مركز الأخبار ـأوضح مستشار الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا الدكتور أنور المشرف أنّ الوضع السوري الراهن يزيد من تعقيد الأزمة السورية، ويوصلها إلى جدار اللا حلّ ويطيل من عمرها أكثر، وأشار إلى المساعي الجادة للإدارة الذاتية في خوض الحوار مع النظام السوري وحلّ الأزمة السورية، وبيّن أنَّ الحوار مع النظامِ السوري يكونُ على أساسِ مُرتكزات الحوارِ، وهي الاعترافُ بالإدارةِ الذاتيَّة التي تُمثل شريحةً واسعةً من جميعِ الشعوب والأديان..
في إطار المساعي التي تواصلها الإدارة الذاتية محلياً ودولياً لتفعيل (الحوار الجاد) مع الأطراف كافة؛ للتوصل إلى حل مبني على الحوار ومشاركة كافة الأطراف من دون تحييد للوصول لحلّ ينهي الصراع السوري المتأزم منذ 2011؛ ثانية تعمل دولة الاحتلال التركي على تأزيم الأوضاع أكثر من خلال احتلالها المباشر للأراضي السورية، إلى جانب تدخلها في ملفات دولية أخرى.
وللحديث عن هذه المواضيع؛ كان لصحيفتنا لقاء مع مستشار الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا الدكتور أنور المشرف الذي بيَّن توجه الإدارة الذاتيَّة للحوارِ مع الأطراف السوريَّة كافة بما فيها الحكومة السوريَّة، وقال المشرف في بدايَّة حديثه: “دعت الإدارة الذاتيَّة منذ بداية تأسيسها إلى الحوار، والجلوس على طاولة المفاوضات، وهي مستعدة لذلك إذا كان النظام السوري والأطراف الأخرى يريد ذلك فعلاً. إلى الآن لم يوجه النظام السوري طلباً رسمياً لمؤسسات الإدارة الذاتية، أو قوات سوريا الديمقراطية للجلوس على طاولة المفاوضات”.
وأضافَ مُستشار الإدارة الذاتيَّة لشمالِ وشرقِ سوريا بأنَّ الحوار مع النظامِ السوري يكونُ على أساسِ مُرتكزات الحوارِ، وهي الاعترافُ بالإدارةِ الذاتيَّة التي تُمثل شريحةً واسعةً من جميعِ المكونات والشعوب، والأديان، والمعتقدات، وخصوصيَّة قوات سوريا الديمقراطيَّة التَّي قدمت آلاف الشهداء، ودافعت عن الأراضي السوريَّة، ولا زالت تُدافع، وأكد: “هذه المرتكزات لا يمكن المُساومة عليها مع أي طرفٍ يُريد حلاً جاداً ومثمراً يُفضي إلى حلِ الأزمةِ السوريَّة”.
وبيَّن المشرف: “إن هذا الوضع يزيد من تعقيد الأزمةِ السوريَّة، ويوصلها إلى جدار “اللا حل”، ويُطيل من أمدها أكثر، وهذا الأمر ما نخشاه، وتخشاه كل الأطراف التي تريد فعلاً مصلحة الشُعوب السوريَّة كافة”.
وفي سياق المساعي والمسارات السلمية المبنية على الحوار والحل السياسي قال المشرف: “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وقوات سوريا الديمقراطية طالبت أكثر من مرة الجانب الروسي، ليكون ضامناً ودافعاً للنظام السوري لتحقيق تقارب حقيقي، من خلال الجلوس على طاولة الحوار، وأن تكون هذه الدولة الضامن للطرفين لأي بند أو حل توافقي يتوصلان له. وفي هذا الإطار لم يكن هنالك أي ردّ من قبل النظام السوري على ذلك”.
وكشف المشرف بأنه في إطار المساعي الدولية لتحقيق تقدم وتوافق بين الأطراف الدولية، كان هنالك دعوة لممثلي الإدارة الذاتيَّة للمشاركة في (منصة القاهرة)، وأكد: “نتأمل أن تكون المُشاركة قويَّة وفعَّالة إلى حدٍ كبير؛ لأنَّنا لدينا رغبة أن تَكون هُنالك صوتٌ للمُعارضة الوطنية التي تُؤمن بالحلِ السياسي، وأن يكون للإدارة الذاتيَّة لشمالِ وشرق سوريا مشاركة في وضع دستور سوري، والمُشاركة في اللجنة الدستوريَّة”.
وعن الدورِ السلبي الذي تَعمل عليه دولة الاحتلال التركي بشأنِ المَلف السوري، وملفاتٍ أخرى؛ أكدَّ المشرف: “إنّ ما تعمل عليه الدولة التركيَّة، هو ما يريده رأس السلطة أردوغان الذي أصبح زعيماً لتنظيم (الإخوان المسلمين الإرهابي)، ويعمل على تصديّر الإرهاب من سوريا من خلال مرتزقته الذين لهم تاريخ حافل من الإجرام، وسفك الدّم السوري. وإرسالهم إلى ليبيا هو لقتل شعبها، ولتدمير تلك البلد، ولتنفيذ مخططاته الاستعماريَّة فيها”.
وتابع المشرف: “عندما أحسَّ أردوغان بأنَّ الحكومة الأخونجية التي يترأسها (السراج) في خطر، على وقع تقدم الجيش الليبي، أراد دعم تلك الحكومة ليمعن الليبيين في قتل بعضهم البعض أكثر فأكثر. لذلك؛ أردوغان لم يَحترم سيادةَ الدولة الليبيَّة، وما يُحاول فعلهُ هناك هو دعم جماعة (الإخوانِ المسلمين الإرهابيَّة)؛ لأنَّها تحققُ مطامعهُ ومصالحهُ لهيمنة عثمانيَّة جديدة على الشرق الأوسط بأكمله”.
واختتم مستشار الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا الدكتور أنور المشرف حديثه بالقول: “أدركت مصر الآن ودول أخرى بما فيها اليونان وقبرص الخطر الذي تشكلهُ حكومة أردوغان على مصالحها، وتعمل للضغط على المجتمع الدولي، ومجلس الأمن لإصدار قراراتٍ تُدين التدخلات التركيَّة في الدول المجاورة، وكذلك عملياتِ التنقيبِ غير الشرعيَّة التي تُمارسها الدولة التركيَّة المحتلة في البحر المتوسط”.
للتوصل إلى حل مبني على الحوار ومشاركة كافة الأطراف من دون تحييد للوصول لحلّ ينهي الصراع السوري المتأزم منذ 2011؛ ثانية تعمل دولة الاحتلال التركي على تأزيم الأوضاع أكثر من خلال احتلالها المباشر للأراضي السورية، إلى جانب تدخلها في ملفات دولية أخرى.
