سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

إعادة إحياء معهد “الشهيدة فيان أمارا” بأيدي أبناء عفرين

تقرير/ صلاح إيبو –

روناهي/ الشهباء- في اليوم الأول لفتح باب التسجيل بالمفاضلة الخاصة للجامعات والمعاهد في الشهباء، بدأ العشرات من أبناء عفرين والشهباء للتوجه لمدرسة الأحداث التي باتت اليوم كمجمعٍ تربوي وعلمي وثقافي، للتسجيل في المفاضلة على فروع جامعية في إقليمي الجزيرة والفرات، وفروع معهد “فيان أمارا”، الذي تم افتتاحه في الشهباء هذا العام.
عانى أهالي عفرين الذين تم تهجيرهم من قراهم وبلداتهم نتيجة الاحتلال التركي، من أزمات متعددة، ومنها؛ عدم توفر المعاهد والجامعات في الشهباء، وعدم قدرة الطلبة التوجه إلى جامعات حلب نتيجة الحصار الذي يفرضه النظام السوري على الشعب في الشهباء، وطالب الأهالي العام المنصرم لجنة التدريب للمجتمع الديمقراطي بضرورة إعادة افتتاح جامعة عفرين ومعاهد مهنية وعلمية في الشهباء، وهذا الطلب تم تلبيته هذا العام.
شعب عفرين مُصمم على متابعة نضاله
وتهدف لجنة التدريب للمجتمع الديمقراطي من افتتاح معهد “فيان أمارا”، تأمين فرصة متابعة التحصيل العلمي للطلبة الحاصلين على الشهادة الثانوية، إضافةً لتكون رسالة للرأي العام مفادها “أن شعب عفرين المقاوم مصممين على متابعة نضاله في شتى المجالات، وإعادة إحياء نظامه التعليمي والتربوي السابق في عفرين اليوم في الشهباء ليكون جاهزاً بعيد التحرير”.
أرين حسين، شابة عفرينية ظلت تنتظر هذا اليوم بعد محاولات عدة لمتابعة دراستها في حلب أو منطقة أخرى، ولكنها فقدت الأمل، واليوم عادت لتتابع دراستها والتسجيل في المعهد، لكنها لا تملك أي وثائق تثبت حصولها على الشهادة الثانوية بعدما باتت كافة وثائق العائلة ركاماً نتيجة قصف المحتل التركي على منزلهم في عفرين، هنا تشير أرين إلى ضياع سنوات من عمرها دون جدوى وتثابر بكافة الطرق لإتمام دراستها، الطاقم الإداري في المعهد تفهم مشكلتها وتوعد بإيجاد الحل لها ولأقرانها، عبر آليات سيتم تحديدها في القريب العاجل تكفل لإدارة المعهد التأكد من حصول هؤلاء المتقدمين على شهادات دراسية.
تحرير العقول والأوطان معاً
أشارت بهذا الخصوص الإدارية في معهد “فيان أمارا” بيريفان عمر، قائلةً: “هذه الخطوة مهمة جداً لنا كلجنة تدريب المجتمع الديمقراطي، لأن بناء المجتمع وتحرير العقول والأوطان تتم عبر العلم والسلاح معاً، وأكدت بريفان على أن إطلاق اسم الشهيدة فيان أمارا (الشهيدة فيان كانت مدرسة للغة الكردية واستشهدت بتاريخ 27 تموز عام 2013، في مقاطعة كوباني، وذلك أثناء مواجهة مع المجموعات المرتزقة بقيادة  متطرفي جبهة النصرة التي كانت تهاجم كوباني انطلاقاً من تل أبيض/ كري سبي حينها) على هذا المعهد لم يأتي عن عبث، بل هي رسالة على أن هذا الصرح هو إعادة إحياء لمعهد فيان أمارا الذي تم افتتاحه في 2013 بعفرين، وخرج الآلاف من المعلمين المختصين باللغة الكردية والعلوم الأساسية، لذا هي رسالة مزدوجة للمحتل التركي والرأي العام العالمي الذي ما يزال صامتاً على انتهاكات الاحتلال التركي بحق أهالي عفرين.
يضم المعهد قرابة 400 طالب/ـة
يضم هذا المعهد الذي يستوعب قرابة 400 طالب وطالبة، خمس فروع أساسية، وهي “الرياضيات والعلوم الأساسية، الفيزياء، الكيمياء، ومعلم صف”، بيدَّ أن فرع معلم الصف يشمل عدة اختصاصات في مجال التاريخ والأدب وغيرها من الاختصاصات في السنة الثانية، وتم التركيز على هذه الفروع الأساسية نتيجة الحاجة لخريجي هذه الفروع لاستمرار العملية التربوية في الشهباء وعفرين بعيد تحريرها، ويهدف الطاقم الإداري الذي يتكون من 14 مدرساً مختصاً؛ يمكن في تخريج مجموعة من الطلبة بسويات علمية متميزة تستطيع تعليم الأجيال القادمة وفق مبادئ الأمة الديمقراطية التي يعتمدها النظام التعليمي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
ويتميز الكادر التدريسي، بخضوعهم لدورات تدريبية صيفية في الاختصاصات التي سيدرسون فيها، إضافةً لحصول المدرسين على شهادات جماعية في هذه الاختصاصات، وسيتم اتباع نظام المحاضرات في المعهد بشكلٍ يتوافق مع نظام التعليم العام، ومبادئ لجنة التدريب الديمقراطي.
وبدوره ناشد الإداري هيثم كوتو كافة الطلبة لمراجعة المعهد، والحصول على فرصته في متابعة تعليمه العلمي ضمن المعهد الذي بات اليوم واقعاً.
ويجدر بالذكر أن مدرسة الأحداث التي تضم اليوم “مدرسة ابتدائية وإعدادية وثانوية” واحتضنت اليوم في إحدى زواياها معهد فيان أمارا، كان عبارة عن سجن للأطفال أبان النظام البعثي، وتحول لاحقاً لمقرات عسكرية وأماكن اعتقال للفصائل المسلحة ومرتزقة داعش، ليأتي أهالي عفرين ويبنون فيه صرحاً علمياً ينر به طريق الأجيال القادمة ويقول للعالم “أن هذا الشعب مختلف تماماً، يصنع من الموت حياة، لذا لن يكون تحرير عفرين أمراً صعباً”.