سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

إدلب ستكون محطة لأكبر صراعات المنطقة

مركز الأخبار ـ قال عضو حركة المجتمع الديمقراطي شمس الدين ملا ابراهيم: “إن تركيا قدمت تنازلات عديدة في سبيل ضرب المشروع الديمقراطي المترسخ في الشمال السوري. وأن إدلب ستكون محطة لأكبر صراعات المنطقة”.
وصرح عضو حركة المجتمع الديمقراطي في مدينة الحسكة، شمس الدين ملا ابراهيم، بأن تركيا مجبرة للقضاء على المرتزقة التي دعمتها مقابل ألا يحصل الشعب الكردي على حقوقه. وبيّن شمس الدين ملا ابراهيم خلال حديثه مع وكالة أنباء هاوار حول اتفاقات روسية – تركية والنظام السوري بشأن إدلب: “منذ القديم لا تتفق المصالح التركية والروسية في الشرق الأوسط، لكن اليوم أصبحت مصالحهم واحدة، فروسيا تخدم مصالحها عن طريق تركيا وكذلك الأمر بالنسبة لتركيا، أردوغان يحاول منع الشعب الكردي من الوصول إلى حقوقه وبناء نظام ديمقراطي في الشمال السوري ومستعد للتنازل عن المنطقة التي بسط  نفوذه  فيها مقابل ذلك”.
وأضاف ملا ابراهيم: “أردوغان وبعد استلامه السلطة يريد إعادة أمجاد الدولة العثمانية، معتقداً فيها بأن الشمال السوري، كركوك والموصل هي أراضي تركية في الأصل ومن حقه استرجاعها، لكن أحلامه العثمانية يستحيل تحققيها، وكذلك الأمر بنسبة لإيران التي تحاول فرض هيمنتها على الشرق الأوسط من طهران وصولاً إلى بيروت، ولتحقيق مصالحها اضطرت إيران لحماية النظام السوري، وكذلك تحاول روسيا الآن أن تكون القوة الثانية على الأرض بعد أمريكا لتحقيق هدفها بدءاً من سوريا”.
واعتبر ملا إبراهيم، بأن الاتفاق بين الأنظمة السورية ـ التركية ـ الإيرانية والروسية، هو اتفاق يخدم المصالح المؤقتة لا أكثر: “لذلك اليوم تتجه جميع الأنظار نحو إدلب، فالنظام يريد إعادة إدلب لأحضانه بدعم روسي- إيراني، وهنا تبقى الخاسر الأكبر الدولة التركية لأنها كان تعتقد أن سوريا ستهزم بأيام قليلة أمام المرتزقة التي سلحتهم”. وكشف ملا ابراهيم، بأن تركيا تنازلت عن حلب مقابل جرابلس وعن الغوطة مقابل عفرين والعديد من المناطق الجنوبية مقابل تمدد نفوذها في إدلب التي حصرت مجموعاته المرتزقة اليوم في إدلب. وحول تصنيف تركيا لمرتزقة جبهة النصرة ضمن قائمة الإرهاب، نوه ملا ابراهيم: “تركيا لم تعد قادرة على إقناع جبهة النصرة بأن تنهي نفسها بنفسها، لهذا السبب صنف جبهة النصرة في قائمة الإرهاب، وهذا ما أجبر تركيا على العمل مع سوريا وإيران وروسيا في القضاء على جبهة النصرة (تحرير الشام)”.

وأكد عضو حركة المجتمع الديمقراطي شمس الدين ملا ابراهيم في نهاية حديثه، بأن كل هذه الخلافات التي تحدث دليل على أن النظام المترسخ والمطروح في روج آفا وشمال سوريا هو نظام ديمقراطي، وأشاد بأن مبدأ أخوة الشعوب الذي يطبق في مناطق الشمال السوري سيكون سبباً في الحل الأزمة السورية.
وفي السياق ذاته؛ وفي كلمة له في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: “نظام وقف إطلاق النار في سوريا يتم انتهاكه يومياً، حيث تقوم الجماعات الإرهابية المسلحة بإطلاق النار على مواقع الجيش السوري في تلك المنطقة”. وأشار لافروف إلى أن هذه المنطقة تعد أرضية للتحضير للهجمات الإرهابية ومنها إطلاق الطائرات المسيرة على قواعد الجيش الروسي في سوريا.
وأضاف لافروف: “لا يمكن احتمال هذا الأمر بعد الآن، نعمل على حل الموضوع من خلال التفاوض مع تركيا وإيران”.

وقالت مصادر مطلعة لصحيفة الشرق الأوسط بأن قوات النظام تنتظر الأوامر لإطلاق الهجوم على إدلب، مشيرة إلى أن النظام حشد على الجبهات كافة في الشرق والغرب والجنوب وسهل الغاب لبدء الهجوم نحو المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المرتزقة المدعومة من تركيا في أرياف حماة الجنوبي الغربي، وإدلب الشرقي والغربي، وحلب الغربي والجنوبي.
وتابعت المصادر: “إن النظام أنهى انتشاره على تخوم الجبهات العسكرية التي ينوي إطلاق الهجوم منها نحو إدلب، كما أتم استعداداته في ريف اللاذقية الشرقي للهجوم على مناطق خاضعة لسيطرة مرتزقة تركيا، يصل منها إلى جسر الشغور، إحدى أكبر المدن في ريف إدلب الغربي”.
ويأتي هذا في وقت شددت فيه باريس على أن رئيس النظام السوري بشار الأسد “لن يفوز بالسلام” من دون حل سياسي برعاية دولية، فيما عبّرت لندن عن قلقها من الوضع في إدلب، محذرة من احتمالات استخدام أسلحة كيماوية. وفي الفاتيكان، حض البابا فرانسيس الأطراف المؤثرة في سوريا على الدفاع عن حقوق الإنسان وحماية المدنيين في إدلب.
فيما تتواصل الخروقات للهدنة الروسية ـ التركية والتي اجتازت يومها الـ20 نتيجة لقصف النظام لعدة مناطق, فيما لا يزال الفلتان الأمني مستمراً في مناطق المجموعات المرتزقة في إدلب، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتواصل الخروقات للهدنة الروسية ـ التركية في كل من إدلب واللاذقية وحماة وحلب.
ورُصدت عمليات قصف صاروخي نفذتها قوات النظام بعد منتصف ليل الأحد ـ الاثنين على أماكن في محور كبانة بجبل الكرد (الأكراد) في الريف الشمالي للاذقية، بالإضافة لاستهدافها أماكن في الريف الغربي لمدينة جسر الشغور غرب إدلب، كما استهدفت قوات النظام مناطق ببلدة الزيارة الواقعة في سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، فيما دون ذلك يسود الهدوء الحذر عموم المناطق.
وفي سياق آخر؛ لا يزال الفلتان الأمني مستمراً بفرز نتائجه في محافظة إدلب والأرياف الخاضعة لسيطرة المجموعات المرتزقة وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) التابعين لتركيا، ليؤكد يوماً بعد الآخر عن سوء الأوضاع الأمنية في المنطقة. ورصد المرصد السوري انفجار عبوة ناسفة على طريق باتبو بريف حلب الغربي، دون أنباء عن إصابات، بالتزامن مع سماع دوي انفجار عنيف في بلدة سرمين، الواقعة إلى الشرق من مدينة إدلب، ولم ترد معلومات عن طبيعة وظروف الانفجار حتى لحظة إعداد هذا التقرير، وكان المرصد السوري رصد تصاعد التوتر داخل مدينة السويداء وريفها، منذ صباح يوم الـ 29 من آب في أعقاب العثور على رأس مقطوع بدون جسد، لشخص يرجح أنه من بدو السويداء، قام مجهولون بوضعه في باحة مسجد بمدينة السويداء، وسط مخاوف من تطور التوتر وتحوله إلى اقتتال داخل المحافظة.