إبراهيم وحيد.. عزف سيمفونية الصداقة مع الحيوانات

جل آغا/ أمل محمد –

علاقة صداقة قوية تجمع الشاب إبراهيم وحيد من أهالي مدينة قامشلو بالحيوانات، علاقة لم تكن وليدة الصدفة بل هي نتيجة مشاعر ولدت معه منذُ نعومة أظفاره تجاه الحيوانات، الشاب ذو الـ 28 ربيعاً لطالما وجد مع الحيوانات ضالة روحه. يسكن إبراهيم وحيد في مدينة هولير حالياً بعد أن أنهى دراسته الجامعية في قسم التسويق والمبيعات الذي يُعدُّ بعيداً تماماً عن رغباته وميوله.

الأسد روكس… بداية قصة الصداقة

بعد سفر وحيد لمدينة هولير في بشور كردستان شعر بالفراغ بسبب مشاعر الغربة التي تنتاب أي غريب في مدينةٍ جديدة، ومن هنا بدأت قصته مع تحقيق حلمه حينما اشترى شبلاً في الشهر الأول من عمره واسماه “روكس”، وجد صعوبة في بداية الأمر وتساؤلات عديدة مرت في خاطره عن كيفية تربية حيوان مفترس بالفطرة، ولكن عشقه للحيوانات دفعه للاستمرار في تربيته.

وبيَّن وحيد أن أول خطوة في التعامل مع الحيوانات هي المشاعر الصادقة التي تقدمها لها قائلاً: “العطف والحنان من أهم الأشياء التي تحتاجها الحيوانات، هذا ما قدمته لروكس والذي يبلغ من العمر الآن ثلاثة أعوام، الأعوام الثلاث عاش معي روكس تحت رعاية فائقة واهتمام شديد من المأكل والرعاية الصحية، حتى أنني خصصت له برنامجاً خاصاً بالنشاطات التي يجب أن نقوم بها معاً”.

سارَ “وحيد” وفق خطط غذائية دقيقة في تربيته للأسد روكس، يقول: “فكمية الغذاء التي يقدمها له تتغير مع مرور الزمن، الوزن واللياقة البدنية أمر مهم في حياة الأسود ويجب أن تبقى تحت إشراف ورعاية مدربين هذه الحيوانات، كل تفصيل في تربية الحيوانات نأخذه بعين الاعتبار، وشعرت بالخوف مع أيامي الأولى مع الشبل، ولكن مع مرور الزمن والتدريب والتعليم جعلتُ منه أليفاً، هو اليوم صديقي الذي لا يكتمل نهاري بدونه، وملجأ احتمي به في أحزاني وأول المشاركين لي في فرحتي”.

وتابع: “حين روضت هذه الحيوانات المفترسة لم أتعامل كما يتعامل القائمون في السرك مع حيواناتهم، فهم يوجعون الحيوانات حتى تنصاغ لأوامرهم، على عكس ما أفعله ألا وهو كسب ثقتها لتشعر بالأمان”.

منزل أشبه بحديقة حيوان صغيرة

ولفت إبراهيم وحيد إلى أن الأسد من الحيوانات المفضلة لديه، على رغم وجود العديد من الحيوانات في منزله من ذئاب وببغاوات وغزلان وكلاب، بالإضافة للقرود وهذا يدفع إبراهيم لقضاء أكثر من نصف يومه مع هذه الحيوانات، من تقديم الطعام والنشاطات الترفيهية والرعاية الصحية قائلاً: “روكس هو المفضل لدي لكونه الأول في قائمة الحيوانات التي قمت برعايتها، لذا قمت بشراء شريكة له وهي لبوة تبلغ من العمر سنة اسميتها “سلطانة” على أمل أن يشكلا عائلة في المستقبل”.

ووصف عمله بالممتع: “أتعبُ كثيراً فاحتياجات هذه الحيوانات كثيرة وعليَّ تلبيتها جميعها، ولكن هذا الأمر يجعلني سعيداً، فهذا ما أردته منذ الصغر وحلمي تحقق، أحياناً أنعزل بشكل تام عن العالم الخارجي بسبب اهتمامي بأصدقائي الحيوانات، هذه المخلوقات اللطيفة هي جزء رئيسي من حياتي التي سخرتها في تربيتها والاعتناء بها”.

حيوانات بنكهة العائلة

اضطر وحيد للعيش في منزل ذي فناء واسع، ليكون لديه المساحة الكافية لاحتواء هذه الحيوانات، لكل نوع منها مكان مخصص بجودة عالية وبيئة طبيعية تشبه تماماً المكان الذي ترعى فيه الحيوانات البرية.

وأكدَّ وحيد على أن ما يقوم به مجرد هواية وليس من أجل التجارة، أو بحكم مهنة فلديه عمله الخاص، ويقول: “زئير روكس وسلطانة في المنزل كفيل في بث السرور في نفسي، وعواء الذئاب مع كل ليلة مقمرة تخلق جواً بديعاً رسمته في مخيلتي دائماً، مشاعرنا متبادلة أرى الحب في أعينهم وهذه أكبر جائزة قد يقدمونها لي”.

واختتم إبراهيم وحيد حديثه بالقول: “الحيوانات هي مثل البشر تماماً، لديها أحاسيس ومشاعر عاطفية يجب معاملتها بإحسان، ما تقدمه لها سيعود إليك شراً كان أم خير وعلى جميع الأهالي توعية أطفالهم وتربيتهم على عدم إيذاء الحيوانات، ومعاملتهم على أنهم مخلوقات تستحق العيش بسلام”.