سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

اتحاد المثقفين في إقليم الجزيرة… نحو فكر متطور وثقافة مجتمع متنور

حاورها/ عبد الرحمن محمد-

لم يكن الحراك الثقافي بعيداً عن الحراك الشعبي والثورة الشاملة التي انطلقت في روج آفا، بل إن المثقفين والمؤسسات الثقافية كانت حاضرة في كل خطوة خطتها الثورة وعلى جميع الأصعدة، بينما كانت العديد من المؤسسات الأخرى تشهد مخاض ولادة فجر جديد ومنها اتحاد المثقفين في إقليم الجزيرة.
تأسس اتحاد المثقفين بعد عقد كونفرانسه الأول عام 2014م في قامشلو، وخلال سنوات قليلة استطاع أن يجمع تحت مظلته عشرات المثقفين من الكتاب والشعراء والمفكرين والفنانين، وأن يقدم الكثير للحركة الثقافية في شمال وشرق سوريا عامة وإقليم الجزيرة خاصة، وفي الآونة الأخيرة عقد الاتحاد مؤتمره الرابع في قامشلو وخرج بجملة من التوصيات والقرارات. وللاطلاع على مجمل نتائج ومعطيات المؤتمر كان لنا الحوار التالي مع الرئيسة المشتركة لاتحاد  المثقفين في إقليم الجزيرة أناهيتا سينو:
ـ اتحاد المثقفين في إقليم الجزيرة من المؤسسات الثقافية الهامة في المنطقة، كيف يمكننا التعريف بهذا الاتحاد ومهامه ودوره؟
اتحاد المثقفين مؤسسة ثقافية تعنى بشؤون الثقافة والفكر لتحقيق مجتمع معرفي متقدم، ومن مهامه العمل على ازدهار النهضة الثقافية وخلق حالة التنوير في المجتمع والاهتمام بالنتاجات الفكرية والتواصل مع المؤسسات الثقافية المحلية ـ الإقليمية ـ الدولية، والاهتمام بنشر الثقافة والحفاظ على التراث الثقافي وتجميعه وأرشفته ونشره ودعم المواهب الشابة والوقوف ضد صهر الثقافات.
ـ بين المؤتمر الثالث والرابع عامان من العمل والحراك الثقافي، كيف يمكن تقييمها وما الصعوبات التي حدَّت من عمل الاتحاد؟
خطا الاتحاد خطوات مهمة في العامين المنصرمين مثل ازدياد نسبة انضمام المرأة المثقفة وتوسيع دائرة العلاقات مع المؤسسات الثقافية الأخرى والأحزاب السياسية، وتنشيط الحراك الثقافي في المدن الأخرى، التي كان تواجد الاتحاد فيها ضعيفاً، إلى جانب إقامة الندوات الثقافية والسياسية والاجتماعية والتي ركزت في الآونة الأخيرة على رص الصف الكردي وكان لها دور فعال في المجتمع.
كما أقام الكثير من الأمسيات الشعرية وطبع نتاجات بعض الأعضاء والمشاركات المختلفة كما في حملة غصن الزيتون وإنشاء حديقة القراءة، ومعرض الكتب في عامودا ومعرض هركول للكتاب، مهرجان أوصمان صبري للأدب، استذكار الشخصيات الوطنية والشهداء، معرض الفن التشكيلي لعفرين؛ والحديث يطول في هذا المضمار، فهناك الكثير من النشاطات والفعاليات الأخرى والجهود الكبيرة التي قام بها الاتحاد.
وإلى جانب ذلك هناك سلبيات أيضاً اعترت عمل الاتحاد وأهمها ابتعاد البعض من المثقفين وانعزالهم، وبعض الخلافات والمشاكل الداخلية البسيطة التي كانت تحل في غالبيتها، وكذلك ضعف تواجد الاتحاد في بعض المناطق، وعدم تطبيق قانون الرئاسة المشتركة في بعض الفروع.
– الثقافة المجتمعية من أولى مهام وطموحات الاتحاد، برأيك كيف يمكن الوصول إلى هذا الهدف؟
الثقافة المجتمعية هي عبارة عن وعي جميع أفراد المجتمع لكافة العلوم والمعارف، فكلما زادت نسبة الوعي الثقافي لدى الفرد أصبح عنصراً بنّاءً في المجتمع.
وإن مسؤولية بناء الثقافة الاجتماعية هي مسؤولية جماعية تقع على عاتق جميع الأفراد ولكن يقع النصيب الأكبر على عاتق المؤسسات الثقافية وذلك ببناء ورعاية الثقافة بكل أنواعها، ونحن كاتحاد المثقفين سنحاول بشتى الطرق العمل على نشر الثقافة بأنواعها (سياسية .. اقتصادية .. اجتماعية) من خلال الندوات والأمسيات والكتابة، وفي رصد الواقع في جميع المجالات وحسب إمكاناتنا، ونشرها في المجتمع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي لأنها تساهم بشكل كبير في نشرها، وطبعاً لا ننسى تشجيع القراءة من خلال المعارض وإنشاء مكتبات للقراءة.
– الاتحاد ومن خلال مؤتمراته وبرامجه يضع العديد من البرامج الثقافية، هل قام الاتحاد بتنفيذ أجندته الثقافية خلال العامين المنصرمين؟
حاولنا قدر الإمكان تنفيذ مقررات المؤتمر الثالث والاجتماع الموسع الذي تلاه بعام، علماً أنه في الآونة الأخيرة حدَّت جائحة كورونا من نشاطنا، فالكثير من النشاطات الثقافية الجماعية والمشتركة توقفت أو تأجلت إقامتها، كذلك كان للعدوان التركي واحتلال كلٍّ من سري كانيه/ رأس العين وكري سبي/ تل أبيض، التأثير الكبير على الواقع الثقافي والحالة الاجتماعية.
– اتخذ الاتحاد قرارات هامة ووضع مقترحات للمرحلة المقبلة.. ما أهمها؟
بالنسبة لمقررات المؤتمر الرابع للمرحلة المقبلة فأهمها هي إنشاء حدائق القراءة في المدن الكبيرة مثل الحسكة وديرك أسوة بحديقة القراءة في قاملشو والتي كانت خطوة إيجابية جداً في عمل الاتحاد، بالإضافة إلى استمرار ومتابعة النشاطات الثقافية الدورية منها والمستجدة.
– من جملة نتائج المؤتمر الرابع انتخاب هيئة إدارية ورئاسة مشتركة جديدة .. إلى ماذا تطمحون كإدارة وكرئاسة مشتركة؟
من الأولويات تفعيل دور الاتحاد بشكل أكبر والعمل بشكل جماعي، التخلص من السلبيات ومحاولة اللحاق بركب الثورة بما يتناسب مع ما قدمه شعبنا من تضحيات فإن روج آفا ومكتسباتها هي نتاج التضحية بدماء طاهرة، لذلك يجب علينا أن نسعى لتحقيق ثورة ثقافية فكرية تليق بهذه التضحيات وتتناسب مع طموحات الشعوب التواقة للمعرفة.
– للمرأة مساهمة فعالة ورئيسية في الاتحاد، كيف تنظرون إلى دورها ومساهمتها في الاتحاد؟
عندما نقول أن ثورة روج آفا هي ثورة المرأة فهي بحق كذلك في كافة المجالات ومنها المجال الثقافي حيث أثبتت نفسها إلى جانب الرجل، وإن كانت النسبة قليلة في هذا المجال مقارنة إلى نسبة الرجال وذلك لأسباب يطول شرحها، ولكن هذا لا يقلل من شأنها ولا من قوتها ودورها داخل الاتحاد.
كيف يمكننا برأيك النهوض بالواقع الثقافي .. وأي دور يمكن للاتحاد أن يقوم به في هذا المجال؟
باعتبار الثقافة من أهم مقومات المجتمع المدني فيجب توفير المقومات الأساسية للنشاط الثقافي، ودعم المؤسسات الثقافية وبناء المكتبات، وتوثيق كل ما يجري على أرض الواقع، وذلك بتوفير مقومات الحياة للعاملين في مجال الثقافة وتكريم المبدعين، وإقامة المهرجانات الدورية وطباعة الكتب، والمشاركة في المعارض والفعاليات الخارجية، وذلك بدعم الإدارة الذاتية للنهوض مع المثقفين بالواقع الثقافي.
ـ تقع على عاتق المثقفين مسؤوليات جسام وبخاصة في المرحلة الحالية؛ أي دور وأية مهام تنتظر المثقفين كأفراد ومؤسسات؟
نحن نمر الآن بمرحلة حساسة جداً، وصعبة للغاية، هي مرحلة الوجود واللاوجود، لذا يقع عل عاتق كل فرد وعلى وجه الخصوص المثقف؛ الدفاع عن وجوده وعن مكتسبات هذه الثورة المباركة، وأخذ المواقف الجريئة وقتل الأنانية في داخله والانخراط في هموم الشعب ووضع الحلول لها، كما تقع على عاتق المؤسسات التقرب من بعضها أكثر والعمل لتسخير نشاطاتها وأعمالها في خدمة الشعب ومصالحه العامة والمصيرية، والابتعاد عن المصالح الخاصة والآنية.