سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أوغاريت وعصر البرونز الحديث

 محمد عزو_

مع بداية عصر البرونز القديم في الألف الثالث قبل الميلاد. كانت قد ظهرت تقنيات، هذه التقنيات هي التعدين خاصة معدن البرونز. في حين ساد عصر البرونز الأوسط، وعصر البرونز الحديث على الألف الثاني قبل الميلاد. فخلال مرحلة عصر البرونز الحديث كانت أوغاريت تزخر بالمنشآت المعمارية من قصور، ومبان، ومعابد، زُودت العلماء بمعلومات جديدة عن هذه المملكة الصغيرة المطلة على البحر، التي كانت تمتلك لغتها الخاصة بها، وهي اللغة الأوغاريتية، التي تعدُّ أول أبجدية في التاريخ، وهي التي كتبت بواسطة الحروف الأبجدية.
هذه اللغة استعملت منظومة كتابية خاصة. وهي ما نسميها في أيامنا هذه اللغة المسمارية الأبجدية. وتجدر الإشارة إلى أن الحروف، التي كانت ترسم رسماً لم تكن معروفة آنذاك، بل كانت أشكالاً مسمارية تطبع على الطين. وقد استخدمت هذه الكتابات لتسجيل حسابات المواد التجارية والمراسلات، والأرشيفات، وبعض النصوص المثيولوجية، وكانت مستعملة ضمن أراضي مملكة أوغاريت. في ذلك الوقت كانت اللغة الآكادية، هي لغة المراسلات الدولية، أي أنها اللغة الرسمية في ذلك الزمان. بمعنى أن كل ما يصدر من مملكة أوغاريت إلى جيرانها من بابليين، وآشوريين، والحثيين، والميتانيين، وقبارصة، ومصريين، وبلاد المشرق كافة، كان يصدر باللغة الآكادية، التي كانت تستعمل المنظومة المسمارية من بلاد الرافدين.
في عام /1929/م بدأت التنقيبات الأثرية لبعثة فرنسية برئاسة عالم الآثار “كلود شيفر” كانت نتائج هذه الحفريات الأثرية، قد زودت العلماء بعدد هائل من القطع الأثرية، التي تروي مجريات الحياة اليومية في هذه المملكة، وهي مكونة من، فخاريات وأدوات برونزية وحلي، وقد ساهمت إسهاماُ كبيراً في تزويدنا بمعلومات جمة حول الحضارة الأوغاريتية، وبلاد المشرق القديم عموماً خلال فترة الألف الثاني قبل الميلاد. وقد شهدت أوغاريت في فترتي عصر البرونز القديم، وعصر البرونز الأوسط ثقافة متطورة جداً، لكن يعدُّ عصر البرونز الحديث (1600-1185 ق.م ) الأكثر توثيقاً، لا سيما الفترة الأخيرة منه. حيث عرف هذا العصر تنوعاً مثيراً في المنتجات، وغنى ثقافياً وفنياً ومادياً منقطع النظير، عكس ازدهاراً عظيماً لهذه المملكة، ويظل التاريخ السوري حافلاً بالمنجزات الحضارية، وهذا المنجز هو تاج للشعوب السورية.