إدلب.. تأزم واتفاقيات

مركز الأخبار ـ أشار أبو عمر الإدلبي إلى أن مصير إدلب السورية سيبقى مرهوناً بالتفاهمات الروسية التركية ووصف الدور التركي بـ»الخبيث»، وأكد بأنهم سيحررون إدلب، داعياً أهالي المنطقة بعدم الثقة بالجانب التركي؛ جاء ذلك خلال مقابلة أجرتها وكالة أنباء هاوار مع القائد العام للواء الشمال الديمقراطي أبو عمر الإدلبي، حيث قال الإدلبي بأنهم لن يدخروا جهداً في تحرير إدلب.
واستهل أبو عمر الإدلبي حديثه قائلاً: «لا يخفى على أحد ما جرى ضمن سلسلة المصالحات التي قام بها النظام مع المجموعات المرتزقة في الأراضي السورية كافة، والتي أفضت إلى انتقال كل رافضي هذه المصالحات من المجموعات المرتزقة إلى إدلب».
وأكد الإدلبي بأن التهجير تم بتواطؤ دولي وبخاصةً من منظمة الأمم المتحدة التي رعت الكثير من هذه المصالحات، مما زاد الوضع في إدلب تعقيداً، واللافت في الأمر أن أكثر المجموعات الذين تم نقلهم إلى إدلب ممن يحملون الصبغة الإسلامية وأغلبهم مدعوم من قبل حركة الإخوان المسلمين المدعومة من تركيا.
وعن الوضع العام في إدلب قال أبو عمر الإدلبي: «بشأن الوضع العام في إدلب حالياً، فهي مقسمة عسكرياً بين مجموعتين رئيسيتين الأولى فيلق الشام وبعض المجموعات الأخرى وكلها محسوبة على حركة الإخوان المسلمين، الثانية هيئة تحرير الشام النصرة سابقاً وهي الذراع الضارب لتنظيم القاعدة».
ووصف الإدلبي الدور التركي بـ»الخبيث»، مؤكداً بأنها تدعم الطرفين الآنفين الذكر وإنها تخلق صراعات بينهما، وتابع: «وكل هذا لتحقيق مصالحها، ويبقى المواطن في إدلب ضحية هذه التركيبة المعقدة».
وعن مدى علاقة وضع إدلب باتفاقية أستانا قال الإدلبي: «إن إدلب تندرج ضمن اتفاقية أستانا والتي أبرمتها تركيا وروسيا وإيران، وأي هجوم للنظام على إدلب سيبطل اتفاقية أستانا وهذا له تبعات كثيرة. لذا؛ لا أعتقد بأن النظام قادر على هذا الأمر، ولكن لا نعرف إلى الآن الشكل النهائي للاتفاقية ربما يحصل في إدلب معارك مؤقتة لترسيم الحدود النهائية للاتفاقية».
وأضاف إلى حديثه بالقول: «وضع إدلب يختلف تماماً عن وضع باقي المناطق حمص والغوطة ودرعا. إذ؛ تعتبرها تركيا بمثابة حديقة خلفية لها وأي صدام فيها حالياً سيشكل موجة نزوح غير مسبوقة إلى تركيا لعدم وجود ملاذ آخر، كما في حالة حمص والغوطة ودرعا. لذا؛ ستضع تركيا كامل ثقلها لمنع مثل هذه الهجمات».
ونوه أبو عمر بأنه لا توجد اتفاقيات جديدة حول إدلب حالياً: «بل سيكون على عاتق تركيا وفق اتفاقية أستانا تفكيك التنظيمات المصنفة إرهابية في إدلب، وفي حال فشل تركيا في هذا الأمر ستنجر إدلب إلى صراع فصائلي دموي كبير».
وأردف: «لاحظنا في الفترة الأخيرة تغيراً كبيراً في سياسة الجولاني، حيث أنه يحاول التقرب من الجميع والضغط على مرتزقته لتغيير نهجهم المتطرف حالياً ريثما يتم دمجهم مع مرتزقة فيلق الشام الإخواني».
وذكر الإدلبي بأنه سيكون على عاتق تركيا جمع الأسلحة الثقيلة من منطقة إدلب كافة ووضعها تحت وصايتها مباشرة وإن هذا أمر من الصعب تحقيقه».
وأوضح أبو عمر الإدلبي بأن مصير إدلب الحالي مرهون باتفاقية أستانا إن لم تعقد اتفاقيات أخرى، وقال: «من المعلوم بدء تطبيق بنود هذه الاتفاقية منذ فترة، حيث سلم مطار أبو الظهور وبعض المناطق شرق سكة القطار للنظام وهناك مناطق أخرى قامت وحدات من الجيش التركي بالانتشار بها وتتمثل بالطرق الرئيسية والتي ستكون تحت سيطرة تركية وروسية مشتركة، أما باقي المناطق فستكون ضمن الوصاية التركية».
وبيّن الإدلبي في حديثه بأن أهالي إدلب هم الضحية وإنهم يدفعون الثمن لجميع هذه الاتفاقيات: «للأسف لم تراعى حالة المواطن في إدلب، فالكثيرين أصبحوا نازحين ضمن ديارهم وبسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة يضطر الكثيرون للعمل مع المجموعات المرتزقة سعياً وراء لقمة عيشهم». وفي شأنٍ آخر قال أبو عمر الإدلبي: «لا يخفى على أحد سعي تركيا لتقويض قيام فيدرالية ديمقراطية في المنطقة، وهي تسعى للتفاوض مع القوى الدولية من أجل ذلك ومستعدة للتضحية بمرتزقتها من أجل تقويض هذا المشروع الديمقراطي، وسبق وأن ضحت تركيا بمرتزقتها بالغوطة وشرق إدلب في سبيل احتلال عفرين».
وأكد أبو عمر بأن مصير إدلب سيبقى مرهوناً بالتفاهمات الروسية ـ التركية والتي لم يتضح شكلها النهائي إلى الآن.
في نهاية حديثه؛ وجه أبو عمر الإدلبي نداءه لأهالي إدلب وعاهد بأنهم يعملون على تحرير إدلب قائلاً: «إدلب كانت ولا زالت جزءاً هاماً من سوريا وسبق وأن عاهدنا أنفسنا على تحريرها من الإرهاب والاحتلال التركي ولا زلنا على هذا العهد، ولن ندخر أي جهد سياسي أو عسكري في سبيل تحقيق ذلك. وندعو أهلنا في إدلب للتنبه والحذر وعدم الثقة بالجانب التركي، والذي يسعى لتحقيق مصالحه ومشاريعه في المنطقة على حساب الدم السوري».