سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الأسس الفكريّة لثورة 19 تموز

رامان آزاد

ما حدث في سوريا في آذار 2011 كان إرهاصات ثورة جماهيريّة توفّرت كل أسبابها، واستوفت شروطها للتغيير وإنجاز التحوّل الديمقراطيّ وحلِّ كل القضايا المجتمعيّة وفي مقدّمتها قضية كرد سوريا، ولم يكنِ الموقف في شمال وشرق سوريا مُخالفاً لإرادةِ السوريين بالتّغييرِ، ولكنّها لم تكن في واردِ الارتجال أو الاستدراج إلى العنف، فآثرت التوقفِ واستعراض مجرياتِ الأحداثِ وقراءتها بتأنٍ واستفاضةٍ، ولذلك جاءت ثورة 19 تموز تصويباً للمسارِ الثوريّ والوطنيّ.

لا ثورة بدون أساس فكريّ

لا بد لدى الحديث عن أيّ ثورةٍ البدء من الأساس الفكريّ لها، والذي يوجّه العمل الثوريّ، ويمكّنه من تقييم الأداء وتصويب البوصلة وتصحيحها، وإن كان صحيحاً أنّ الثورة تعبيرٌ عن حالة رفض، إلا أنّه من الضرورة أن يقترن بديناميات التغيير، وإلا ولذلك ارتبطت الثورة الفرنسيّة كواحدة من أكبر ثورات العصر الحديث بعدد من المفكرين من أمثال جان جاك روسو والتنويريين مثل فولتير وديدرو ودالمبير وروبسبير وميرابو مونتيسكو، هؤلاء الذين كانت لأفكارهم الأثر الواضح في الثورة سواء بالتمهيد لها بتعبئة الجماهير أو مواصلتها عبر مراحلها التي استمرت لعقدٍ، فيما كانت الثورة البلشفيّة ترجمةً روسية لفلسفة ماركس قادها أمثال فلاديمير لينين وليون تروتكسي، كما ارتكزت في عمقها على مادية لودفيغ فيورباخ وجدليّة فريدريك هيغل.

من المؤكد أنّ التراث الثوريّ العالميّ فيه الكثير من النماذج، كُتب لكثير منها النجاح، وفشلت الكثير أيضاً، وكانت التكلفة كبيرة، ذلك لأنّ الثورة ليست عملية استنساخ لنموذج محددٍ يصلح في كلّ المجتمعات، ولذلك فإنّ العامل الأكثر أهميّة الذي يحددُ نجاح الثورة وكلفتها يتعلقُ بدرجةِ أساسيّة بفهم طبيعة المجتمع وتراثه وتاريخه ومعتقداته والنماذج السياسيّة القائمة فيه وربط كلّ ذلك بالسياق الدوليّ.

كانت ثورة 19 تموز ثورةَ المجتمع، متجاوزةً مفاهيمَ النخبِ والطليعةِ أو الطبقة والفئة التي تتطلع إلى حيازة السلطة، كما لم تكن استجابةً لمتغيّر مرحليّ طارئ، لأنّها حينئذ لا تتجاوز البعد السياسيّ وتصبح انقلاباً للاستيلاء على السلطة، لأنّ الثورة بمعناها الأخلاقيّ هي انتقالٌ مجتمعيّ من حالةِ العقمِ والانقطاع إلى الإنجاز والتواصلِ، وإنهاءِ الوصايةِ والفسادِ والتضييقِ على الحريات، وحالات الخوف، وبالمجمل هي تحصينٌ للحياة في المجتمع، وبذلك فهي ليست مشروعاً ينتهي بسقفٍ زمني محددٍ، بل منفتحة الآفاق على التطوير.

انطلاقة في ظروفٍ معقدة

من المؤكد أنّ تاريخ 15/3/2011 يشكل علامة فارقة في تاريخ سوريا المعاصر، فقد تم تجاوز قواقع الخوف وكسر قوالب الخوف، وخرج الآلاف إلى الشوارع يرفعون الصوت بمطالبَ مُحقّة، إلا أنّ هذا الحراك الشعبيّ غير المسبوق سرعان ما تم الاستيلاء عليه ومصادرته، ودفعه إلى مسار تصعيديّ، ورُفع شعارُ “إسقاطِ النظام”، ومن الطبيعيّ أنّ من في السلطةِ غير مستعدٍ للتنازل عنها، ما أدّى إلى صراعٍ بين طرفين يسعى أحدهما لحيازة السلطة والآخر للاحتفاظ بها، واُختزل ذلك بعنواني الثورة والمؤامرة، وبذلك كان تبادلُ العنفِ هو النتيجة. فيما كان الدخولُ المسلّحُ إلى القرى والبلدات والمدن سقوطاً مريعاً للثورةِ، والحديث عن سنة أو أكثر من الحراك السلميّ ينافي كلّ الحقيقة، فقد أُعلن عن تشكيل مجموعات مسلحة اعتباراً من حزيران 2011 ووقعت أحداث جسر الشغور في 3/6/2011، واستمرت لأيام، وتدحرجت الأحداث إلى مزيد من العنف، وكلّ تصعيد لطرف في منطقة كان يُقابل بتصعيدٍ للطرف الآخر في منطقة أخرى.

وبذلك شهدتِ الجغرافيا السوريّة منذ البداية حالاتِ تسلّحٍ عشوائيّة وفوضى لانتشار السلاح الذي تدفقَ عبر الحدود ليكونَ عاملَ تأجيج الصراع، وسرعان ما وقعتِ الثورة السوريّة في جملةِ أفخاخٍ منها السعيُ للسلطةِ والخطابُ الفئويّ والمذهبيّ، ولتصبحَ سوريا خلال فترةٍ وجيزةٍ ميدانَ حربٍ عالميّةٍ تجسّد صراع إرادات متناقضة، وكلٌّ يحاولُ فرضَ أجندته الخاصة، ويحسّن شروط تفاوضه من أجل مصالحه عبر المفصل السوريّ.

ولذلك لا يمكن تقييم ثورة 19 تموز بمعزل عن الظروف التي انطلقت فيها والتي في غاية التعقيدِ، والبلاد تشهدُ وقتها صراعاً على جبهاتٍ عديدةٍ، وتقطعتِ الطرقُ بين أنحاء البلاد المختلفة، فامتلكت رؤية متوازنة متحررةً من الارتجالِ وردّ الفعلِ، وكانت تأكيداً لحالةِ وعي جماهيريّ، وتجاوزت الذاكرة الكرديّة المثقلة بالألم وسويات مختلفة من الإقصاء والتهميش والحوادث الأمنيّة في مناسباتٍ كثيرةٍ.

ثورة سوريّة وطنيّة

في 19 تموز عام 2012م أخذَ أبناء شمال وشرق سوريا مساراً آخر، وقادوا ثورةً سوريّةً وطنيّةً جعلتِ الوطنَ والمواطن هدفاً لها، ولم تكن السلطة معياراً أو محرّكاً لمسيرتهم، وبذلك انطلقت على أسسٍ صحيحةٍ وسليمةٍ، وارتكزت إلى عبرة الماضي ورؤية استشرافيّة للمستقبل وقراءةٍ دقيقةٍ للواقعِ وفهمِ المعطيات التي برزت فيه، ولذلك جعلت مواجهةَ إرهابِ المرتزقة أولويةً لها، واستطاعت تجاوزَ حالات صدام المشاغلة مع غير المرتزقة، من منطلقٍ وطنيّ يحدّد الأولويات ويقتضي إرجاء كلّ الخلافات والتحفظات لتُحلَّ بالحوار إذا أُتيحت الفرصة، وكان التمييز واضحاً بين ثلاثيّة (الوطن والدولة والنظام)، والموقف صريحاً تجاه الإرهاب بأن لا حوارَ ولا هدنة.

لم يكنِ الطريقُ الثالث مساراً سياسيّاً بل كان خياراً وطنيّاً جامعاً، ومن السطحيّةِ بمكانٍ الإشارةُ إلى هذا الخيارِ بأنّه الخط الوسطيّ، إذ لا إمكانَ لقياسِ الوسط، وما لم يُعرف حدّاه لا يُعرفُ له وسطٌ. والمقصود بالخطُ الثالث أنّه مستقل بذاته، رغم الاتهامات الموجهة بالرماديّة، فكان الخيارُ سوريّاً وطنيّاً، يتمثلُ بالديمقراطيّة حلاً شاملاً للأزمةِ السوريّةِ، وكان ذلك نتيجةً طبيعيّةً لاستقراءِ تفاصيلِ الأزمةِ وتداعياتها والتماسِ الحلِّ لها والتصدّي لسوءِ الفهم التاريخيّ بين الشعوب السوريّةِ، أي أنّها تبنّت توصيفاً اعتباريّاً للأزمةِ وحالة المجتمعِ السوريّ ككلّ، دون حصرها واختزالها في قوالب  قوميّة أو طائفيّاً أو فئويّة أو سلطويّة، فالمطلب الجوهريّ رفضُ الفسادِ والاستبدادِ والقمعِ والملاحقة الأمنيّة والإقصاء والتغييب الثقافيّ، وتحقيقُ الحريات والديمقراطيّة وتطويرُ بنيةِ المجتمعِ دون انغلاقٍ في أيّ إطار وجعلِ الوطنيّةَ السقفَ الأعلى لكلّ السوريين، يمارسون في ظلها خصوصياتِهم الاجتماعيّةِ والثقافيّةِ والتراثيّةِ.

منح الخيارُ الوطنيّ ثورة 19 تموز المناعةَ الفكريّة الكافيةَ فلم تُستدرج إلى أتونِ الصراع المسلح ودوامة العنفِ الطائفيّ والمناطقيّ على الأرض السوريّة، ولم تتطاول على المرافقِ العامةِ والخدميّة، بل حافظت عليها إذ أنّها لا تخصُّ نظاماً سياسيّاً أو أفراداً، وعملت على مأسسةِ المجتمع وتفعيلِ الدورِ الخدميّ للمؤسسات، ولم تكن بمنأى عن محاولاتِ المعارضةِ باستهدافها وكيل اتهاماتٍ متناقضة تارةً بموالاة النظام وطوراً بالتقسيمِ والانفصال، وواصلت لعبَ دورٍ هدّامٍ لتوصل البلاد إلى حالةِ انقسامِ الفكريّ وتغليبِ لغةِ السلاحِ والعنفِ لكلّ ما يخالفها وضرب العناصر الوطنيّة السوريّة. فيما ركنت حكومة دمشق إلى الحلّ العسكريّ وعلى دور حليفيها في أستانه وكسبت من خلال المتغيرات الميدانيّة وتجميع كلّ المرتزقة في المناطق التي احتلتها أنقرة مزيداً من الوقتِ وتبنت خطاباً إعلاميّاً مضاداً للإدارةِ الذاتيّة.

ثورة استقت قوتها من مناهل الديمقراطيّة

بمقابل ذلك فإنّ من أهمِ ثوابت ثورة 19 تموز عدم النظر إلى أيّ طرفٍ سوريّ آخر من موقع العداوةِ أو الرفضِ، وعلى هذا الأساسِ لم تبادر إلى أيّ عملٍ عدائيّ، بل توخّتِ السلميّة في منطلقها وسياقها فكراً وعملاً، وطرحت مبادرات الحلّ السياسيّ السلميّ في كثيرٍ من المناسبات، آخرها مبادرة من تسع نقاط حددت فيها العناوين الأساسيّة للحل السياسيّ ومنها الحفاظ على وحدة سوريا إطاراً للحلّ السياسيّ والاعتراف بالحقوق المشروعة لسائر الشعوب التي تشكِّل المجتمع السوري، والنظام الديمقراطيّ والتوزيع العادل للثروات الموارد الاقتصاديّة الوطنيّة، ومكافحة الإرهاب وإنهاء الاحتلال التركيّ للأراضي السوريّة وعودة اللاجئين السوريين والاستعداد لاحتضانهم.

لم تختلف مواقف طرفي الصراع إزاء قضية الكرد في سوريا، منذ البدايةِ، واستمرت كذلك حتى اليوم، وكلاهما يتطلع إلى نهاية الأزمةِ وفقاً لحساباته، ولكن ليس لحلٍّ شاملٍ يأخذ بالاعتبار أسبابِ الأزمةِ ويستجيب لمطالب السوريين واستحقاقات المرحلة وآمال المستقبل، واتهموا مشروع الإدارة الذاتيّة بأنّها مسعى قوميّ انفصاليّ يستهدفُ تثبيتَ واقعٍ فرضته ظروف الأزمة. والواقع الافتراضيّ الذي يستندون إليه هو الترجمة المباشرة للأمن القوميّ التركيّ، وفي كلّ بيانات اجتماعات آستانا بنود تتضمن هذا المعنى.

صحيح أنّ ثورة 19 تموز كانت ثورة كرد سوريا في منطلقها ولكن بمعايير عصريّة وأصيلة وبأبعاد وطنيّة بامتياز، فلم تنغلق على ذاتها ولم تأسرها النزعة القومويّة والدوافع الانتقاميّة، بل استقت قوّتها من مناهلِ الفكر الديمقراطيّ، لتكونَ رائدة التغيير وترسم معالم مستقبل أفضل لسوريا ديمقراطيّة تعدديّة، وتكون دعوة مفتوحةً للحوار الوطنيّ، وبندقية مصوّبة إلى الإرهاب.

ربيع الإخوان وربيع الشعوب

ما تمّ تداوله باسم الربيع العربي لم يكن إلا غطاءَ لتميكن الإسلام السياسيّ ممثلاً بالإخوان المسلمين من الوصول إلى السلطة، واحتاجت مصر وتونس لاحقاً لمرحلة مراجعة وإقصاء الإخوان، ووصلت إلى المفصل السوريّ بالأهداف نفسها، ومعلومٌ أنّ التنظيم الإخوانيّ تأسس عام 1928 بعد جدل سنواتٍ على خلفيّة إلغاء مصطفى كمال أتاتورك للدولة العثمانيّة وخلافتها المزعومة، فاجتمع المتباكون على ضياع ما سموه “الخلافة الإسلاميّة” وأسسوا التنظيم، وبمجرد أن أنهى حزب “العدالة والتنمية” نموذجه الإسلاميّة وأطلق شعار “العثمانيّة الجديدة” ردد الإخوان صداه.

الإدارة الذاتية في جوهرها تقوم على أساسِ فكرةِ “الأمة الديمقراطيّة” العابرة لكلّ الاختلافات الإثنيّة والدينيّة والمناطقيّة، وبذلك كانت دعوةً صريحةً لربيع حقيقيّ لشعوبِ المنطقة. وبذلك أسقط كرد سوريا التوقعات واعتقدوا أن المظلوميّة الكرديّة المثقلة بالألم وبخاصة أنّهم لهم قصب ٍالسبق في هذا المجال في آذار 2004، وبذلك فإنّ لديهم دوافع الانتقام التي يمكن استثمارها. إلا أنّ المشروع الديمقراطيّ تجاوز حدود التوقع وجاء الانتقام بصيغة مختلفة، ولم يستهدف فئات أو مجموعات ولا حتى أشخاصاً بل نموذج الفكر الشموليّ الإقصائيّ الذي يمارس الوصاية على الوطن والمواطن.

طرح فكرة الأمة الديمقراطيّة لم يكن وليد ظروف الأزمة السوريّة، بل كان يسبقها وطرحها القائد عبد الله أوجلان في سلسلة مرافعاته حلاً شاملاً لأزمات الشرق الأوسط، ويقول: “إذا كانت الأمةُ الديمقراطية روحاً، فإن الإدارةَ الذاتيةَ الديمقراطية هي جسدها، فكما الجسد لا يجب أن يكون بدون روحٍ، وكذلك الروح لا يجوز أن تكون بدونِ جسدٍ، وهكذا، فالأمةُ الديمقراطية لا تكون بدون الإدارة الذاتية الديمقراطية ولا تكون الإدارة الذاتية الديمقراطية بدون الأمة الديمقراطية”.

نموذج لحلّ الأزمة

ما تطرحه الإدارة الذاتيّة ينطلقُ من إدراكٍ عميقٍ لوحدةِ القضيةِ السوريّة، وأنّها يجب أنّ يتضمن الحلّ الشامل في تفاصيله حلاً لكلّ القضايا، وأنّ حلّ قضية كرد سوريا يجب أن يكونَ في سياقِ الإطار الوطنيّ السريّ الجامع، والغريب أنّ مثل هذه التصريحات تصدر من موسكو وهي التي رعت توقيع مذكرة التفاهم بين مجلس سوريا الديمقراطيّ وحزب الإرادة الشعبيّة في موسكو في 31/8/2020 بحضور وزير الخارجية الروسيّ سيرغي لافروف. وتضمنت المذكرة الحفاظ على وحدة سوريا، وبذلك كانت قناةَ حوارٍ واختباراً للجديّةِ في إنهاء معاناةِ السوريين اعتباراً من مكافحة الإرهابِ وإنهاء الاحتلالِ التركيّ مروراً بالأزمةِ الاقتصاديّة وتحسينِ الوضعِ المعيشيّ وتجاوز العقوباتِ وصولاً إلى عودة اللاجئين وإعادة الإعمار.

 كما عقدت الإدارة الذاتيّة العديد من اللقاءاتِ الحواريّة الموسّعة مع الأحزاب والشخصيات الاعتباريّة والوطنيّة للتعريف بمشروع الإدارة الذاتية وأطرها الفكريّة ومناقشة سبل إنهاء الأزمة، في مسعى للاستثمارِ الوطنيّ للمعاركِ التي خاضتها قوات سوريا الديمقراطية في مواجهةِ الإرهابِ حتى الجيبِ الأخير في بلدةِ الباغوز في 23/3/2019.

أثبتتِ الأيامُ صوابيّة المنهج وبُعد رؤيةِ ثورةِ 19 تموز، فيما استمرتِ الصراعُ المسلحُ مطعماً بجنسياتٍ أجنبيّة قدمت إلى سوريا تحت عنوان “الجهاد” فأوغلت في دماءِ السوريين وتقطيعِ البلاد وتكريس المذهبيّة، وعجزت الجولات المكوكيّة لمباحثات جنيف وأستانة وسوتشي عن إيجاد أيّ مقاربة للحلّ السياسيّ، والنظام السياسيّ لم يغادر موقعَ الخطابِ القوميّ الأوحد، وحصر في نفسه ثلاثيّة (الوطن والدولة والنظام)، فيما واصلتِ المعارضة انشطارَها وانقسامَها على نفسها بتعددِ الجهاتِ الخارجيّةِ الداعمة لها، فتعددت منصاتُها وتبادلت فيما بينها خطاباتِ التخوين، وتحول مسلحوها إلى مرتزقة بيد أنقرة فكانوا أداة احتلال مناطق سوريّة، أضحت ملاذات آمنة للهاربين من مرتزقة “داعش”.

أياً كان ما تطرحه الإدارة الذاتيّة فهو مبادرةٌ سلميّة سياسيّة سوريّة ولذلك تستحقّ الحوار حولها وبخاصةٍ بعد مرور عقدِ من عقمِ المبادراتِ وزيادة التدخلات الخارجية وحجم المآسي التي لحقت بالسوريين، وإذ لا يمكن لأيّ ثورة أن ادعاء العصمة وعدم وقوع الأخطاء في مسارها، إلا أنّ ثورة 19 تموز لم تأخذ صيغتها النهائيّة بسبب العدوان التركيّ المستمر وتهديد الإرهاب وتوقف مسار الحلّ السياسيّ.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle