أهالي عفرين يعلنون النفير ضدّ تقسيم سوريا

 تقرير/ باهوز أحمد –

مركز الأخبار ـ على بعد كيلو متر واحد من قرية كيمار التي يحتلها الجيش التركي ومرتزقتها وبدأوا قبل أسبوعين ببناء جدار إسمنتي وصفه أهالي عفرين بجدار التقسيم، اعتصام المئات من أبناء ناحية شيراوا وعدد من أبناء مقاطعة الشهباء في قرية صوغناكه يوم الخميس 25 من شهر نيسان الجاري؛ تنديداً بالصمت الدولي حيال استمرار الاحتلال التركي ببناء جدار الاحتلال وتقسيم سوريا، وهتف المعتصمون ضد الاتفاق التركي الروسي الذي سمح باحتلال تركيا لعفرين واستمرارها بها الانتهاكات دون رادع أو إظهار للحقيقة من قبل الرأي العام العالمي.

وخاطب أبناء عفرين الذين رفعوا أغصان الزيتون في أيديهم المجتمع الدولي عبر التنديد ببناء جدار التقسيم ودعوة العالم ولا سيما الأحرار منهم لرفع صوته في وجه الاحتلال.

ومنذ ما يقارب 15 يوماً بدأ الاحتلال التركي ومرتزقته بحفر الخنادق وتشييد جدار بمحيط قرى ناحية شيراوا بمقاطعة عفرين، وبناء قواعد عسكرية ومخافر، والتخطيط لعزل عفرين عن الجغرافية السورية وضمها للأراضي التركية كما فعلت بلواء إسكندرون في عام 1939، وتركز بناء الجدار الإسمنتي الذي يعلو سطح الأرض بثلاثة أمتار في قرية كيمار بطول يقارب المئة والخمسين متر، وفي قرية جلبر بطول يفوق الأربعة أمتار بعد تدمير عدد من منازل المدنيين في القرية.

ومنذ ذلك الوقت لم يهدئ أهالي عفرين بالتعبير عن سخطهم عن ممارسات الاحتلال التركي وصمت العالم والنظام السوري عن بناء جدار التقسيم، وكانت أولى تظاهرات أهالي عفرين أمام مقر النقطة الروسية واستمرت التظاهرات على مدار أسبوع، واعتصم الأهالي لمدة سبع ساعات متواصلة في محاذاة قرية كيمار هاتفين بخروج المحتل من عفرين وعبارات أخرى مثل “القاتل أردوغان، واحد واحد الشعب السوري واحد، لا للاحتلال التركي، نريد عفرين، سنحرر عفرين، ويحيا الشهداء”.

بدأت فعالية الاعتصام بالوقوف دقيقة صمت، ثم استمرت بترديد شعارات المطالبة بخروج الاحتلال التركي، وقدمت بعدها فرقة أنكيزك فقرة غنائية متضمنة أغاني ثورية وأخرى عن مقاومة عفرين.

كما أُلقيت العديد من الكلمات منها كلمة باسم مجلس مقاطعة عفرين محمد عبدو، مجلس عوائل الشهداء ألقتها ثريا حبش، وداد داوود باسم مجلس شيروا، فيدان عبدو باسم مجلس أحرص، وباسم مجلس الشهباء عدنان حمو.

وشددت الكلمات على استمرار أهالي عفرين على مقاومة سياسات الاحتلال التركي، وعلى أهمية مقاومة الأهالي في قرى شيراوا ومقاطعة الشهباء التي تؤكد على إصرار وإرادة شعب عفرين للعودة إلى عفرين وتحريرها من المحتلين، دون الانتظار إلى رد القوى العالمية لمطالبهم أو التنازل عن مصالحهم وتلبية مطالب الشعوب المنادية للحرية.

وأكّدت الكلمات، بأن الصمت الدولي وضعف موقف النظام السوري حيال مخطط الاحتلال التركي من بناء الجدار بمحيط عفرين وعزلها عن الجغرافية السورية، يجعل من الشعب أكثر إصراراً على المقاومة والبقاء في الميادين ومواجهة عدوان الاحتلال التركي للمطالبة بحقوقه ومدينته.

وقال محمد محمد وهو طبيب أسنان شارك في الاعتصام لصحيفتنا، أن بناء هذا الجدار يهدف إلى تثبيت الوجود التركي غير الشرعي في سوريا، ولأن سوريا كدولة لها حدودها السيادية، فإن بناء هذا الجدار يمثل انتهاكاً للمواثيق الدولية، وتابع: “لكن ربما المصالح الدولية بين روسيا والاحتلال التركي هي التي شجعت دولة الاحتلال لاستباحت الأراضي السورية بهذا الشكل، ولا سيما أن تاريخ الدولتين مشابه من حيث إبادتها للمكونات والشعوب التي كانت متواجدة في حدودها المصطنعة”.

وأشار الدكتور محمد إلى أن الدولة التركية لن تستطيع الاستمرار والعيش في عفرين؛ لأن عفرين جزء من كردستان وكردستان لم تتقبل الغزاة أبداً عبر التاريخ، ولهذا السبب فقط سيكون تحرير عفرين واقعاً قريباً جداً على حد قوله.

في حين قال الشيخ محمد شيخ نعسو من قرية قسطل كشك التابعة لناحية شرا في عفرين المحتلة أن أفعال أردوغان ومرتزقته في عفرين لا تمت بشيء للإسلام على الرغم من أن أردوغان يدعي تمثيله للإسلام، وهنا يؤكد الشيخ أن دين الإسلام بريء من ذاك المحتل الذي احتل عفرين وقتل الأطفال وشرد أهلها، فالإسلام لا يقبل قتل الأطفال والشيوخ والتعدي على المعتقدات الأخرى وتنكيلهم كما فعل الاحتلال التركي بالإيزيديين والعلويين في عفرين.

هذا ويستمر الاحتلال التركي وعلى مرأى قوات النظام السوري على استكمال تشيد الجدار في قرية جلبر، وأفادت مصادر محلية مطلعة لصحيفتنا عن إقدام المرتزقة على تفجير منزلين آخرين (الثلاثاء) في القرية؛ بهدف إتمام عملية بناء الجدار الإسمنتي، إضافة لأكثر من عشر منازل أخرى كان الاحتلال قد فجرها وهدمها قبل نحو أسبوعين.

وكان أهالي عفرين قد سلموا القوات الروسية منذ عام أربع رسائل تتضمن مطالبتهم بإخراج الاحتلال التركي من عفرين، والكف عن التواطؤ بهذه الانتهاكات، فيما تماطل القوات الروسية في ريف حلب الشمالي عن الرد على مطالب الأهالي. واستمر الاعتصام بترديد الشعارات التي تطالب بخروج الاحتلال التركي من عفرين.