الاتحاد السوداني يصنع التاريخ بأول بطولة رسمية للسيدات

شهدَ إستاد حليم شداد بالعاصمة السودانية الخرطوم، كتابة تاريخ جديد في كرة القدم السودانية، باستضافة أول مباراة رسمية بكرة السيدات، التي جمعت التحدي والدفاع، وانتهت بالتعادل 2-2.

ودخلت اللاعبة نضال فضل الله تاريخ كرة القدم للسيدات، كونها أول لاعبة تحرز هدفاً رسمياً بالبطولة، حيث قدمت لفريقها التحدي في الدقيقة 2، وأضافت زميلتها ابتهال جزيرة الهدف الثاني في الدقيقة 30.

بينما سجل للدفاع آمال عبد العزيز هدف التعادل الأول في الدقيقة 3، وأحرزت روان إسماعيل هدف التعادل الثاني في الدقيقة الثانية من الوقت الإضافي للشوط الأول.

وقد لعبت المباراة في نطاق 60 دقيقة، بواقع 30 دقيقة لكل شوط.

الدوري الذي يطلق عليه رسمياً دوري كرة القدم السوداني للسيدات وينظم في 4 مدن سودانية، تابعت مباراته التاريخية الأولى وزيرة الشباب والرياضة الجديدة آلاء البوشي، وعدد من قيادات مجلس اتحاد الكرة السوداني منهم محمد جلال نائب رئيس الاتحاد ورئيس اللجنة القانونية.

وأدار المباراة طاقم التحكيم المكون من خادم الله الشايب بمعاونة هنادي محمد ورماز عثمان وزهراء علي.

وحضر المباراة حوالي 8 آلاف متفرج بمدرجات إستاد حليم/ شداد، كان أغلبهم من السيدات بمختلف الأعمار، وهو حضور لا يتوفر حتى في بعض المباريات الكبيرة بالدوري السوداني الممتاز للرجال.

وقال كمال شداد، رئيس الاتحاد السوداني، إن تنظيم نشاط للسيدات كان أمراً صعباً في السابق، في ظل عراقيل رسمية.

وبدأت القصة الحقيقية لميلاد هذا الدوري، مع عودة كمال شداد لرئاسة اتحاد كرة القدم السوداني، في تشرين أول 2017، حيث اتخذ قرار تنظيم أول دوري رسمي للسيدات.

وبحسب المؤرخ والموثق الرياضي السوداني، معتصم أوشي، فإن أول محاولة لظهور السيدات في الألعاب الرياضية بالسودان، بدأت في ستينيات القرن الماضي.

وأوضح أوشي لـموقع الكورة: “كانت مريم النجومي هي الرائدة والأولى، التي دعت لدخول السيدات في الألعاب الرياضية بالسودان، حين تحدثت بكل جرأة في 1963، عبر مجلة الرياضة وبعض الصحف وقتها، عن ضرورة إتاحة الفرصة للفتيات لممارسة الرياضة أسوة بالفتيان”.

ويضيف أوشي أن أول مباراة في كرة القدم للسيدات، في تاريخ السودان، لعبت عام 1975، في مهرجان تكريم الرئيس الراحل جعفر نميري، بإستاد الهلال.

ولُعبت تلك المباراة بين فريقين للسيدات، يتبعان للهلال، وقد ارتدى أحدهما الزي الأبيض، والآخر ارتدى الأزرق.

المرأة في السودان تنتصر رياضياً

ويتوقف تاريخ رياضة السيدات وكرة القدم بالسودان، عند سيدتين، الأولى هي منيرة رمضان أبكر، التي تعد أول سيدة في تاريخ السودان، تعمل كحكمة في مجال كرة القدم للرجال، وذلك خلال الفترة 1975-1980.

وقد كسرت منيرة رمضان التقاليد تماماً وقتها، حين ارتدت الزي التقليدي المعروف لحكام كرة القدم، وأدارت مباريات تنافسية بدوري العاصمة الخرطوم.

والثانية هي سلمى الماجدي، التي تعتبر أول سيدة تدرب فريق كرة قدم للرجال رسمياً، في 2015.

وكانت ميرفت حسين الصادق، هي محور الحدث التاريخي، حيث عهد إليها مجلس إدارة اتحاد كرة القدم، بالبدء في بلورة الأفكار لتنظيم أول دوري رسمي للسيدات بالسودان.

وقالت ميرفت عن ذلك، في تصريحات خاصة لـموقع الكورة أيضاً: “نجحنا في تسجيل 21 فريقاً للسيدات، من 9 ولايات سودانية و9 اتحادات محلية”.

وأضافت ميرفت: “تم تقسيم الفرق إلى 4 مجموعات، في 4 مدن سودانية، بنظام الدوري”.

وجاءت الفرق كالتالي:

مجموعة الخرطوم: العباسية، والكرنك والتحدي والمدفعجية والدفاع الحلة الجديدة.

مجموعة الأبيض: الهلال الأبيض والمريخ الأبيض والأهلي الأبيض والموردة الأبيض.

مجموعة ود مدني: ود مدني للسيدات والأسرة من مدينة سنجة وسيدات كوستي وسيدات القضارف وتاجوج من مدينة كسلا.

مجموعة كادقلي: التاج الدلنج والهلال الدلنج والصمود كادقلي والأمل كادقلي ومرتا كادقلي.

وأهل اتحاد كرة القدم السوداني، في أيلول الماضي، 23 حكمة، بينهن حكمات دوليات، لإدارة مباريات دوري السيدات.

كما تم تأهيل 36 مدربة، من كلية التربية الرياضية بجامعة السودان، للعمل في فرق السيدات.

وتضيف ميرفت: “تاريخ (الاثنين 30 أيلول) سيظل محفوراً في ذاكرة كل سيدات السودان، من أصغرهن إلى أكبرهن”.

وختمت رئيسة لجنة كرة القدم للسيدات بالاتحاد السوداني: “من حسن الصدف، أن وزيرة الشباب والرياضة الجديدة آلاء البوشي شرفت افتتاح أول مباراة لدوري السيدات، وهي أول سيدة تتقلد هذا المنصب في تاريخ السودان، وإلى جانبها عضوة مجلس السيادة عائشة موسى السعيد، الأمر الذي جعل هذا الحدث مميزاً”.