الإنسانية تموت ولا أحد تنفذها

آهات من القلب، صرخات من الحنجرة، دموع من أعين أتعبها البكاء، دماء تهدر على التراب، أطفال ينادون باسم الطفولة، بيوت بنيت بعرق جبين أجدادنا هدمت، نساء تم اغتيالهن، وفي الخاتمة الإنسانية تموت.
فعلاً الإنسانية تموت أمام مرأى أعين من يدعون بأنهم منقذي الإنسانية، يدعون بأنهم دول عظمى وبإمكانهم حماية الإنسان وحقوقه وهنا السؤال واجب أين كل هذه الادعاءات مما يفعله كبير الفاشيين الديكتاتور المحتل أردوغان ودولته الإفنائية ومرتزقته الوحشيين.
صور لن تنسى من الذاكرة محمد … سارا وغيرهم كثر صرخات الطفولة خرجت من حناجرهم وهم ينادون لماذا تقتلوننا نحن أطفال لم نذق طعم الحياة إلا القليل، لما الوحش أردوغان وأعوانه يقتلوننا نحن الأطفال أي ذنب اقترفناه، وصورة أخرى لأمهات تزغردن بشهادة أبنائهم وبناتهم وكأنهن يحتفلن بيوم عرسهم يكللنهم بالورود ويرقصن ويزغردن…. شاهو…. حمو….أحمد ….. هفرين…. قتلكم الديكتاتور أردوغان بكل وحشية ويحاول قتل كل من يدافع عن أرضه ويقف ضده، يتامى يصرخون أبي أين ذهبت وتركتنا سننتقم لك وندافع عن أرضنا كما فعلت أنت. وغيرها من المشاهد ستبقى معلقة في الذاكرة.
عدوان تركيا يغزو الأراضي السورية ويرمي بشباكه على البشرية لا يميز بين طفل أو شيخ أو مسن، لا يفرق بين رجال أو نساء كل همهم استيطان المزيد من الأراضي، اغتصب الفاشي أردوغان الأراضي السورية ونال منها ما يريد كما في إعزاز وباب وجرابس وأخيراً عفرين واليوم لم تعجبها حياة شعوب شمال وشرق سوريا وهم ينعمون بحياة حرة كريمة تشاركية فبداية كانت تهدد تلك المناطق وبتاريخ 9ـ 10ـ 2019 بدأ بهجماته الوحشية وتوغل في أراضي شمال سوريا التي لا يملك الحق أبداً في دخولها والسيطرة عليها كل ذلك كان أمام مرأى العالم أجمع لم يتدخل أية قوى لوقف النزيف الإنساني. ومع بدء الهجوم بدأت الصرخات؛ تعلو صرخات لأناس أبرياء أصبحوا ضحايا حرب وسالت دمائهم حتى روت تراب الوطن منها، والكثير منهم شردوا وهجروا قسراً تحت ضغوطات القصف التركي الوحشي الذي لم يسلم منه شيئاً.
طول هذه الفترة وآراء الدول الأوربية والعظمى تنادي ليوقف أردوغان طلقاته وهجومه بحق السوريين ولكن جميعها بقيت أقوال ليست إلا وكأن أردوغان باستمراره بالهجوم رد لهم بأنه لن يتراجع وليس بإمكانهم فعل شيء يمنعوه من غطرسته، أطلقت تلك الدول شعارات بحق الإنسانية وقالت بأنها ستفرض عقوبات اقتصادية على تركيا ولم تفعل شيئاً.
أما بالنسبة للاتفاقيات التي حصلت كانت بداية بين أمريكا وأردوغان ولكنها لم تجدي نفعاً على الرغم من أنهم اتفقوا على وقف إطلاق النار ضمن فترة زمنية ولكن الفاشي أردوغان لم يتوقف بل زاد من وحشيته، أما بالنسبة لاتفاقية بوتين وأردوغان هي أيضاً كانت مماثلة لآخرها على الرغم من أن قوات سوريا الديمقراطية التزمت بالاتفاقية وانسحبت من المناطق التي تم رسمها ضمن الاتفاقية على أن تكون منطقة آمنة بحماية روسية ـ تركية، ولكن أين تلك الاتفاقيات من أكاذيب أردوغان وألاعيبه فالدماء لازالت تهدر والمدنيين يتشردون ويهاجرون ويوم بعد يوم تزداد تلك الوتيرة لاسيما في مناطق كري سبي/ تل أبيض، رأس العين/ سري كانيه، من جانب آخر مقاومة الكرامة تمارس حقها المشروع في الدفاع عن نفسها إلا أن التركي الوحشي يقتل، يسلب، يخطف، يمثل بالجثث، ينهب كل ذلك ويقول بأنه ملتزم بالاتفاقية.
جميع الدول العالمية والإقليمية أصبحوا على معرفة بأنه الدولة التركية الاحتلالية اغتصبت حقوق السوريين ومارست الأساليب المحرمة واستخدمت الأسلحة المحرومة ولكن لماذا لا يتحركون، هنا نصل إلى نتيجة وهي بأن الضوء الأخضر الذي حصل عليها الفاشي أردوغان ومرتزقته بشن الهجوم خولته لفعل هذا العمل الشنيع.
خلاصة الكلام أصحاب الحق؛ أبناء المنطقة لازالوا صامدون في وجه المحتل ولكن صار الوقت لوقف اعتداءات العدوان التركي فالكارثة الإنسانية، البشرية نشبت وستزيد من سوئها.
بيريفان خليل