سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الأوراسيّة كلمة سر التقارب الروسيّ التركيّ

تحقيق / رامان آزاد –

حاضرٌ عنوانُه التنسيقُ والتعاونُ وصفقةُ صواريخ إس 400، والمفارقة أنّه يستندُ إلى تاريخٌ من التناقضِ والتنافس وذاكرة تحتوي 17 جولة حربٍ بين القيصريّة الروسيّة والعثمانيّة، وفي مرحلة الحرب الباردة قادت موسكو المعسكر الشرقيّ الاشتراكيّ فيما انضوت أنقرة بالحلفِ الغربيّ بقيادة واشنطن, واليوم تتوازى الطموحاتُ الروسيّة والتركيّة على طرفي البحر الأسود، فيعبره خط الغاز في دلالةٍ للتنسيق والتعاون. ويبقى السؤال المطروح ما سر التعاون الروسيّ التركيّ؟
كانتِ الآمالُ التركيّةُ وطيدةٌ بإحداثِ متغيرات بنقلِ تركيا إلى مصافي الكبارِ وتجاوزِ المرتبةِ 16 في أكبر اقتصاديات العالم، وزيادةِ معدلات التبادلِ التجاريّ والوصولِ عبر القوى الناعمةِ إلى أقاصي المعمورة، فيما حلم ما بعد البوسفور (أوروبا) يراودها لتنقل قيودها إليه، بعدما اصطدمت أنقرة بجدار الرفض الأوروبيّ وانحسر أمل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبيّ، راحت تثبت أنّها تملك بدائل كافيّة وآفاق أوسع، فكان أحد عناوينها استبدالُ صفقة صواريخ باتريوت بصواريخ إس 400.
الأوراسيّة تقاطع المصالح
“الأوراسيّة” ليست مجرّد خيار سياسيّ بالنسبة لأردوغان بل الملاذ الأخير. فالتموضع هو مضمون جدل في تركيا وثمة محاور ثلاثة أمامها: الإسلاميّ بالانفتاح الإقليميّ، التغريب بتوثيق العلاقة مع أوروبا، والتركيّ بالدعوة إلى وحدة الشعوب التركيّة. إلا أنّ توجّهاً جديداً برز بعد نهاية الحرب الباردة، وهو الأوراسيّة، (أوراسياشيليك بالتركيّة)، وهو يتقاطع مع الدعوة لوحدة الشعوب التركيّة.
على الطرف الآخر كانت موسكو بحاجة لإعادة صياغة بعد انهيار الاتحاد السوفيتيّ، وطرحت النظرية الأوراسيّة والتشبيك البريّ (التيلوروكراتيا) في مواجهة قوى الهيمنة الغربيّة التي تتزعمها واشنطن أو القوى البحريّة (التالاسوكراتيا)، ولذلك كانت حاجة موسكو ماسة جداً لعلاقات التنسيق عبر البحر الأسود والوصول إلى المتوسط، كما أنّ العرق السلافيّ وأنصار الكنيسة الأرثوذكسيّة هُزموا في يوغسلافيا عندما أطلق حلف الناتو في 24/3/1999  عملية ” ملاك الرحمة ” لإجبار بلغراد على الانسحاب من إقليم كوسوفو.
ينطوي المبدأ الأوراسي على هوية جغرافية وفلسفية محددة لروسيا، وتحظى الأوراسيّة في روسيا باهتمام القوميّين المتطلعين لدورٍ روسيّ رياديّ يواجه هيمنة الغرب، والمنظّرين لها كثر. ويؤكدون أنّ المكانة الاستراتيجيّة لروسيا تعطيها أفضليّة الهيمنة على العالم.
تنقسم الأوراسيّة إلى مدرستين الأوراسيّة الكلاسيكيّة والأوراسية الجديدة، ومن أبرز منظّري المدرسة الجديدة، التي ظهرت بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، ألكسندر دوغين، المعروف بأنّه دماغ فلاديمير بوتين. وإذ لا تختلف الأوراسيّة الجديدة لدوغين، عن الكلاسيكيّة، لجهة العداء الشديد للغرب، إلا أنّ ثقلها الاستراتيجيّ مؤثّر أكثر.
فموسكو تدركُ صعوبة وضعِها الاقتصاديّ وأنّ تأثيرَ العقوباتِ الدوليّة عليها في منطقة أوراسيا أضعف بكثير من وضع الصين اقتصاديّاً، إلا أنّها تملك نقاط قوة مؤثّرة سياسيّاً وعسكريّاً ودبلوماسيّاً. وتمثل الأوراسيّة ردة فعل تجاه تهديد الغرب. في كتابه “البوتينيّة… روسيا وعلاقاتها المستقبليّة مع الغرب” يشير والتر لاكور في الفصل الأخير إلى أنّ معظم القوميين الروس يعتقدون أنَّ دولتهم وُجدت لتكونَ إمبراطورية تضربُ جذورَها في عمقِ التاريخ. وتؤمن هذه الطبقة السياسيّة والاجتماعيّة بالعودة الحتميّة للإمبراطوريّة الروسيّة وتعتبرُ العديد من المناطق جزءاً لا يتجزأ من أرض هذه الإمبراطوريّة، بل ترى أنّ أوكرانيا جزءٌ مفقودٌ تجبُ استعادتُه.
تحول أردوغان
بوصول حزب العدالة والتنمية (الذي شكّله أعضاء سابقون من حزب الفضيلة الإسلاميّ ) إلى السلطة عام 2002 فقدت الأوراسيّة بعض تأثيرها أمام الأفكار الليبراليّة الموالية لأوروبا التي دعا إليها أردوغان خلال العقد الأول للقرن21. وكان حزب العدالة والتنمية يطمح لجعل تركيا قطباً مستقلاً له نفوذ الامبراطوريّة العثمانيّة البائدة. وأحرزت تركيا تقدّماً ملحوظاً في ملف الانضمام للاتحاد الأوروبيّ بالتوازي مع علاقاتها مع الولايات المتحدة، وأشاد بها أشاد به الرئيس أوباما كنموذجٍ مثالي لدولةٍ إسلاميّة. وبموازاة ذلك جرت محاكمة ضباطٍ ومسؤولين مؤيدين للنظرية الأوراسيّة وقوميين والمتحفظين تجاه أوروبا بتهمةِ الانقلاب فيما عُرف بقضية أرجنكون وبايلوز (المطرقة) عامي 2007-2008. التي مُنع فيها المحامون من المرافعة، وعُرفت بالأدلة المفبركة، إلا أنّ تلك الضربة لم تقضِ على التيار الأوراسيّ رغم قسوتها. فعادت الأوراسيّة أكثر قوةً عام 2011، مع تعثر محادثات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبيّ واندلاع الأزمة السوريّة. وتطورتِ العلاقاتُ الاقتصاديّة، وفي سياق تعاون أنقرة العسكريّ مع روسيا عقدت صفقة شراء منظومة الصواريخ إس 400 الروسيّة الأكثر تطوراً، وهي مبادرة لا تنسجم مع كونها عضواً في الناتو، وكان سبباً لتوتر العلاقة مع واشنطن. وكأنّما باتت الأوراسيّة أضحت بديلاً للأطلسيّة.
أوراسيون في كلّ الأحزاب
يمكن قراءة محاولة الانقلاب 15/7/2016، بصورة مغايرة، ومن المؤكد أنّ أردوغان انتهزها فرصة للفرز والتخلص من مناوئيه العسكريين والمدنيين، إلا أنّ كانت محطة تحوّل وتصعيد التوتر بين الولايات المتحدة وتركيا، حملت إرهاصاتِ انسحابٍ محتملٍ لتركيا من حلف الناتو. وتمتينِ الشراكة الاستراتيجيّة مع روسيا.
كان الانقلابُ علامة تغيير التوازن بين النخبِ التركيّة، والتي يمكنُ تصنيفُها إلى ثلاثِ مجموعات رئيسيّة: الكماليين ومعظمهم من جنرالات الجيش (سبق أن أُدين بعضهم في قضية أرجنكون) وجماعة الخدمة (أنصار الداعية فتح غولن) وحزب العدالة (الإسلاميون المعتدلون وأنصار أردوغان).
بعد استقالة أحمد داود أوغلو طرأ تغيّرٌ على المسار الجيوسياسيّ التركيّ لجهة التقارب مع روسيا وسوريا، واقترب أردوغان في السياسةِ الخارجيّة من الكماليين، وحاول كسبَ القيادات العسكريّة التي لم تؤيد الانقلاب. فيما حاول أنصار غولن إجراء مقاربة جديدة والاقتراب من أنصار القومية التركيّة العلمانيّة وتجاوز الخلافاتِ حول السياسة الداخليّة.
يمكنُ القولُ إنّ حالةَ الدعمِ التي يحظى بها أردوغان ليست شعبيّة بالمعنى الدقيق للكلمةِ بقدر ما هي إثارة مخاوف الأتراك وتوظيفها انتخابيّاً، كما أنّ مناورة أردوغان السياسيّة تقوم على أساس اعتبار الجغرافيا حقيقة ثابتة يمكن البناء عليها ولها دورٌ فاعلٌ في العلاقات بين الدول، أي إيلاء الجغرافيا السياسيّة أهمية أكبر.
ظهرت الأوراسيّة في تركيا بوضوح مع نهاية الحرب الباردة ويمثلها اليوم الحزب الوطنيّ اليساريّ بزعامة المحامي دوغو برينجك. وهو حزب لم تتجاوز نتائجه 2٪ في الانتخابات، ولكن أنصاره يزدادون ومنهم قادة عسكريون ونخبة مثقفين. ويتميّزون بعدائهم للغرب، ويتهمون الأوروبيين بالإساءة لتركيا خلال عملية التفاوض لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبيّ، وانّهم دعموا صعود الإسلامويّة والقوميّة الكرديّة.
الواقع لا يخلو أيّ حزب تركيّ من تيار مؤيد لتحسين العلاقة مع روسيا، بصرف النظر عن حجم هذه التيارات، وثمّة فريق من المثقفين الأتراك استبد بهم الارتباك حيال الارتباط المبالغ فيه لتركيا بالغرب، تحرّكهم دوافع قوميّة أو شيوعيّة أو إسلامويّة، ويدعون إلى التقارب مع روسيا. ويدعون لإعادة قراءة ماضي الجمهوريّة التركية الفتية، والإيحاء بالقرب الأيديولوجيّ بين لينين ومصطفي كمال في كفاحهما ضد إمبرياليّة القوى الغربية الطامحة إلى السيطرة على الإمبراطوريتين الروسيّة والعثمانيّة أو تفكيكهما.
يُعدُّ كلُّ ذلك تغيّراً نوعيّاً غير متوقع مقارنة مع تاريخ العلاقة التركيّة والروسيّة والميراث الثقافيّ المتداول والذي يعتبر روسيا سبباً في تفكيك الامبراطوريّة العثمانيّة أوائل القرن الماضي، ويعدُّ تنامي هذا الخطاب مفاجأة لأنَّ تاريخ الإمبراطوريّة العثمانية اتّسم بسلسلة طويلة من الحروب الدمويّة ضد روسيا، وصولاً إلى تفكيكها. وتحمل لفظة “موسكوف” وتعني سلافيي الشمال البريّين معنىً سلبيّاً للإشارة إلى الروس، واستخدم في محطات تاريخيّة كثيرة كالاحتلال السوفييتي لأفغانستان، وكانت سبباً في توحيدِ الشعوب التركيّة، واستمرت الصورة السلبيّة خلال الحربِ الباردةِ لتوصيفِ روسيا السوفيتيّة المستعمرةِ للشعوبِ التركيّة في القوقاز وآسيا.
تحوّل عقائديّ
رغم تفوق حزب العدالة والتنمية الظاهريّ، فالسلطة السياسيّة في تركيا ترتكز إلى تحالفٍ غير متجانسٍ. والتحالفُ الرسميّ بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية (اليمين المتطرف) يتصفُ بالتناقضِ والتخادم، إضافة لجماعات يساريّة معادية للغرب ولكنها  معروفة بعدائها للغرب، ولكنها تدعم حكومةً تنتهجُ سياسة إسلامويّة قوميّة.
في تركيا شكلٌ من التعايش السياسيّ القسريّ تفرضه الضرورة بين قوى قوميّة واشتراكيّة متنافسة، ولكنها ملزمةٌ بموالاةِ قوى إسلاميّة للبقاءِ في المشهد السياسيّ، وإلا فإن مصيرها مهددٌ بالنهاية والملاحقة. وتُفهم هذه المفارقة بدراسة تطور الظرف الأمنيّ للشرق الأوسط وتركيا خلال العقد الأول من القرن الحالي، وظهور أردوغان كموالٍ لأوروبا وإصلاحيّ وليبراليّ، بدأ عهده بإقرار قوانين لتحسين وضع الأقليات والمهمشين سياسيّاً واجتماعيّاً.
اليوم، يُطرحُ السؤال الجديّ حول انتهازيّة أردوغان، فبسببُ غياب أيّ بديلٍ في مجال الأمن وربما لدواعٍ براغماتيّة جيوسياسيّة، يحظى بدعم الحركة القوميّة. وكذلك الحزب الوطنيّ اليساريّ بزعامة دوغو برينجك، قائد التيار الأوراسيّ. ويستثمر أردوغان الحالة المناوئة للغرب في سياق انفراده بالسلطة وتجاوز محنة انحسار شعبيّته، وهذا سر التحولات السياسيّة والجيوسياسيّة في تركيا وتحوّل أردوغان إلى الأوراسيّة. لتكون تركيا بمواجهة تغييرٍ عقائديّ، وليس ظاهرة طارئة لتنامي مؤيدي التيار الأوراسيّ.
ثورة روج آفا
تعتبرُ أنقرة ثورة كرد سوريا (ثورة روج آفا)، أخطر ظواهر الأزمة السوريّة بما فيها إرهاب داعش، وتعتبرها تهديداً مباشراً لأمنها. والمسألة لا تتصل بالكرد كمجرد حالة إثنيّة بل بالمشروع السياسيّ الذي يعملون على تطبيقه، وتعمل أنقرة على حصره في أعالي قنديل ليسهُل توصيفه بالإرهاب، وانقلبت على مباحثات السلام عام 2015، ونقلت المعركة عبر الحدود إلى سوريا، ودعمت كلّ الفصائل على اختلاف تلويناتهم وخلفياتهم، وتلاعبت بتفاصيل الأزمة ووجّهتها إلى حرب الكرد، وبفشل الأدوات استثمرت علاقة التنسيق مع موسكو فاستحصلت الضوء الأخضر للعدوان على عفرين في 20/1/2018. وقبلها بدأت عملية درع الفرات في 24/8/2016 واحتلت جرابلس ومن بعدها الباب لتقطعَ التواصل الجغرافيّ بين مقاطعتي كوباني وعفرين.
أنقرة مستعدة لتقديم أقصى درجات التنازل لدمشق في إطار أيّ تسويةٍ عبر موسكو لمحاربة الكرد، وهذا أحد أسبابِ المماطلةِ وعرقلة العملية العسكريّة في إدلب لئلا يُفتح النقاش حول عفرين المحتلة، وخلال الزمن الممنوح تواصلُ إجراءات التغيير الديمغرافيّ بالمنطقة.
حركة الخدمة وفتح الله غولن
علاوةً على التهديداتِ الخارجيّةِ هناك المشكلة الداخليّة التي يعودُ بعضُها إلى حالاتِ الانقلاب التي قام أردوغان على أصدقائه ومنه التيار الإسلامويّ لفتح الله غولن (حركة الخدمة)، وهي شبكةٌ سريّة وقوية، عابرة للحدود. فقد كانت حركة غولن على علاقة تحالف ضمنيّ مع أردوغان، صيغته حماية السلطة مقابل كسب شرعية دينيّة منه، ولكن هذه العلاقة بدأت بالانهيار في شباط 2012. وحينها كان أنصار غوان يحتلون مناصب مهمة في مفاصل الدولة وبخاصة المؤسسات الأمنيّة، وبدأ الفراق بينها على خلفيّات الخلاف في الرؤى من بينها الموقف من المحادثات السريّة مع حزب العمال الكردستاني لحل القضية الكرديّة.
أصدر أعضاء من النيابة العامة مقرّبون من غولن مذكرة توقيف ضد رجل أردوغان القوي، هاكان فيدان، رئيس الاستخبارات التركية التي أشرفت على هذه المحادثات. منذ ذلك الحين ما انفكَّ غولن يُظهرُ نفسه قوةً سياسيّةً لا يمكن تجاوزها وسلطةٍ مضادةٍ لأردوغان. وفي كانون الأول 2013 كشف تيار غولن قضايا فساد تمسُّ مقربين من أردوغان ولكن الفضيحة لم تؤدِ لإسقاط حكومة حزب العدالة والتنمية. وبعد 3 سنوات ورغم عمليات التطهير، شارك تيار غولن بمحاولة الانقلاب الذي أسهم فشله بتنامي التيار الأوراسيّ من الجانبين، وكان غولن وجماعته المتهم الأول بتدبير محاولة الانقلاب. وردَّ غولن بأن أردوغان هو نفسه من دبّر العملية للتخلص من المعارضة. ما من مسافة زمنية كافية للنظر موضوعياً في الأمر ولا توجد معطيات تسمح بالتمييز بين الكذب والحقيقة ولكن يبدو أنه لا يمكن إنكار تورط تيار غولن في الانقلاب، وتوجيه الاتهام له أجّج المشاعر المعادية لأمريكا وخدم التيار الأوراسيّ.
يعيش فتح الله غولن في منفاه بالولايات المتحدة، منذ 1999 ما يجعل فريضةَ كونه عميلاً لأمريكا قابلة للتصديق مع رفض واشنطن تسليمه. وبعد توتر العلاقات الثنائية بين البلدين، ارتفعت وتيرة انتقاد لتسلط أردوغان عبر شبكاته الكثيرة في الولايات المتحدة. كما أصبحت مواعظه وخطبه وكتب الشباب مليئة بإشارات معادية للتقارب مع إيران وروسيا، المرتبطة في اللاوعي التركيّ بالشيوعيّة التي طالما حاربها غولن. وفي عام 2010 أمر بوتين بإغلاقِ كل مدارس غولن النشطة في روسيا، إذ بات مشكوكاً به لميوله الأمريكيّة، وما سرّع التحوّل الجيوسياسيّ نحو الأوراسيّة تقاعسُ واشنطن والحلفاء المفترضون عن إدانة الانقلاب فيما أدانت إيران وروسيا فوراً وتضامنتا بوضوح فيما لم يأتِ أيّ تعبير من جانب الغرب.
رؤية ضبابيّة
في ظروفٍ سياسيّةٍ إقليميّة تفتقرُ للاستقرار، يصعُبُ التهكنُ بمآلات الأحداث والحديث عن مستقبل وصلابة الأوراسيّة في تركيا، هل ستتمكن موسكو من إحداث خرقٍ في حلف الناتو وكسب أنقرة إلى جانبها؟ هل تملك واشنطن آليات سياسيّة رادعة تكفل  بالمحافظة على الحليف التاريخيّ، من المرجح أنّ الأزمة ليست عقائديّة بل متجذرة في طبيعةِ العلاقة بين تركيا وأوروبا وحالة عدم القبول. بالمقابل تستمرُّ المشاعر المعادية للغرب في تركيا وتتعزز أكثر في الأوساط الدينيّة التركيّة، متجاوزة الانقسام السياسيّ الداخليّ. والمسألة الأخرى تتعلق بطبيعة النظام السياسيّ وشخصية أردوغان المغامرة الذي وظّف حالة الرفض لإرادة واشنطن ليظهر بطلاً قوميّاً ويكسب السباقات الانتخابيّة بالتوازي مع العناوين الكبيرة بتحوّل تركيا إلى دولة محوريّة أساسيّة بالمنطقة.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle