جل آغا/ أمل محمد –
أكدت المواطنة حفيفة أحمد من ناحية جل آغا، أن اللغة الكردية من اللغات القديمة، وعلينا التحدث بلغتنا الأم بكل فخر، مُشيرةً في الوقت عينه إلى أهمية تصعيد العمل من قبل القائمين؛ لتغدو لغةً رسمية في المؤسسات، والمدارس الحكومية، فتقدم الحضارات، وتطورها مقترن بمدى تعلق شعوبها بلغتهم، والاعتزاز بها.
اللغة الكردية من أعرق اللغات عبر التاريخ، مشتقة من لغات قديمة عديدة، واجهت تهميش، وانصهار من قبل الدول المستعمرة لموطن الكرد وكذلك الدول التي تتواجد فيها نسبة كبيرة من القومية الكردية، حيث لم يكن مسموحاً لهم التحدث، أو حتى التواصل فيما بينهم في المؤسسات الرسمية، في محاولةٍ منهم لطمس هذه اللغة، بالرغم من أصالتها.
التعلم باللغة الأم حقّ شرعيّ للقوميات كافة
حفيفة أحمد مواطنة خمسينية، تعتز وتفتخر بلغتها الأم، علّمت أولادها على عدم التخلي عن لغتهم، والتحدث بها على الملأ بكل فخر، في وقتٍ كانت هذه اللغة تتعرض لأبشع الحملات، لطمسها من قبل أنظمة عدة، حدثتنا قائلةً: “حق التحدث باللغة الأم حق شرعي للشعوب وللمكونات وللأطياف كافة، ولكننا حُرمنا من هذا الحق، ونحن نُشكل نسبة كبيرة من شعوب سوريا، ومع ذلك لم تُدرج لغتنا في المناهج الحكومية”.
وأضافت حفيفة: “كنتُ أستخدم مصطلحات كردية قديمة، حين أتحدث مع أبنائي، بالرغم من أنها مصطلحات لا تُستخدم في اللهجة العامية، بل هي مقتصرة على اللغة الكردية الفصحى، ولكن كنت أتعمد ذلك؛ ليكون أبنائي على دراية بمصطلحاتنا، وعدم الجهل بها”.
ونوهت حفيفة إلى أنها ليست ضد التعلم بلغات أخرى كاللغة العربية، بل أنها ترغب فقط أن يكون التعلم باللغة الأم، لأن للقوميات الأخرى حقّاً شرعيّاً بالتعلم باللغة الأم، وتابعت: “أشعر بالفخر لأن اللغة الكردية، تُدرّس في المدارس اليوم، وذلك بفضل القائمين، والمعنيين، نعم الأجيال السابقة لم تُسنح لهم الفرصة من التعلم باللغة الكردية، وأبنائي، والكثيرون مثلهم من هذه الأجيال، ولكن اليوم أحفادنا، والجيل الحالي، أُتيحت لهم فرصة ذهبية، وعليهم استغلالها، وعدم التفريط بها”.
اليوم العالمي للغة الأم
واسترسلت حفيفة حديثها: “اللغة هي معيار ثقافة الشعوب، أن تكون جاهلاً بمصطلحات لغتك، أو حتى بتاريخها أمر محزن، كل شخص عليه أن يعتز بلغته وبتاريخه، وبالتعلم بها، لا يعقل أن تتدّعي أنك من عرقٍ ما، وأنت لا يمكنك الكتابة، والقراءة بلغتك الأساسية”.
وفي خضم حديثها أشارت حفيفة إلى أهمية اليوم العالمي للغة الأم، الذي يُذكّر الشعوب كافة بعظمة هذه اللغة: “يُصادف الواحد والعشرون من شباط اليوم العالمي للغة الأم، ويعدّه البعض يوماً عادياً لكنه، فيما يتعلق بنا، هو يوم، ومناسبة خاصة، هو رد اعتبار عمّا عشناه في السابق، والمعاناة، التي كنا نخوضها في كل مرة، نرى الاستهتار بحق لغتنا دون أن نحرك ساكناً”.
اللغة الكردية وثورة روج آفا
وفي ختام حديثها بيَّنت حفيفة، أن ثورة روج آفا كان لها الدور الأبرز في إعادة إحياء اللغة الكردية: “كانت ثورة روج آفا الشعاع الأول، الذي أعاد اللغة الكردية إلى الواجهة للنطق، وللتكلم بها مثل باقي الشعوب، واليوم الهجمات عديدة ومستمرة من أجل القضاء على لغتنا، ونحن نقول: إنها عزنا، وشغفنا، وهويتنا، التي لن نتخلّى عنها، وسنوُرث أبناءنا حبنا، وتعلقنا بهذه اللغة”.
