الإدارة الذاتية… عامان من العطاء … حل وأمل ومثال

 مثنى عبد الكريم-

عامان من العمل الدؤوب والنشاط المكثف، عامان من التقدم والتعلم والتطور، عامان من التشاركية والتنمية والعمل على توحيد الجبهة الداخلية وتقويتها وتدعيم بنيتها وأركانها، عامان من التمثيل الأروع لكل مكونات وأثنيات سوريا، عامان انقضت منذ بدء رسم المشروع السوري الأمثل بل ووضع قواعده وبناء أساساته المتينة بدون إقصاء ولا تشويه ولا تفضيل لمصلحة على أخرى، عامان مرت من عمر مشروع الإدارة الذاتية التي احتفلت منذ أيام بذكرى انطلاقتها الثانية، الإدارة التي أثبتت للعالم أجمع مدى قوة ونجاح أطروحة أنموذجية لحل الأزمة السورية على أرض الواقع، وتحويل الحل من صفحات أوراق نقاشات مجلس الأمن وأروقة الأمم المتحدة وسوتشي وجنيف آستانا ورياض وغيرها من المؤتمرات إلى تطبيق عملي حي على أرض الواقع، نعم لقد مرت أعوام وأيام على تلك الانطلاقة المتكاملة الأطراف، سياسياً واقتصادياً وإدارياً وعسكرياً وعلى كافة أصعدة القيم الإنسانية الأخلاقية والأخوة الحقيقية والتعايش لكل شعوب ومكونات سوريا.

لقد طُرحت هذه التجربة الرائدة كحل حقيقي للأزمة السورية لاقى إعجاب بعض القوى النضالية ولم يعجب البعض الآخر من الراديكاليين والإقصائيين والمستفيدين من استمرار الأزمة ومعاناة الشعب وغيرهم ممن باع ضميره ودينه وأصبح مرتهنا مع كل أفاك، ضد أبناء جلدته تارة وضد أبناء وطنه تارة أخرى، فكيف لا وقد جعلت هذه الإدارة الذاتية الفتية من نفسها اليوم ميزان قوة بل ونقطة ارتكاز وحديثاً لكل العالم، كيف لا وهي التي ترى فيها مثالاً مصغراً عن غالبية السوريين العظمى يجلسون معاً على طاولة واحدة بدون أحقاد او ضغائن أو محاولة لإفشال بعضهم البعض، على العكس تماماً فهم يجتمعون بابتسامة ويتقبلون النقد البناء المبني على طرح المشكلة وطرح الحل وينقدون أنفسهم فهم ليسوا فوق الشعب ولا فوق النقد، أجل أيها القراء الأعزاء حكايتنا اليوم هي عن الإدارة الذاتية … بناءٌ وتطوير واستمرار وعن أبطالها المؤسسين والعاملين في كل مجالاتها وهيئاتها وأقسامها وموظيفها.

فكل عام وإدارتنا بخير وقواعدها بخير وكوادرها بخير وشعبنا الأبي العظيم المتعافي من جروحات الزمن بألف خير، وهنا أريد أن أوضح أنه وكما يدرك الجميع ويعرف أن الإدارة الذاتية هي مشروع فتي حديث وحلم وحل وبحالته الطبيعية كأي مشروع سيكون هناك أخطاء ونواقص، فليست الإدارة المدينة الفاضلة ولكنها ليست الجحيم ولا الجنة بل مشروع حقيقي قائم ومستمر وكل مشروع يكون فيه عمل سيكون فيه أخطاء بسبب العمل ولكن الذكي والنبيه يتعلم من أخطائه وأخطاء غيره ويقوم بدل أن يكون عوناً على الإدارة يكون عونا لها ويعمل على ذلك ويعمل معها يصحح من أخطائنا بعضناً لبعض ولا نشهر بالإدارة ولا أعضائها ننقد كما تعلمنا بكل شفافية ونتقبل النقد بكل روح رفاقية.

لنكن أيها القراء الكرام والشعب العظيم يداً واحدةً وصفاً مشتركاً وسداً منيعاً في وجه كل من يريد تشويه الإدارة أو المظلة السياسية أو العسكرية لها لنعمل على تقديم الأفكار التي تساعد من تطورها وتحديث آليات عملها والدفاع عنها ولنكن جميعا جزء من حكاية وطن.