سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

استهدافُ أتباعِ الديانة الإيزيديّة… وجهٌ آخر للتغييرِ الديمغرافيّ

رامان آزاد_

لا تنحصرُ عمليّةُ التغييرِ الديمغرافيّ على تهجيرِ السكانِ المحليين وإحلالِ آخرين غرباء عن المنطقةِ محلهم وإسكانهم دورهم، بل تشملُ كلَّ عملياتِ انتزاعِ الملكياتِ ومشاريعِ الاستيطانِ، وصولاً إلى عمليةِ التغييرِ الممنهجِ لثقافةِ المنطقةِ المحتلةِ وفرضِ اللغةِ والتضييقِ على عاداتِ وتقاليدِ المنطقةِ الأصيلةِ، وفرضِ عقائدَ مختلفةٍ وتقييدِ الحريّةِ الدينيّةِ، إضافةً إلى حوادث الاعتداء من قِبل المستوطنين على الأهالي، ولذلك كانت محنةُ الكردِ من أتباعِ الديانةِ الإيزيديّةِ مضاعفةً في عفرين المحتلةِ.
عوائل مستوطنة تعتدي على الأبِ والابن والصهر
 ذكرت مؤسسة إيزدينا أنّ مستوطنين ينحدرون من ريف إدلب، اعتدوا على ثلاثة مواطنين إيزيديين من عائلة واحدة في قرية بعيه/ باعي، الأحد 15/5/2022، استقواءً بمرتزقة “فيلق الشام”.
فقد اعتدى مستوطنون ينحدرون من قرية فطيرة التابعة لناحية كفرنبل ــ منطقة معرة النعمان، على المواطنين: موسى شيخ علي نبو (50 سنة)، وابنه إبراهيم شيخ علي نبو (23 سنة)، وصهره تحسين نبو (20 سنة)” لمنعهم المستوطنين من رعي أغنامهم في أرضهم المزروعة بأشجار الزيتون.
وبادر المستوطنُ صاحب الأغنام إلى شتم المواطنِ موسى نبو عندما طلب منه إخراج الأغنام من الحقل، وإلا فإنّه سيتقدم بشكوى ضده لدى فصيل “فيلق الشام”، فردَّ المستوطن: “شو ما بيطلع بإيدك سويه برجلك”، وتهجم عليه وضربه، وأرسل ابنه لطلب المؤازرة من أقربائه، الذين حضروا على الفور واعتدوا على المواطن موسى وابنه وصهره.
يُذكر أنها ليست المرة الأولى التي يعتدي فيها المستوطنون على المواطن الإيزيديّ موسى شيخ علي نبو، فقد سبق أن تعرض للاعتداء عليه والشتم أكثر من مرة، واستولى مستوطنون على منزل والده الموجود في القرية. ومن قصص التنمر أيضاً، أنّ ابن مرتزق مسلح مستوطنٍ في قرية معراته، أقدم الأسبوع الماضي على رعي الأغنامِ وسط حاكورة المواطن جلال مصطفى سيدو، ليتدخلَ مع زوجته أمينة لتوبيخه وطرده، لتداهم بعدها مجموعة من المستوطنين “رجال ونساء” وتتشاجر معهم بالأيدي، فتدخلت على إثرها القوى الأمنيّة لفضِّ العراك، واقتيد الجميع إلى المقر الأمنيّ، حيث أُجريت مصالحة بينهم.
حتى السنة الجاية ما رح تضل إلكم أراضي
 القادمون إلى عفرين ليسوا نازحين بأيّ شكلٍ، بل جاؤوا إليها محتلين، وفي حوادث عديدة قالوا بوضوح لأهالي عفرين: الأرض لنا، وليس لكم شيء! وفي بدايةِ احتلالِ عفرين صدرتِ التعليماتُ لمتزعمي المرتزقة بألا يدعوا الكرديّ لشأنه حتى يروه يمشي حافياً في الشوارع!
في قرية باصوفان اعتدى مستوطنون يوم الأحد 14/5/2022، على مواطنين كرديين إيزيديين شقيقين: فتحي عزت بركات (21 سنة)، وبركات عزت بركات (23 سنة)، بسبب منعهما لهم من رعي أغنامهم في أرضهم. والمستوطنون المعتدون ينحدرون من قرية معصران بريف معرة النعمان، جنوب إدلب.
الشقيقان حضرا إلى أرضهم المزروعة بالعدس لخدمتها وإزالة الأعشاب والحشائش الضارة، وتفاجآ بوجودِ مستوطنين فيها وبينهم نساء فطلبا منهم مغادرة المكان، إلا أنّهم رفضوا، وتهجموا على الشقيقين وضربوهما بشدّةٍ. وشاركت النساء في الاعتداء والضرب باستخدامِ “مجرفة”، وأطلقن السباب والشتائم، وقال أحد المستوطنين مهدداً: “حتى السنة الجاية ما رح تضل إلكم أراضي، وهاي الأرض رح ناخدها، وما رح يبقى عندكم شي”.
من المؤكد أنّه لا يوجد نازح يخاطب أصحاب الأرض بهذه اللغة، وهذا ما ينفرد به “النازحون” في عفرين فقط. وهؤلاء الذين يرفعون شعاراتِ الدين والمظلوميّة المذهبيّة، استولوا على منزل المواطن حنان ناصر عربو في القرية نفسها وحوّلوه إلى مسجد ويُجبرون الأهالي أحياناً على ارتياده!

تحت التهديد… مستوطن يمنع إقامة عرس
 ذكرت مؤسسة إيزدينا أن مستوطناً في قرية باصوفان الكرديّة الإيزيدية منع السبت 14/5/2022، إقامة حفل زفاف لأحد أبناء القرية، وهدد بتحطيم جميع معدات الاحتفال واعتقال الموجودين.
المستوطن يدعى “أبو يوسف”، (40 سنة) وينحدر من الغوطة الشرقيّة، منع من إقامة حفل عرسٍ للشاب بشار جنيد (21 سنة)، والذي كان مقرراً أن يبدأ “حفل الزفاف” في الساعة الثالثة مساءً، ولكن المستوطن هدد ذوي العريس بإحضار مجموعة مسلحة من أمنية “فيلق الشام” لتحطيم جميع معدات الصوت والآلات الموسيقية واعتقال الموجودين بحال لم يتم إلغاء العرس.
وحاولت عائلة العريس إقناع المستوطن لاستكمال الحفل، إلاّ أنّه رفض وأصرّ على إلغاء الحفل خلال دقائق، تحت طائلة التهديد بإحضار مرتزقة مسلحين لتنفيذ وعيده، ووبّخ الحضور دون التفريق بين النساء والرجال، وعاب على النساء ملابسهن وكذلك الموسيقا، واتهمهم بقلةِ الأخلاقِ.
واضطرت عائلة العريسِ لإلغاءِ الحفلِ حرصاً على سلامةِ الحضورِ من سكانِ القريةِ والضيوفِ من القرى المجاورةِ.
المستوطن المدعو “أبو يوسف” لديه علاقات وثيقة مع مرتزقة “فيلق الشام” الذين يسيطرون على القرية الإيزيدية بما فيهم أقرباؤه، ويسكنُ في منزلٍ مستولى عليه لمواطنٍ كرديّ مهجّر، كما استولى على محلٍ لبيعِ الفولِ والفلافلِ.
تهمة مُلفقة وسجن لست سنوات على مواطنة إيزيديّة
 ذكرت مؤسسة إيزدينا أنّ ما تسمّى بـ “المحكمة المدنية” التابعة للاحتلال التركيّ في مدينة عفرين المحتلة، أصدرت حكماً بالسجن لمدة ست سنوات على المواطنة الكرديّة الإيزيديّة غزالة منان سلمو من أهالي قرية باصوفان، بتهمةٍ ملفّقةٍ لا تستندُ لأيّ دليلٍ.
ووجّهت للمواطنةِ غزالة تهمة محاولة قتل المرتزق في “فيلق الشام” والمسؤول الأمنيّ عن قرية “باصوفان” المدعو “حمزة أبو زيد، وقد طعن محامي المواطنة غزالة بالحكم التعسفي الصادر بحق موكلته لعدم استناده إلى أية حقائق أو دلائل.
وكان مرتزقة “فيلق الشام” قد اعتقلوا المواطنة غزالة من منزلها في قرية باصوفان الإيزيدية في 4/12/2020، واقتادوها إلى سجن في قرية إيسكا/ إسكان، وطلبوا فدية ماليّة من عائلتها مقابل تحويلها إلى سجن “الشرطة العسكريّة” الكائن بجانب سجن عفرين المركزيّ المعروف باسم سجن ماراته/ معراته.
وعلى خلفية اغتيال المرتزق “أبو زيد” فُرض الحصار الكامل على قريتي باصوفان وبعيه وشنّ مرتزقة “فيلق الشام” حملة اعتقالاتٍ واسعةً في قريةِ “باصوفان” في 4/12/2020، واُعتقل 11 مواطناً، وأفرج عن عشرةِ مواطنين نتيجة ضغوط منظمات حقوقيّة دوليّة، وقد مات المدعو “أبو زيد في مشفى تركيّ في 19/12/2020، إثر انفجار لغم أرضيّ زُرع على الطريق بين قريتي باصوفان وبعيه/ باعي، وكان برفقةِ الضابط التركيّ “محمد آلتون” الذي قُتل بالتفجيرِ نفسه.
مشاريع استيطانيّة في قرى إيزيديّة 
في سياق خطة التغيير الديمغرافيّ لم تكتفِ سلطات الاحتلال التركي بتهجير سكان قرية بافليون الأصليين، لتقوم في مطلع تشرين الثاني 2020، بتوزيعِ الأرض على عوائل المرتزقة والمستوطنين الموالين لها لبناءِ مستوطنةٍ في القرية الكرديّة الإيزيدية في ناحية شران، ويأتي ذلك بعد تهجير سكان القرية بالكامل، وعدم السماح لهم بالعودة إلى قريتهم حتى اليوم.
ووزعت السلطات التركيّة الأرض بالمجان عبر المجلس المحليّ التابع لها على 70 عائلة من المستوطنين المنحدرين من ريف حلب الشمالي وعوائل المرتزقة لتوطينهم في محيط جبل قرية بافليون الإيزيدية باسم “مخيم التعاون”، بدعمٍ وتمويلٍ من المنظمات الإخوانيّة في قطر والكويت، وأُعطيت كلّ عائلة مبلغ 200 دولار أمريكيّ لبناء دور سكنيّة لهم.
في قرية شاديره/ شيح الدير الإيزيديّة، اُفتتحت في 29/3/2022، المرحلة الثانية من مشروع قرية بسمة الاستيطانيّة، وتضم ثماني عمارات جديدة مكوّنة من 125 شقة سكنيّة، وتم تداول أنّ عدد المستفيدين يتجاوز 600، جرى نقلهم من الخيام، وأُعلن أن العملَ مستمر لبناءِ ست عمارات جديدة.
وكانت المرحلة الأولى من قرية بسمة الاستيطانيّة قد افتتحت الثلاثاء 5/10/2021 بريف عفرين المحتلة، وضمّت 96 شقة سكنيّة موزعة على ثماني كتل يتألف كلّ واحدة من 12 شقة سكنية، بمساحة 45 م2 لكلّ شقة. وكانت جمعية الأيادي البيضاء قد تولت بناء قرية بسمة بدعم من جمعية تنمية الكويتيّة، إلا أنّ تمويلات كبيرة وصلت من جمعيات في العديد من مدن وبلدات الأراضي الفلسطينيّة (فلسطينيو ــ 48) وفي مقدمها جمعية العيش بكرامة. وتشمل القرية على مرافق ملحقة وهي: مركز صحيّ، مسجد، معهد لتحفيظ القرآن، فيما يستمر العمل على بناء مدرسة.
وتمّ بناء مستوطنة “بسمة” على أرضٍ مستولى عليها وتعود ملكيتها للمواطن زياد حبيب من أهالي قرية شاديره، وتُقدّرُ مساحتها بـ 10 آلاف م٢، وكانت عبارة عن حقلٍ زيتون، يضمُّ نحو 150 شجرة تم قلعها بالكامل، وتقدم المواطن زياد باعتراضٍ على بناءِ المستوطنة على أرضه إلا أنَّ مرتزقة “فيلق الشام” هددوه بالقتلِ بحال استمراره بالاعتراض، ما أجبر على التنازل عن أرضه خوفاً على حياته دون أيّ تعويضٍ.

بعد سنواتِ الترهيبِ افتتاحُ مدرسة للإيزيديين
في 1/2/2022 وفي سياقِ محاولةٍ لتجميلِ الاحتلال، افتتحت سلطاتُ الاحتلالِ التركيّ مدرسة قرية برج عبدالو/ برج عبد الله بريف عفرين المحتلة لتدريس الأطفال الإيزيديين تعاليم الدين الإيزيديّ، إضافةً لتدريسِ المنهاج المعتمد من قبل “مديرية التربية والتعليم” التابعة للاحتلال، إلى جانبِ تدريسِ اللغات الكرديّة والعربيّة والإنكليزيّة، وتم تداول خبر أنّه من المقرر افتتاح مدرستين إضافيتين، الأولى في قرية قيبار/ الهوى، والثانية في قرية باصوفان.
والواقع أنّ العمليةَ لا تتجاوزُ الإعلانَ والدعاية، وتعتري الأهالي داخل عفرين وخارجها مخاوف من تسييس ديانتهم لتكونَ قناة اختراق ثقافيّ إلى عقولِ الناشئة، ومردّ الخشية إلى الديانة الإيزيديّة المعروفة باعتماد مبادئ الفطرة الطبيعيّة والمتسامحة ستتعرضُ للأدلجةِ عبر تعليم الأطفال الإيزيديين وأن يُعتمد منهاجٌ دينيّ مسيّس، وبخاصةٍ أنّ الديانة ليس لها منهاج تعليميّ ولذلك سيتم اعتماد التعليم الشفهيّ أساساً، فيما عدا المنهاج الذي تم اعتماده من قبل الإدارة الذاتيّة وهو مرفوض مطلقاً.
 وأتُخذ من منزل أحد المواطنين الإيزيديين مقراً للمدرسة وتم تعيين مدرسين من قبل الإيزيديين أنفسهم لتعليم التلاميذ، ويتم تدريس 32 طالبة وطالب من مختلف الأعمار في المدرسة حالياً، وبالمجمل ليس لدى الأهالي وأطفالهم رغم تخوفهم أيّة خيارات تحميهم من الحملاتِ الدينيّةِ الممنهجة، أو إجبارهم على الاعتناق القسريّ للدين الإسلاميّ وفق عقيدتهم.
وأشارتِ اللجنة الأمريكيّة للحريات الدينيّة الدوليّة USCIRF في تقريرها السنويّ الذي صدر في 28/4/2020 إلى “أنَّ المنظماتِ الحقوقيّة وثقت قيام الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا بتدمير المواقعِ الدينيّةِ وإرغام الإيزيديين في منطقة عفرين على التحوّلِ إلى الدين الإسلاميّ”.
في 23/9/2021، تمّ افتتاح “مدرسة إمام وخطيب” الدينيّة على أنقاض مقر “الاتحاد الإيزيديّ” الذي تمّ تدميره بعمليةِ تفجيرٍ من قبلِ المرتزقة، بعد احتلالِ مدينة عفرين، كما تمَّ تدمير تمثال النبي زرادشت، وقبة لالش. وبقي الموقعُ ركاماً إلى أنّ وُضع حجرُ الأساسِ لبناء مدرسة في 29/7/2020، وقامت جمعية “الأيادي البيضاء” بتنفيذ المشروع، بتمويلٍ من جمعية الشيخ عبد الله النوريّ الكويتية، وإشراف ما يسمّى “مديرية التربية والتعليم”، وليتحوّل لاحقاً إلى مدرسة “الإمام والخطيب” الدينيّة.
انتهاكات مختلفة ومحاولة تجميل
يتوزع الإيزيديون على 22 قرية في عفرين بعضها إيزيديّة بالكامل، وكان تعدادهم يتجاوز 25 ألف نسمة، فيما نسبة من تبقى لا تتجاوز 10% معظمهم من المسنين الذين آثروا البقاء للحفاظِ على أملاكهم، وقرية باصوفان على سبيل المثال المؤلفة من 300 منزلاً، وعدد سكانها نحو ألفي نسمة، من الكُرد الإيزيديين، عاد ت إليها فقط 75 عائلة (200 نسمة)، والبقية مهجّرون قسراً، فيما تمَّ توطين نحو 150 عائلة (ألف نسمة).
يذكر أنّ عشراتِ المواطنين الإيزيديين اُختطفوا بينهم نساء، كما تعرض مواطنون إيزيديين للقتل، منهم على سبيلِ الذكر المواطن عمر ممو الذي اُستشهد في 10/5/2018، وفاطمة حمكي (66 سنة) من قرية قطمة التي اُستشهدت نتيجة إلقاء قنبلة يدويّة على منزلها في 26/6/2018، وفي 30/3/2020، أُطلق الرصاص الحي على المواطن “دلكش عمر عربو”، لرفضه إخلاءَ منزله.
وفي طقوسِ التكبيرِ والتهليلِ دمّر المرتزقة يوم ٢٣/٤/٢٠٢٠ قبةَ مزارِ الشيخِ علي الإيزيديّ في قرية باصوفان، وقالوا إنّه للملحدين والكفار، وأُعيد ترميمها قبيل زيارة المدعو “نصر الحريريّ” رئيس الائتلاف السوريّ السابق” للقرية، في 8/11/2020.
بعد سلسلة الانتهاكات والجرائم بحق الإيزيديين، وفي خطوةٍ تجميليّةٍ أخرى أُعلن عن تجهيزِ مركزِ اتحادِ الديانةِ الإيزيديّة في حي المحموديّة بمدينة عفرين المحتلة، والأشخاص الذين سيتولون الإدارة هم:1ــ عبد الهادي بريموــ غزاوية، 2ــ شيخ محمد خليل ــ برج عبد الله، 3ــ شيخ ميرزاــ فقيران، 4ــ عارف إيسكان ــ فقيران، 5ــ الدكتور ناصر حسن ــ برج عبد الله.
الانتهاكاتُ بحقِّ عمومِ الكردِ وبخاصة الكردِ الإيزيديين مستمرةٌ، وخطواتُ الإصلاحِ لا تتجاوزُ الدعايةَ السياسيّة والإعلام، والاحتلال فعلٌ قبيحٌ لا يمكن تجميله، لا حلَّ له إلا زواله ومحو آثاره!

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle