سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الواقع الكردي بين التطورات السياسية

شفان خابوري/ كاتب-

من الواضح أن القضية الكردية باتت من أكثر الملفات تعقيداً في الشرق الأوسط، فالشعب الكردي أكثر من يعاني من هذا التعقيد بسبب الانتشار الجغرافي لهم وانقسام أرضهم بين أربع دول، حيث تتحكم المصالح الدولية بالملف الكردي من وقت لآخر مما يجعل الأمر ينحي العواطف جانباً ويعبث بحقوق الشعب الكردي بين الحين والآخر، وإذا أخذنا ثورة روج آفا مثالاً والتطورات التي طرأت على المنطقة طوال سنين الأزمة التي مرت بها سوريا، سنجد أن الكرد لعبوا دوراً ريادياً وهاماً في المحافظة على البنية التحتية للمنطقة من الدمار والمحافظة على مكتسبات شعوب المنطقة من كرد وعرب وسريان، واستطاعوا بناء نظام ديمقراطي يمكن الشعب من خلاله في الاستمرار بالعيش المشترك في ظل الظروف الصعبة التي مرت وما زالت مستمرة على عموم سوريا، ومنها مناطق روج آفا وشمال شرق سوريا، فمقاومة شعوب المنطقة لجميع أنواع الإرهاب كان بمثابة انتصار كبير في وجه المخططات الإقليمية المعادية لتطلعات هذه الشعوب، وخاصة منها المخطط التركي الذي عمل بشتى الطرق لاستهداف السلم الأهلي وضرب العيش المشترك إلا أنه فشل فشلاً ذريعاً أمام مفهوم الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب، لكن مع الأسف رغم أن شعوب روج آفا وشمال وشرق سوريا أثبتوا للعالم أنهم جديرون بإدارة مناطقهم إلا أن المصالح الدولية دوماً تحول إلى تحييد العواطف جانباً وإعطاء المصالح أولوية على حساب حقوق الشعوب كما حدث في عفرين ومؤخراً سري كانيه وكري سبي من خلال إعطاء الضوء الأخضر لتركيا كي تستبيح المنطقة وتحولها إلى دمار في خطوة لإنهاء مشروع الإدارة الذاتية.
إن توزع الكرد في أربع دول كان نتيجة للمصالح الدولية، وكحالة طبيعية يدافع الكرد عن مناطقهم في روج آفا وشمال وشرق سوريا، ومع ظهور وتطور أعمال التنظيمات الإرهابية المتطرفة في المنطقة وعموم سوريا شكّل الكرد شراكة مع قوات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب وبذلك كانت هذه الخطوة والتجربة فعالة جداً لتطهير المنطقة من الإرهاب، ونستطيع وصف هذه الخطوة بالخطوة الإيجابية والتاريخية، إلا أن التخاذل الدولي غير المنطقي أدى إلى احتلال تركيا ومرتزقتها مناطق جغرافية من روج آفا وشمال وشرق سوريا.
هذه المرحلة ما زالت في طور عدم الوصول إلى أي حل سياسي، ووصول جو بايدن الرئيس المنتخب لأمريكا سيعلن عن سياسة جدية أو طريقة جديدة للتعامل مع ملفات الشرق الأوسط ومنها الملف الكردي.