الإدارة الذاتية والعشائر تتباحثان حول حلول للارتقاء بالواقع المعيشي في شمال وشرق سوريا

قامشلو/ رؤى النايف ـ

للوقوف على أبرز المشاكل التي تعاني منها مناطق شمال وشرق سوريا عقد ملتقى العشائر وشيوخ ووجهاء المنطقة مع أعضاء الإدارة الذاتية عدة اجتماعات هادفة لمناقشة سُبل العيش ومتطلبات الأهالي، لتخطي الصعوبات والعوائق التي تمر بها المنطقة والخروج بحلول كفيلة بإخراج المنطقة من الأزمات التي تمر بها.

عُقد الخميس 12/8/2021م، اجتماعاً لوجهاء وشيوخ العشائر مع الإدارة الذاتية في صالة زانا بقامشلو الساعة التاسعة صباحاً، ابتدأ الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء.

وتناول الاجتماع عدة محاور ومناقشات حول الواقع الخدمي والمعيشي والأمني للأهالي في كافة المناطق، وتخلله طرح آراء واستفسارات عن الواقع السياسي والخدمي والاقتصادي والاجتماعي، والإشارة إلى الحلول التي تنهض بالواقع الذي يستحق أهالي شمال وشرق سوريا أن يعيشوه.

وصرَّح الشيخ “أحمد بدران السالم” عضو في هيئة الأعيان بشمال وشرق سوريا لصحيفتنا: “بعد نفض غبار الحرب عن مناطق سيطرة مرتزقة داعش وتحرير كافة المناطق بفضل قوات سوريا الديمقراطية، حان وقت التقدم بحال المنطقة المعيشي أكثر، ونتطلع من خلال مشروع الإدارة الذاتية المبني على الديمقراطية والحرية لبناء مجتمع متكامل ومتجانس، واليوم نحن هنا من خلال هذا الملتقى لمناقشة ووضع خطط عملية ترتقي بواقع أفضل لكافة شعوب المنطقة”.

ومن جانبه تحدث “الشيخ حسين السادة” عضو مكتب علاقات الشعب في قيادة قوى الأمن الداخلي لإقليم الجزيرة: “هذا الملتقى نِتاج العمل المشترك بين مكتب علاقات الشعب وهيئة الأعيان ومؤسسات الإدارة الذاتية، نحن على تواصل مع كافة طبقات الشعب، ونسعى أن نكون حلقة الوصل بين كل هذه الفئات للوصول لنقطة الحل على جميع الأصعدة سواء الخدمية الأمنية والاجتماعية، بالرغم من الضغوطات التي تعيشها المنطقة من الناحية السياسية والاقتصادية لكن مساعي ومشاريع الإدارة الذاتية تتناول بالدرجة الأولى المواطن، وتوفير مقومات الحياة له”، وأكد على أن الإدارة الذاتية قدمت ولا زالت تقدم الكثير لأبناء المنطقة دون التمييز بين الشعوب.

كما نوه السادة: “تركيا تسعى من خلال (حرب المياه) التي تشنها على مناطق شمال وشرق سوريا، ضرب الاقتصاد في هذا البلد الزراعي واستخدام سياسة التجويع لفرض سيطرتها ونفوذها من خلال هذه السياسة التي يرفضها العالم والإنسانية وكل أهالي شمال وشرق سوريا”.

“سنحاول تلافي المشاكل”

وبدوره أشار الشيخ “فؤاد إبراهيم باشا” عضو هيئة أعيان شمال وشرق سوريا بقوله: “هذا الملتقى أتى لتجسيد وتوضيح وتوصيف الواقع المعاش للمنطقة وما تأثير هذا الواقع على أهالي شمال وشرق سوريا، يجب أن تتوضح كافة الأمور ونأمل أن نصل لمقترحات وحلول بعد المناقشة مع أعضاء الإدارة الذاتية، حيث سنناقش ضرورة إيجاد الحلول للواقع الزراعي لأن الموسم هذا العام كان سيئاً بسبب قلة الأمطار والجفاف، وأيضاً بسبب قطع الاحتلال التركي مياه نهر الفرات، كما سنطرح مشاكل المعيشة والغلاء منذ بداية عام 2021، والشعب يعيش أزمة تلو الأخرى، لهذه المشاكل أبعاد أخرى سنحاول تلافيها من خلال الطروحات والمناقشات كي ينعم المجتمع والأهالي بحياة أفضل، يعيش الأهالي بمناطق شمال وشرق سوريا حياة أفضل من الداخل السوري من كافة النواحي، ولسيرورة هذا الوضع بأبهى صورة لا بد من وضع خططٍ مدروسة ترفع بالواقع الاقتصادي لأفضل حال”.

الجدير بالذكر عقد اجتماع مماثل في ناحية الشدادي التابعة للحسكة في الحادي عشر من الشهر الجاري لمناقشة الأمور هناك، وفي هذا الصدد كان لصحيفتنا لقاء مع الرئيس المشترك للمجلس التشريعي في إقليم الجزيرة “حكمت حبيب” تحدث فيه: “هذا الاجتماع عُقد من أجل مناقشة المشاكل بشكل شفاف، واقترحنا عدة حلول”.

ولفت إلى أن أبرز ما تم مناقشته هو الوضع الخدمي في المنطقة من مياه وكهرباء وخبز وبعض الخدمات الأساسية التي تحتاجها المنطقة، بالإضافة إلى ضرورة تحسين الواقع الزراعي ومناقشة أمور المعتقلين.

ونوه إلى إن الإدارة الذاتية تدعم عدة مشاريع، ومنها مشروع محطات تحلية المياه، وتأمين المحروقات اللازمة للزراعة الموسمية، وتأمين البذار للمزارعين لضمان استمرارية الإنتاج وتحسين الاقتصاد في المنطقة.

كما أضاف قائلاً: “سنعمل جاهدين لحل مشكلة مياه الشرب للمناطق التي تفتقر إليها، وسنعمل على توفير هذه الخدمات وتنفيذ المشاريع لتخفيف معاناة الأهالي في ناحية الشدادي” .

وبدورة قال “أسعد الملحم” وجيه عشيرة الملحم: “الاجتماع بممثلي الإدارة الذاتية كان بنَّاءً وطُرحت من خلاله كل المشاكل والعوائق التي تواجه الأهالي في المنطقة الجنوبية للحسكة، بدايةً من المشاكل الخدمية وصولاً إلى القضايا الأمنية”.