الإعلامية جودي علي: الإرادة وشغفي للمهنة دفعاني للاستمرار في العمل

جل آغا/ أمل محمد –

أكدت الإعلامية “جودي علي” أن الإرادة والطموح هما الدافعان الرئيسيان لمواجهة الصعوبات والعوائق، مشيرةً إلى أن المرأة تستطيع التوفيق بين عملها وواجباتها المنزلية دون أي شرط أو قيد لأنها تمتلك إرادة قوية.

على مدار سنوات كثيرة طُبعت في الأذهان صورة نمطية للنساء على أن قدراتهنَّ تتمحور حول واجباتهنَّ المنزلية، ودورها في إدارة شؤونه فقط، حتى نجحت هذه الأفكار في التثبيت في عقول المرأة  أيضاً، لتنظر إلى ذاتها على أساس هذه الأفكار على أنها مجرد كيان ضمن إمكانات وقدرات محددة فرضها المجتمع، ولم تكن لها الخيرة في ذلك، وبالرغم من التطور الحضاري في مجالات عدة بقيت المرأة تتشبث ببعض الأعراف والأفكار رغماً عنها خوفاً من نظرة المجتمع، وكيفية التعامل معها ما إن أرادت التغيير أو سلك طريقها بعيداً عن معتقداته، ومن أكثر المجالات، التي وجدت النساء أنفسهنًّ بعيدات عنها هو مجال الإعلام، والذي بات شيئاً غريباً على النساء، فغالباً ما ابتعدت المرأة عن هذا المجال، وذلك نتيجة بعض القيم، التي زرعها المجتمع بأفراده في عقلها، وأن هذا المجال حكر على الرجال فقط.

ومع بزوغ ثورة روج آفا وتحرر المرأة من قيودها، التي أهلكت كاهلها عرفت النساء مكانتهنًّ، ووثقن بقدراتهنًّ، التي لا حدود لها، ومع دخول الإعلام مناطق شمال وشرق سوريا، والذي كان حضوره خجولاً في السابق أيقنت الكثيرات بأنهنَّ خلقنَ لمجال الإعلام وبأنهنَّ صوت الحق والحقيقة، ومن تلك اللحظة لمعت أسماء إعلاميات كثر في المنطقة، وأثبتنَ أنفسهنَّ على أنهنَّ قادرات على خلق بصمة فريدة في شتى المجالات، ومن بين هؤلاء الإعلاميات “جودي علي” مراسلة فضائية روناهي صاحبة 27 ربيعاً من كوباني، والتي نجحت أن تكون إعلامية ناجحة، وأماً مثالية في مدة قصيرة لا تتجاوز سبعة الأعوام، التقت صحيفتنا “روناهي” بجودي علي، وهي أم لطفلة صغيرة، والتي حدثتنا: “كانت أولى خطواتي في مجال الإعلام، هي دراسة اللغة الكردية، والتي كانت محجوبة عنا تماماً، قمت بتدريس هذه اللغة وعلى الرغم من محبتي لمهنة التدريس، إلا أنني كنت على يقين بأنها ليست مهنتي الحقيقية، وأني سأجد نفسي في مجال آخر، كافحت وتدربت، ووجدت ضالتي أخيراً في الإعلام”.

تزوجت جودي علي منذ أربعة أعوام، وعن كيفية التوفيق بين مهنتها، وواجباتها المنزلية من جهة، ودورها كأم من جهة أخرى؛ قالت: “لا يوجد وقت مخصص للعمل الإعلامي، عليك أن تكون مستعداً لأي حدث، وفي أي لحظة، بمعنى لا يمكننا التخطيط ليومنا وهذه من العوائق، التي تواجهنا وخصوصاً إن كان لديك عائلة وأطفال”.

معوقات العمل

وزادت جودي: “أنا من مدينة كوباني، وأقيم في قامشلو، وعائلتي هي الأخرى ليست هنا، لذا أضع ابنتي في الحضانة حتى إتمام عملي، وفي بعض الأوقات أجلب طفلتي لمكان العمل، وكثيراً ما ترافقني للعمل الميداني، نضطر لذلك ولكن واجبنا كإعلاميين أن نتحدى الصعاب لإتمام العمل بشكل صحيح، ننسق العمل مع زملائي والقائمين عليه، وهذا أحد الأسباب التي جعلتني أتقدم في عملي ويزداد شغفي به، ومن خلال عملي قيل لي مرات عدة بأن أترك مهنتي، وأركز على عائلتي فقط، ولكن حبي لهذه المهنة كان أقوى من أي ضغوطات أو مصاعب؛ لأني حددت هدفي وآمنت به”.

المرأة والإعلام… مرآتا الحقيقة

وعن أهمية دور المرأة الإعلامية في الإعلام أوضحت جودي: “واجهت المرأة صورة غير متوازنة بين الجنسين، فما هو محلل وجائز للرجل، قد يكون مرفوضاً تماماً للمرأة، وهذا عزز الدور الذكوري في المجتمع، والذي انفرد بنفسه في جميع المجالات، وحدد دور المرأة ضمن إطار وقالب واحد، كان ينبغي لهذه الأعراف والقوانين النابعة من الجهل، أن تزول ويأتي ذلك حينما يمكنك مواجهتها، وهذا ما قامت به المرأة، بعد أن آمنت المرأة بذاتها، انخرطت في مجالات عديدة ومنها المجال الإعلامي الأمر بدا مختلفاً في البداية، ولكن مع الإمكانات، التي تتحلى بها النساء وقدراتهنَّ أثبتت المرأة بأن المجال الإعلامي مجال تستطيع العمل فيه سواء كمذيعات، أو مراسلات وحتى صحفيات، لأنها تتمتع بقدرة عالية على فهم الموضوع وصياغته وإيصاله للرأي العام”.

وفي ختام حديثها قالت جودي علي: “رسالتي لكل امرأة سواء كانت ربة منزل، أو عاملة في أي مجال كان، أن تؤمن بنفسها، وأن لوجودها سبباً، وعليها العمل على إبراز دورها الحقيقي، أتمنى من النساء كافة، ممن آمنت بعملها أن تستمر في بذل جهودها، ولعب دورها على أكمل وجه، والتنسيق بين دورها كأم، وكامرأة عاملة، ولا تلتفت لكافة المعوقات، التي تحول بينها وبين تحقيق أهدافها”.