إجراءات أمنيّة إضافية قُبيل استضافة يورو 2024 في ألمانيا

إعداد/ دلير حسن_

بعد هجوم موسكو الدامي ليلة 22/3/2024، والذي راح ضحيته حوالي 170 شخصاً، باتت المخاوف تتصاعد في الكثير من البلدان الأوروبية وخاصةً مع قرب استقبالها لأحداث رياضية كبيرة وهامة في الصيف المقبل، ومنها ألمانيا التي قررت مؤخراً إجراءات أمنية إضافية قُبيل استضافتها ليورو 2024 في حزيران القادم.

وشهدت موسكو ليلة دامية يوم الجمعة المصادف 23/3/2024، في قاعة “كروكوس سيتي هول” قرب موسكو، وذلك بعد هجوم مجموعة من المسلحين للقاعة، وقيامهم بفتح النيران بشكلٍ مباشر نحو الحاضرين من ثم ألقوا قنابل حارقة والتي نتج عنها انهيار أجزاء من سقف القاعة جراء النيران التي اندلعت، كما وأدى الهجوم إلى مقتل حوالي 170 شخصاً وإصابة أكثر من180 آخرين.

وهذا الهجوم الذي تبناه فرع داعش في خراسان هو الأكثر دموية في روسيا منذ عشرين عاماً، وأكثر فتكاً في أوروبا. وينشط فرع داعش بخراسان في كلّاً من أفغانستان وباكستان، وأعلن عن نفسه في العام 2015. ولكن بحسب لجنة التحقيق الروسية فإنها أعلنت عن توصلها إلى أدلة تؤكد على “وجود صلة بين منفذي الهجوم على مجمع “كروكوس” والمتطرفين القوميين الأوكرانيين”، وهذا ما نفاه الجانب الأوكراني.

ضوابط أمنية في ألمانيا

وفي ظل المخاوف الأمنية التي سببها هجوم موسكو الدامي، فقد صرحت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر لصحيفة “راينشه بوست” التي تصدر في ولاية شمال الراين ويستيفاليا الألمانية بالتالي: “سننفذ ضوابط حدودية مؤقتة على جميع الحدود الألمانية خلال بطولة أمم أوروبا 2024 من أجل منع مرتكبي أعمال العنف المحتملين من دخول البلاد”.

ويبدو هذا الإجراء ضرورياً من أجل توفير أفضل حماية ممكنة لهذا الحدث الكروي الدولي الكبير، وينصب التركيز على حماية البلاد ضد أي هجمات قد تحصل، فضلاً عن تأمين الشبكات الإلكترونية ضد الهجمات السيبرانية، حيث شددت نانسي فيزر: “نحن نركز بشكلٍ خاص على هذه التهديدات الحالية”.

وتنطلق بطولة أمم أوروبا 2024 في ألمانيا يوم 14 حزيران المُقبل، فيما تقام المباراة النهائية في 14 تموز القادم، وفي عام 2006، علقت ألمانيا مؤقتاً اتفاقاً أوروبياً يقضي بإلغاء الضوابط الداخلية على الحدود قبل وأثناء بطولة كأس العالم لكرة القدم، التي استضافتها آنذاك، وكانت نانسي فيزر ألمحت بالفعل في الأيام الأخيرة إلى أنها تفكر في فرض ضوابط على الحدود خلال البطولة القارية.

وفي منتصف شباط الماضي، مددت وزيرة الداخلية الألمانية إجراءات المراقبة على الحدود البرية مع بولندا وجمهورية التشيك وسويسرا حتى منتصف حزيران القادم في محاولة لوقف المهربين والهجرة غير الشرعية، وتمتلك جميع البلدان الأربعة عضوية منطقة شنغن لحرية الحركة، مما يعني أنه لا توجد عادة ضوابط حدودية منتظمة ولا توجد سوى عمليات تفتيش عشوائية تتم بشكلٍ محدود للغاية.

ومن المتوقع أن تجذب البطولة أكثر من 2 مليون مشجع إلى الملاعب، بالمقابل قد يصل إلى 12 مليون مشجع في الساحات العامة الكبرى بألمانيا لمشاهدة هذا الحدث العالمي البارز، وكل هذا يرافقه تخوّف كبير من السلطات الألمانية بحدوث هجمات إرهابية، وذلك بعد تنامي هجمات داعش في سوريا بشكلٍ كبير وتنفيذها لعشرات الهجمات، بالإضافة إلى تبنيه للهجوم الدامي بموسكو.

ويعتبر خطر داعش قائماً على العالم أجمع، وخاصةً مع تزايد نشاطه وعملياته في سوريا بشكلٍ عام، وجاء ذلك بعد زيادة هجمات دولة الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا، والتي يُحتجز فيها عشرات الآلاف من مرتزقة داعش وعوائلهم في بعض السجون وعدة مخيمات، علماً أن قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي في إقليم شمال وشرق سوريا تستمران بعملياتهم ضد المرتزقة وخلاياها النائمة في المنطقة، بدعم من التحالف الدولي.