إطلاق “مبادرة جماهيرية لتوحيد الصف الكردي” في قامشلو

مركز الأخبار ـ دعا ممثلون عن شرائح المجتمع إلى ضرورة عقد الوحدة الكردية وذلك من خلال إطلاقهم لمبادرة جماهيرية لتوحيد الصف الكردي، وحددوا عدّة مرتكزات للعمل من أجل تحقيقها، وناشدوا الأحزاب والمؤسسات المختلفة بتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية.

نظم ممثلون عن شرائح المجتمع من المثقفين والفنانين والحقوقيين ورجال الدين ووجهاء العشائر الكردية في روج آفا، اليوم، مؤتمراً صحفياً في مركز محمد شيخو للثقافة والفن بمدينة قامشلو، وأدلوا خلاله ببيان إلى الرأي العام، كشفوا من خلاله عن إطلاق مبادرة من أجل توحيد الصف الكردي، تحت عنوان (المبادرة الجماهيرية لوحدة الصف الكردي). وجاء في نص البيان: “لقد بات واضحاً للقاصي والداني أن منطقة الشرق الأوسط تمر بمرحلة مفصلية حساسة؛ نتيجة لتراكم أزمات تاريخية متلازمة ومركبة، التي جاءت متوافقة مع مصالح القوى الدولية والإقليمية، أدت إلى ما نحن عليه اليوم من حروب تجاوزت فيه كل معايير النزاعات وقواعدها، وهذا ما قد يؤدي إلى رسم خريطة جيوسياسية جديدة مكلفة على حساب شعوب المنطقة ومكوناتها”.

وتابع البيان: “يقيننا بأن الملف الكردي، وفي شكله الحالي خليط ناتج من تنازع وتقاسم تلك الأزمات والمصالح وبقواسم مشتركة، والذي نعتبره قضية وطنية بامتياز وفي كافة الأجزاء، وعليه ستبقى المنطقة على صفيح من النار ما إن بقي هذا الملف عالقاً دون حلول وطنية وعلى أسس ديمقراطية، بحيث تشارك فيه كافة الفعاليات المجتمعية والمدنية والسياسية والشخصيات الاعتبارية، في رسم ملامحه ودون تهميش أو إقصاء لشعوبه العرقية والأثنية”.

وأضاف: “اعتماداً على ما تم ممارسته بحق شعبنا ومن المسؤولية الملقاة على عاتق كل وطني كردي في الوطن والمهجر من أبناء روج آفا؛ بادرنا نحن كمجموعة من طيف المجتمع المدني وبمساهمة الأطراف الثقافية والسياسية والاجتماعية والنشطاء من الأفراد الحريصين على وحدة الصف الكردي، ساعين إلى تهيئة أرضية مناسبة لبناء حوار كردي جامع وشامل في روج آفا، ليتم رسم الخطوط العامة لنضال شعبنا، وملبياً لتضحيات شهدائه البررة، والتوصل إلى إيجاد صيغة توافقية على هيئة ميثاق وطني أو وثيقة شرف. لا يخفى علينا بأن سعينا هذا محفوف بصعوبات جمة، وسنتحمل وزر هذا الجهد الشاق، مع تقديرنا لكافة المساعي والمبادرات الأخرى في سبيل إنضاج هذا الواجب الوطني”.

وأوضح البيان بأن مبادرتهم مبادرة جماهيرية مساعدة ورديفة للمبادرات الأخرى وليس بديلاً عنها، وقال: “لا سيما المبادرة التي أطلقتها القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية وهي بدون شك نابعة عن حرصهم الشديد على حماية مكتسبات شعبنا وتضحياته الجسام، كما أنها تلقى التقدير والاحترام من كافة الأطياف المجتمعية والسياسية، وعليه؛ فإن مبادرتنا هذه هي خطوة وطنية جادة ومتممة بامتياز لكافة الجهود السابقة، ولا تهدف إلى أيّة مكاسب حزبية أو شخصية، بل هو مسعى جماهيري يهدف إلى بناء وحدة الصف الكردي أمام التحديات التي تعتريه”.

وحدد مطلقو المبادرة عدّة مرتكزات للعمل من أجل تحقيقها وهي:

“ـ التأكيد على أن الشعب الكردي في سوريا هو مكون تاريخي وأساسي يعيش على جغرافيته مع باقي الشعوب المتآخية في روج آفا، مكوناً معه إرثاً ثقافياً ومجتمعياً يجب الحفاظ عليه وتطويره.

ـ السعي الجاد إلى إحياء كافة المبادرات والجهود التي بذلت في سبيل إيجاد إطار جامع وشامل للقوى الكردية بمختلف مشاربهم وتطلعاتهم، لا سيما مبادرة القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية.

ـ التأكيد على حماية المكتسبات العسكرية والإدارية وتطويرها، لا سيما القوات العسكرية الذي نعدّها من المكاسب الوطنية السيادية كردياً وسورياً.

ـ العمل سوياً للوصول إلى عقد مؤتمر وطني كردي أو اجتماع موسع في روج آفا، يحضره كافة الأحزاب والقوى السياسية وفعاليات المجتمع المدني، للتوصل إلى مرجعية كردية جامعة وموحدة.

ـ التعاون مع كافة المكونات الوطنية السورية الغيورة على مستقبل وحدة البلاد والدفاع عنه ضد كافة أشكال القمع والإنكار والاحتلال، والإقرار الدستوري بالحقوق القومية للشعب الكردي وحقوق الشعوب المتآخية معه في روج آفا.

ـ  بناءً على ما ذكر أعلاه من بنود بياننا هذا، سيتم الإعلان عن تشكيل (لجنة المساعي الحميدة) في ضوء ما يتمخض عنه الاجتماع العام، والقيام بدورها المنوط بها في رسم آلية العمل والانطلاق بها في أقرب فرصة ممكنة.

كما نوه البيان إلى ضرورة التحرك بسرعة ودون أي مماطلة وذلك لحساسية الظروف الذاتية والإقليمية والدولية، وناشد الأحزاب والفعاليات الاجتماعية والمؤسسات والاتحادات والنقابات المهنية، في تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الأخرى، وطالب كافة الوطنيين بالتفاعل الإيجابي في مسعاهم.