قامشلو/ دعاء يوسف ـ
في ظل السنوات العشرة الماضية، يواجه الإعلام في شمال وشرق سوريا تحديات كثيرة، في سبيل إيصال صوت المجتمع، وتزداد المسؤولية والمهام، لدى البحث عن الحقائق، ونقله بشفافية للرأي العام.
يأتي المؤتمر السادس لاتحاد الإعلام الحر في ظروف استثنائية، تعيشها المنطقة بشكل عام في ظل الهجمات المتكررة والمتصاعدة على شمال وشرق سوريا، ويكون مبادرة إصرار على إكمال رسالة الإعلام الحر، وهذا ما يزيد من المسؤولية والمهمات على عاتق الإعلاميين والصحفيين؛ مهمات كبيرة واستراتيجية لإيصال صوت الشعب، وحقيقة الواقع المعاش ووحشية العدو، الذي يحاول بشتى الوسائل النيل من التجربة الديمقراطية.
بانعقاد المؤتمر السادس لاتحاد الإعلام الحر في جامعة روج آفا، تحت شعار “معاً نحو إعلام واعٍ ومسؤول وأخلاقي”، وبمشاركة أكثر من 165 عضواً وعضوة، تبين أن الأعلام في تطور مستمر منذ تأسيس الاتحاد في عام 2012، وما يميز هذا المؤتمر هو أنه احتضن أعضاء وعضوات الوسائل الإعلامية عامة في شمال وشرق سوريا.
وتخلل المؤتمر نقاشات قيمة كشفت عن حيثيات الواقع الإعلامي في المنطقة، والثغرات الموجودة فيه، والصعوبات التي يواجهها، والعوائق التي تعترض سير التقدم، وغيرها من الإيضاحات.
مساعٍ للارتقاء بالواقع الإعلامي
وضمن هذا السياق التقت صحيفتنا “روناهي” مع الرئيس المشترك لدائرة الإعلام لشمال وشرق سوريا، جوان ملا إبراهيم، الذي أكد: أن اتحاد الإعلام الحر منذ دورته الماضية عمل على تحقيق بعض المهمات الرئيسية في الواقع الإعلامي، ومنها أن يكون المرجع الجامع، والحافظ للإعلاميين لأنه المؤسسة الوحيدة، التي تظل وتحضن الإعلاميين كافة في شمال وشرق سوريا.
وأشار ملا إبراهيم إلى وجود نواقص وصعوبات كثيرة ظهرت في المنطقة، إلا إن الإعلاميين والإعلاميات استطاعوا تجنبها: “عبر إعلامييّ روج آفا عن حقيقة انتمائهم للأرض، قبل أن يكونوا إعلاميين، فبهم نستطيع أن نرتقي بواقعنا الإعلامي، ونكون لسان الشعب، الذي ناضل وكافح ليقدم تضحيات جمة، ونصل لما نحن عليه اليوم من إنجازات، وانتصارات خلدها التاريخ وسطرتها أقلام وكالاتنا”.
وبالرغم من الصعاب، التي عانى منها الإعلام، والقمع الذي كان سائداً في المنطقة على الأصعدة كافة، إلا أنه استطاع كسر القيود والسلاسل، التي قيدته، هذا ما نوه إليه ملا إبراهيم: “مُنع الإعلام من ممارسة كامل صلاحياته في إيصال الصورة الحقيقية، التي تعاني منها شعوب المنطقة من سلب وقتل، وأساليب الاحتلال، التي تناقض القيم والمبادئ الأخلاقية، وحقوق الإنسان، إلا أن أعلامنا استطاع في ظل التطور التكنولوجي، وبالرغم من هذا القمع والتستر الإعلامي إلى إيصال جزء من الصورة للعالم”.
مواجهة التزييف في معركة الإصرار
ولفت إلى مساعي بعض الفئات، التي تحاول تشويه الحقائق، وتغطية الألآم التي عانت منها مناطق شمال وشرق سوريا، مبيناً بأنه بفضل الجهود، التي تبذلها دائرة الأعلام، وكذلك اتحاد الإعلام الحر تم تجاوز هذه الصعوبات “لقد استطعنا إلى حد كبير سد الطريق أمام الهجمات، التي تحاول النيل من الواقع الإعلام في شمال وشرق سوريا”.
وبين ملا إبراهيم دور دائرة الإعلام في وضع ضوابط لحماية الإعلاميين: “اليوم هناك أكثر من 116 وسيلة إعلامية تعمل في شرق وشمال سوريا، ما يعادل أكثر من1500 صحفي، ونحن في دائرة الإعلام نعمل جاهدين على تسهيل أمورهم للقيام بمهامهم على أكمل وجه، ورغم العوائق والصعاب، التي تظهر بين حين وآخر، نسعى بالتعاون مع الجهات المسؤولة عن الإعلام والمعنية بالواقع الإعلامي؛ لحل هذه المشاكل والرقي بالوسط الإعلامي”.
واختتم الرئيس المشترك لدائرة الإعلام في شمال وشرق سوريا، جوان ملا إبراهيم حديثه: إن مناطق شمال وشرق سوريا تمر بمرحلة هامة في تاريخ سوريا، والشرق الأوسط بشكل عام، حيث تتعرض لكافة أشكال الهجمات الاقتصادية والسياسة والعسكرية، وشدّد على ضرورة قيام جميع الإعلاميين بدورهم الريادي في هذه المرحلة؛ لإيصال صوت شعوب المنطقة وإنجازاتها في إدارتها الذاتية إلى المجتمع الخارجي “على الإعلاميين أن يكونوا مرآة حقيقية تعكس الواقع، الذي تعيشه شعوب المنطقة، فبعملهم ستكسر القيود، وترسم الحقيقة سعياً لغد أفضل”.