إعداد/ غاندي إسكندر-
الإيزيدية من أقدم الديانات والعقائد على وجه الأرض، ويأتي مصطلح الإيزيدي من كلمة “يزد” أو “يزدان”، وذلك لاعتقاد هذه الفئة بوجود إله بهذا الاسم، ويطلق الإيزيديون على أنفسهم هذا الاسم نسبة إلى كلمة “إزداي”، والتي تعني الشعب الذي يؤمن بالله من دون نبي، ووفقاً للأدلة التاريخية يرتبط اسم “أزدا” ببداية عصر السلالات عصر “إيزيدي سور”، وبداية بناء المستعمرات الاستيطانية التي سميت بداية بكلمة سور متبوعة باسم موقعها مثل “جييا سور” جبل حمرين.
تعرض الإيزيديون عبر التاريخ إلى 73 حملة إبادة شنت ضدهم لأسباب مختلفة، حيث تسببت هذه الحروب والمذابح بآثار ترسخت في النسيج الاجتماعي والعقلية الإيزيدية، فصار الانزواء عن العالم والتقوقع الاجتماعي والخوف من الغرباء سمة أساسية لهم، وعندما تمكن الإيزيديون من بناء مؤسساتهم وإدارتهم لأنفسهم وتسليح عقولهم وفكرهم بمبادئ الحرية، بعد ثلاثة وسبعين فرماناً يحاول مروجو الفكر الظلامي ديمومة النزيف الإيزيدي من خلال التهديد والوعيد بتكرار مذابحهم.
ذبح وسبي واغتصاب تحت ستار الفتاوى الدينية
من الفرمانات والفتاوى التي أباحت قتل الإيزيديين لأسباب دينية هي فتوى أحمد بن حنبل في القرن التاسع، وأبي الليث السمرقندي، والمسعودي، والعمادي، وعبد الله الربتكي، ولعل فتوى أبو سعود العمادي، وهو مفتي الدولة في عهدي سليمان القانوني وسليم الثاني، إحدى الفتاوى التي قادت إلى سلسلة من الفتاوى التكفيرية بحق الإيزيديين، حيت تنص المصادر الإيزيدية أن العمادي أباح في فتواه قتل الإيزيديين، وسبي نسائهم وذراريهم بعد أن وصفهم بأنهم أشد كفراً من الكفار الأصليين، وبعد هذه الفتوى العثمانية بدأت أهم حملات الإبادة، وهي حملة علي باشا عام 1802 وحملة سليمان باشا الصغير عام 1809وحملة إينجة بيرقدار عام 1835 وحملة رشيد باشا عام 1836 وحملة حافظ باشا عام 1837 وحملة محمد شريف باشا الصغير1844 وحملة محمد باشا كريدلي أوغلو عام 1845، وتتالت حملات الإبادة العثمانية حتى قبيل رحيلهم من العراق وسوريا، وكانت آخرها في القرن العشرين من قبل حزب الاتحاد والترقي إبان مذابح الأرمن. ومع الانفلات الأمني الذي ساد العراق بعد إسقاط نظام صدام حسين، وتغلغل الجماعات الإرهابية فيها، دفع الإيزيديون فاتورة ثقيلة حيث تعرض الإيزيديون في 14 آب عام 2007 إلى واحدة من أكبر الهجمات الإرهابية، حيث قتل 800 شخص منهم عندما اقتحمت شاحنات مملوءة بالمتفجرات مجمع تربه سبيه السكني ليوقع عدداً مهولاً من القتلى والجرحى.