الأم جيهان عمر: “العدوان التركي أبعد أطفالي عن جو الطفولة، لكننا نتمسك بأمل العودة”

تقرير/ نشتيمان ماردنلي – 

روناهي/ قامشلو- عائلة الأم جيهان عمر من العائلات التي تعرضت للتهجير القسري أثناء القصف المدفعي من قبل الاحتلال التركي على مدينة سري كانيه (رأس العين), حيث واجهت صعوبات كثيرة للوصول بأبنائها إلى منطقة آمنة، ولكن أمل العودة إلى الديار لم ولن تنفذ البت.

بدأ أهالي سري كانيه/ رأس العين بالنزوح قسراً باتجاه المناطق الداخلية في شمال وشرق سوريا وسط حالة من الهلع الكبير, بعيداً عن القصف الهمجي الذي بدأ بفعل الاحتلال التركي على المدينة، والذي تسبب منذ ساعاته الأولى بتهجير قسري لآلاف العزل من منازلهم.

“هجرنا قسراً تحت وابل من النيران الهمجية”

 افترشت المئات من العائلات النازحة قسراً من مدينة سري كانيه وأريافها الأرض في الليل بعدما تقطعت بهم السبل, واستلاء الاحتلال التركي ومرتزقته ممن يسمون أنفسهم بالجيش الوطني السوري على مدينتهم وبيوتهم, ومن بينهم عائلة جيهان عمر النازحة قسراً من سري كانيه والمقيمة في قامشلو.

وبهذا الخصوص ألتقت صحيفتنا مع جيهان عمر الأم لأربعة أطفال، والتي تحدثت عن رحلة نزوحها القسري وما مروا به خلال ذلك قائلةً: “سلب الاحتلال ممتلكاتنا في سري كانيه بأكملها، ومن بينها المحل التجاري الذي كان يعمل فيه زوجي، والذي كان يعين عائلتي، حيث أنه كان مصدر دخلنا الوحيد, سلبوا بيتنا وأراضينا وشتتوا جمع عائلاتنا, كنا متمسكين بحياتنا في سري كانيه بالرغم من التهديدات المتواصلة التي كانت تصل من الاحتلال التركي بإخلاء المدينة والبيوت وحالة التوتر والهلع، إلا أننا لم نستطع أن نتخلى عن أرضنا وبيوتنا إلا بقوة السلاح والمدافع الهمجية وتهجير قسري تحت وابل من النار العدوانية خوفاً منا على حياة أطفالنا, حيث خرجنا من بيوتنا لا نحمل معنا سوى حقيبة تجمع ملابس أطفالي, حفاة لا ندري أين سينتهي بنا المطاف, قضينا بعض الليالي عند الأقارب هنا وهناك, ظناً منا أننا سنعود خلال أيام قليلة لكن عندما طال المطال والأيام بنا هكذا قررنا القدوم إلى قامشلو والسكن هنا ريثما نعود”.

“نتمسك بأمل العودة ولن نتخلى عن هذا الأمل”

أضافت جيهان بأنه فور وصلوهم إلى قامشلو لجأوا إلى بيت أحد أقربائها الذين استضافوهم في بيتهم إلى أن انتقلوا إلى منزل استقروا فيه متأملين العودة القريبة لمدينتهم سري كانيه، وتابعت بالقول: “لا نتمنى شيئاً سوى لعودة إلى منزلنا, فبالرغم من مساعدة الأهالي لنا وعدم تقصيرهم في مد يد العون لنا من جميع النواحي لكننا نفتقر إلى هواء سري كانيه وأرضها”.

وأردفت جيهان بالقول: “أين كنا وأين أصبحنا؟ فبسبب العدوان التركي ابتعد أطفالي عن جو الطفولة في هذه الحرب, أنني أحاول بشتى السبل أن لا أجعلهم ضحايا للنزوح القسري وأن يعودوا إلى حياتهم الطبيعية، لكنني لا ألاحظ تأقلمهم مع المحيط, وبالرغم من ذلك نحن نتمسك بأمل العودة ولن نتخلى عن هذا الأمل فهو نجاتنا الوحيد”.