أهالي مامولو حملوا عنوان مقولة »في الاتحاد قوة»تقرير/ جعفر جعفو، غاندي علو

تقرير/ جعفر جعفو، غاندي علو –

أهالي قرية مامولو التابعة لمنطقة راجو في مقاطعة عفرين جعلوا من اتحادهم قوة وصمود في وجه هجمات جيش الاحتلال التركي ومرتزقته على مقاطعة عفرين.
كما هو معروف ففي الاتحاد قوة وعلى هذا المنطق، أهالي قرية مامولو أبَوا الخروج من القرية وقاوموا فيها بروح واحدة، يداً واحدة وهدف واحد.
المواطن أصلان نبو الذي يبلغ من العمر 51 عاماً، كان من بين أولئك الأهالي الذين فضلوا المقاومة على الخروج من القرية، يروي لنا الأحداث التي مرت معه إبان الهجمات الاحتلالية التركية.

جعلنا من اتحادنا مصدراً لقوتنا
يعيد أًصلان شريط ذكريات المقاومة ويروي تلك الأحداث بالقول: «كرر أردوغان تهديداته في الهجوم على عفرين، عندما جاء يوماً لنرى الطائرات تحوم في سماء عفرين وتقوم بغارات على القرى والجبال، ومن جهتنا قمنا نحن بواجبنا وحماية منطقتنا من الهجمات، نحن أهالي القرية اتحدنا في تقديم يد العون، وجعلنا قوتنا تتحد في الوقوف أمام هجماتهم الغاشمة».
اعتقد أردوغان أنه من خلال قيامه بهجمات وحشية أنه سيحتل عفرين خلال أيام، والعكس ما كان في الواقع أن أهالي عفرين قاوموا ووقفوا أمام تلك الهجمات بأسلحتهم الخفيفة وبنقلهم للمساعدات للمقاتلين والمقاتلات في الجبهات، ورفضوا الخروج من قريتهم بالرغم من القصف المتواصل الذي استهدفت القرى والمدنيين دون تفرقة، واستشهد وأصيب المئات من الأهالي في سبيل حماية عفرين من تلك الهجمات التي كانت تسعى لإبادة الشعوب وتاريخ المقاطعة.

تعاوننا مع المقاتلين
المرابطين في الحماية
ويتحدث أصلان عن طريقة تعاونهم مع مقاتلي ومقاتلات وحدات حماية الشعب والمرأة في سبيل حماية المقاطعة، حيث قال: «لم ننم الليل وخرجنا في الحراسة خلف مقاتلي ومقاتلات وحدات حماية الشعب والمرأة، كنا نحضر الطعام والشراب ونرسله عن طريق دراجات نارية وبشكلٍ سريع، احتماءً من القصف إلى الجبهات لمساعدة المقاتلين المرابطين بخنادق القتال».
وأضاف أصلان بأنه كان هناك بضعة مدنيين ممن الذين بقوا في القرية، وأثناء حراستهم للقرية قام المرتزقة باستهدافهم وجميعهم استشهدوا نتيجة ذلك، وتابع قائلاً: «أردنا الاستشهاد في القرية بدلاً من الخروج منها، وحينها كان هناك ثلاثة مدنيين معنا، ولاشتداد القصف على القرية أولئك المدنيين الثلاث أصيبوا بالصم، فلم يعد يسمعوا شيئاً بعدما وقعت القذيفة بالقرب منا، وقد كنا نتناوب في الحراسة فمنهم من كان يحرس ومنهم من كان ينام وثم يأتي دور الآخر، أي أننا تشاركنا في حماية القرية، وفي إحدى المرات كنا مجتمعين في إحدى المنازل عندما وقعت قذيفة بالقرب منا بحوالي 10 أمتار، وأصيب هناك ما بين 5 أو 6 مدنيين بجروح وتم نقلهم بواسطة مركبة، وأثناء توجه تلك المركبة لمشفى آفرين بغية إسعاف الجرحى قامت دبابات المحتلين باستهدافها، ولم نعلم بعد ذلك ما الذي حصل لهم».

كنا نخرج من قرية إلى أخرى لنبقى في مسقط رأسنا
ويستذكر أصلان كيفية تهجيرهم قسراً من مقاطعة عفرين بالقول: «بقينا في القرية حتى 21 شباط، ومن ثم توجهنا إلى قرية «هوليله»، المجاورة لقريتنا وبقينا فيها لمدة 6 أيام، ولاقتراب الاشتباكات واحتلال قريتنا من قبل الجيش التركي ومرتزقته خرجنا إلى قرية حج خليل، بقينا فيها يومين واشتد القصف هناك أيضاً لنخرج منها أيضاً إلى قرية كورا، ومن هناك إلى قرية غوليا ولأيام أمضينا في تلك القرية وهكذا اضطرينا للخروج من قرية إلى أخرى حتى وصلنا إلى مدينة عفرين في 17 آذار، ومن هناك قضيت 12 ساعة سيراً على الأقدام، ووصلت في نهاية المطاف إلى مقاطعة الشهباء بعدما مررنا من جبل ليلون وجبال أخرى، وكان القصف آنذاك يستهدفنا».
واختتم بالقول: «أردوغان مجرم حرب، واستخدم العنف والوحشية بحق العزل، ولكننا أثبتنا أننا شعب مقاوم لا يهاب صواريخ الموت».