سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الأيامُ المُداوَلة

أ. مي رضوان السلوم (كاتبة سورية)

د. محمد فتحي عبد العال (كاتب وباحث مصري)

كان “عم سلامة” رجلاً طيباً كريماً موفور العيش، وبصحة جيدة، يمتلك دكاناً صغيراً للعطارة، وله زوجة تحبه وترعاه، وجيران يحترمونه ويودونه، وزبائن يترددون عليه، ولا يفضلون سواه طلباً لأعشابه كلما أصابتهم علة… لكن فجأةً ودون سابق إنذار، أصاب عم سلامة مرض جلدي خطير حار الأطباء في تشخيصه، ترك على جلده وأغشيته المخاطية بثوراً، وقرحاً؛ ما جعل زوجته تنفر منه، وصار جيرانه يخشون الاقتراب منه، كما عزف الناس عن المجيء لدكانه، فكسدت تجارته، وأصبح من بعد الغنى وسعة المال في عوز ومشقة، فاحتجب عن الناس جميعاً، وأصبح وحيداً.

ولما طال مرضه، وازداد فقره، وطال مكوثه في بيته، إذ به يسمع زوجته متضجرة، تندب حظها العاثر، الذي أوقعها به، وتدعو الله في صلاتها أن يخلصها منه، ومن فقره، ومن مرضه؛ ما ضاعف حزنه وألمه، فحتى شريكة عمره أصبح حلمها الخلاص منه، بلغ الحزن مبلغه في نفس الزوج المريض، فأخذ ينشد بصوته الشجي لتسمعه الأطيار، وترق لحاله، وقد هان أمره على الناس جميعاً، ولم يعد أحد ينظر إليه، إلا بتأفف وضيق، وهكذا حال الناس لا يلقون بالاً ولا يعطون احتراماً إلا لامرئ ذي سعة من المال، أما الضعيف قليل الحيلة فلا مكان له.

قرر “عم سلامة”، أن يرحل ويترك بلده إلى غير رجعة، وفي طريقه صادف غابة كثيفة، فراح يستظل بشجرة من القيظ الشديد عله يجد لنفسه هدوء، ونجاة مما هو فيه، سجد لله بوحدته وتضرع بالبكاء، محسناً ظنه بالله تعالى أن يكشف عنه الغمة والبلاء.

جاء طوق النجاة

وفي ليلة مقمرة، وبينما هو يمشي، وجد طفلاً صغيراً يهرول وحيداً، استوقفه بكاؤه الشديد، فاقترب منه وسأله عما به فقال: “كان معي والدي، وقد غُمي عليه من تعب الطريق، وقد تعطلت سيارته، ولا أعرف ماذا علي أن أفعل؟!”، فانطلق عم سلامة بصحبة الطفل إلى حيث يرقد والده متناسياً آلامه وأحزانه، حاملاً في قلبه نيته الصافية، فأعطى الرجل شربة ماء، وجلس بجواره حتى أفاق، فلما فتح الرجل عينيه، استتر عم سلامة بخرقة كانت معه، حتى لا ينفر الرجل من وجهه، فإذا بالرجل يقول له: “هون عليك… هل يمكنك أن تكشف عن وجهك ؟!”.

دُهش عم سلامة وقال: “أخشى أن ترتعد فرائصك من رؤية وجهي وجسدي”.

فقال الرجل: “أنا طبيب جلدية، وأستطيع مساعدتك… لقد كنت سباقاً بالخير، وحان دوري لرد الجميل لك”.

بدأ الرجل يفحص عم سلامة ثم قال له: “هذا مرض أيوب عليه السلام، أسأل الله أن يمنحك أجر صبره”.

قال عم سلامة: “لم يستطع أحد من أطباء بلدتي أن يتوصل لسر مرضي”.

قال الرجل: “لأنه مرض مناعي نادر يسمى “ذو الفقاع” (Pemphigus) يقوم فيه الجسم بإنتاج أضداد ضد جلده؛ ما يؤدي إلى انفصال الخلايا… غداً يجب أن تأتيني إلى المشفى لعمل خزعة، لتحديد نوع المرض واطمئن، سيكون العلاج بالكورتيزون مع بعض العلاجات الأخرى؛ ما يخفف من حالتك، بإذن الله، أيها الرجل الشهم”.

فرح عم سلامة فقد جاءه طوق نجاة من حيث لم يحتسب، وأخذ يساعد الطبيب وولده في إصلاح السيارة.

وكأن الله بهذه اللحظات استجاب دعواته، وأنقذه عمله الصالح، ورد الطبيب له معروفه بأن عالجه مجاناً، وأعطاه مكافأة ليبدأ تجارته من جديد، ويستعيد مكانته في بيته ومدينته.

عاد الرجل معافىً إلى بيته، وعمله شاكراً الله على فضله العظيم، كما عادت زوجته منكسة الرأس تطلب عفوه، والعودة إليه، فعفا عنها رغم قسوتها، وعدم تحملها له في مرضه، وأخذت تتغزل بزوجها القوي المعافى، فتعجب منها، وقال لها على سبيل المزاح: “الله الله يا لساني أديرك في فمي، كالأغاني تارة تهجو، وتارة تطرب خلاني”.

إن الحياة ابتلاء

فردت عليه الزوجة: “لكل مقام مقال يا زوجي الحبيب” فقال الزوج: “نعم يا زوجتي العزيزة بالأمس كان حديثك صراخاً، واليوم همساً وانشراحاً، إنه المال وسحره، وسبحان مغير الأحوال”.

ضحك الزوج، وعرف أن الحياة ابتلاء، وكل إنسان رهن بعمله، ووعدها بالصبر عليها مهما كان، وكأن الحياة انطقته؛ ليكون على أهبة الاستعداد، لقرب امتحان جديد تخبئه الأقدار.

وسرعان ما لاحق القدر خطاه، فوضعه أمام اختبار جديد، فإذا بزوجته، التي أوصدت قلبها وبابها دونه أثناء علته، تمرض “بمرض عضال” ويصيبها التعب والنصب، فتغدو طريحة الفراش لا تفارقه، فإذا به يقابل نكرانها الغابر بسجاياه الحسنة صابراً لحالها اليوم فزعاً عليها لما آلت إليه صحتها، طال بالزوجة الخطب، واشتد مرضها وبكاؤها، والزوج إلى جانبها يشد أزرها، ويبث الصبر في نفسها، وأن الله الذي شفاه قادر، أن يشفيها بعفوه وكرمه.

لم يضجر الزوج يوماً، بل صبر، واحتسب أجر صبره عند الله تعالى… وفي ليلة ممطرة توفيت الزوجة، فبكى عليها بكاءً شديداً، وحزن شديد الحزن، ودعا لها بالمغفرة، موقنا أنها سنة الله في كونه، ولا راد لقضائه.

رافق الحزن قلب الزوج ردحاً من الدهر، وكان في كل يوم يخرج صدقة على روح زوجته، عسى أن تكون في ميزان حسناتها… ومع تنامي ثروة الرجل وتجارته، أصبح يفكر في أن يكون له عصبة، ففكر في الزواج مرة أخرى، ليكون له أولاداً يرثونه، ويحملون اسمه ويكملون من بعده مسيرته في دكانه، ويكونون عنواناً لعمله الطيب في الحياة، وبالفعل أتم مراسم زواجه بفتاة تشبه نواياه الحسنة، فرزقهما الله بالأبناء الصالحين، ومتعهم بالمال والصحة.

صدقاً إن الصبر والنوايا الطيبة هما سفن النجاة في الدارين، فأصحابها أصحاب سريرة صافية، لا تتلون بتلون المادة، ولا تتغير بانقلاب الأحوال، وتغير الأقدار، ولا يفقدون الصبر بتبدل الخطوب، وتبعات المصائر، لأن دوام الحال من المحال.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle