمه مواصلة وتطوير التبادل التجاريّ مع فنزويلا رغم ضغوط وتحذيرات واشنطن من التجارة مع كاراكاس. وأعرب عن أمله بتطوير تجارة الذهب معها. وأفادت معلومات صحفية أن فنزويلا صدّرت إلى تركيا في 2018 ما قيمته نحو 900 مليون يورو من الذهب. ومنتصف كانون الثاني، توافق البلدان على زيادة هذه الصادرات بموجب اتفاق يلحظ تنقية الذهب الفنزويليّ، وقد سبق ذلك خطاب وجهه أردوغان إلى ترامب في 5/2/2019 قائلاً: “هل فنزويلا إحدى ولاياتك؟ كيف تطلب من شخص منتخب من قِبل شعبه أن يترك السلطة ويرحل عن البلاد؟”. وأضاف أردوغان: “كيف لك أن تُسلّم منصب الرئاسة لشخص لم يخض الانتخابات الرئاسية (مشيراً لرئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو)؟ أين الديمقراطية؟ وأين ديمقراطيتكم؟ هل يوجد مثل هذ التعامل؟ هل يمكن قبول ذلك؟”
مجمل المواقف التركيّة وسياساتها لا تخرج عن إطار سياسة التحوّل والتي يتبناها حزب العدالة والتنمية، والطموح التركيّ بمجاراة الدول العظمى، على حساب مصلحة الشعب التركيّ نفسه وشعوب المنطقة، وعبر الأذرع المتعددة، والتحدّي أمام الحزب الحاكم هو استمراريّة هذه السياسة بعدما أسفرت نتائج الانتخابيّة البلديّة الأخيرة عن تراجعٍ في شعبيته، فيما القضاء على الإرهاب نهائيّاً سيشكل ضربة حاسمة لبقائه. ولذلك؛ تستمر المماطلة في معركة الإرهاب الأخيرة ومحاولة ركائزه عبر الاحتلال المباشر.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle