الرقة/ صالح العيسى- خرج المئات من أهالي مدينة الرقة وريفها بمسيرة حاشدة أدانوا خلالها المؤامرة الدولية التي أُحيكت ضد المفكر عبدالله أوجلان.
في الذكرى السنوية الثانية والعشرين للمؤامرة الدولية التي استهدفت القائد عبدالله أوجلان خرج المئات من أهالي الرقة وريفها بالإضافة لأعضاء المؤسسات المدنية والعسكرية في الرقة بمسيرة حاشدة مطالبين بإطلاق سراح القائد عبدالله أوجلان.
وكان التجمع أمام المشفى الوطني حيث احتشدوا حاملين بأيديهم صوراً للقائد عبدالله أوجلان ويافطات كتب عليها أقوال للقائد عبدالله أوجلان كـ”عندما نعشق الحياة نعشق الوطن ومن لا يعشق الوطن ليس جديراً بالحياة”.
وانطلقت الجموع نحو دوار النعيم مرددين شعارات تطالب بإطلاق سراح القائد عبدالله أوجلان وشعارات تحيي الشهداء الذين حرروا المناطق بدمائهم.
ولدى وصولهم دوار النعيم وسط مدينة الرقة بدأ برنامج المسيرة بالوقوف دقيقة صمت استذكارًا للشهداء ألقت بعدها العضوة بإدارة المرأة بالرقة ريم الصالح بياناً للرأي العام، جاء فيه:
“باسم إدارة المرأة في الرقة ندين ونستنكر المؤامرة الدولية على القائد عبدالله أوجلان الذي ناضل بأخلاق إنسانية ضد الأنظمة الرأسمالية، حيث قامت الحكومة التركية بتشويه مشروع القائد عبدالله أوجلان واتهامه بالإرهاب مع أن اليوم أصبحت الحقائق والخفايا مكشوفة على مرأى عيون العالم أجمع”.
وأضاف البيان: “بعد انبثاق مشروع الأمة الديمقراطية تبين أنه هو المشروع الأمثل والحل الجذري والوحيد للأزمة السورية خاصة والشرق الأوسط عامةً”.
كما أشاد البيان بدور قوات سوريا الديمقراطية في دحر وهزيمة مرتزقة داعش: “الجميع يعلم أن مرتزقة داعش كانت تشكل أكبر خطر على جميع دول العالم ولم يستطع أحد الاقتراب من هؤلاء المرتزقة إلا فكر القائد ونهجه الذي وحّد الشعوب وجمع المكونات، فالتجربة التي حصلت في شمال وشرق سوريا من خلال دحر إرهاب داعش كانت عينة وتجربة ناجحة لكي يثبت القائد عبدالله أوجلان براءته من خلال تقديم فكره الذي أعطانا وأعطى جميع المكونات القوة والتوحيد”.
وطالب البيان: “نحن نساء الرقة وبكل قوة وإصرار نطالب النظر بقضية القائد عبدالله أوجلان وفك أسره بأقرب فرصة ممكنة بالرغم من نجاح مشروع الأمة الديمقراطية الذي عمّ مشارق الأرض ومغاربها، فسجن القائد عبدالله أوجلان وبالأخص بعد تحريرنا من الإرهاب بفضل فكره ازددنا إصراراً وعزيمة على متابعة نهجه حتى آخر رمق في حياتنا لأنه المشروع الأول والأخير الذي يخدم مصالح جميع الشعوب المضطهدة وبالأخص دعمه لقضية المرأة التي همشها العالم ولمدة 5 آلاف عام”.
وجاء في ختامه: “تحية معطرة نابعة من قلوبنا لأنبل بني البشرية وتحية منا نحن نساء الرقة لكل من ساهم في إنجاح هذا المشروع الذي أصبح فخراً لكل المكونات في مناطق شمال وشرق سوريا”.
تبعه بيان آخر تلاه الرئيس المشترك للمجلس العام في مدينة الرقة لؤي العيسى على مسامع الحضور، جاء في مستهله: “لقد أرادوا اعتقال قائد الشعب الأممي عبدالله أوجلان، وكان لهم ذلك، في مؤامرة دولية بشعة شارك فيها أعداء الإنسانية والحرية بدون رادع أخلاقي لكنهم لم يستطيعوا مسه من ناحية ولا الإفراج عنه من ناحية أخرى وهاهم تارة يفاوضونه وأخرى يتهمونه بالإرهاب”.
وأشار البيان إلى أنَّ القائد الذي هو رمز شعبه فما على الذين شاركوا باعتقاله إلا أن يتهموا مشروع الأمة الديمقراطية بالإرهاب، تركيا دولة فاشية منذ تأسيسها وما كان لها أن تكون كذلك لولا الدول الغربية الداعمة لها”.
وأضاف البيان: “إننا في المجلس العام بالرقة ندين بشدة بيوم 15 شباط الأسود هذه المؤامرة في ذكراها الثانية والعشرين، ونطالب جميع المؤسسات والمنظمات المحلية والإقليمية والدولية ونناشد مجلس حقوق الإنسان في هيئة الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية والاتحاد الأوروبي والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بالتدخل السريع وإجبار الدولة التركية لإطلاق سراح القائد عبدالله أوجلان”.
واختتم البيان “تلزم الحكومة التركية بتطبيق القوانين والاتفاقات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وذلك استناداً للمادة 90 من الدستور التركي لعام 1982 بشأن إطلاق سراح القائد عبدالله أوجلان بالقيام بواجبها الأخلاقي والإنساني بالضغط على حكومة AKBللإفراج عن القائد الأممي عبدالله أوجلان، ونؤكد مرة أخرى أنه لا سلام في تركيا ولا في المنطقة بدون الإفراج عن القائد عبدالله أوجلان”.
بعد ذلك قرأ نائب الهيئة الرئاسية لمجلس الرقة المدني حسن مصطفى كلمة استنكر من خلالها المؤامرة الدولية على القائد عبدالله أوجلان، وطالب منظمات حقوق الإنسان بالتدخل وحث الدولة التركية للإفراج عن القائد.
وأضاف حسن مصطفى: “قبل 22 عاماً وقعت جريمة نكراء بحق الإنسانية جريمة شارك في التحضير والإعداد لها وارتكابها أكثر من دولة في العالم ممن يتشدقون بالحرية والديمقراطية وهي منها براء”.
وأدان حسن مصطفى ممارسات الاحتلال التركي قائلًا: “لم تكن تلك الجريمة والتي لا تزال مستمرة بآثارها وهي لا تستهدف القائد بشخصه وإنما بما يمثله من عمق حضاري وتاريخي في منطقة الشرق الأوسط، المنطقة الأهم جيوسياسياً في العالم أجمع”.
وأنهى حسن مصطفى كلمته بالقول: “علينا كأبناء للجغرافية السورية أن نعزز من قواسمنا المشتركة من أجل إعادة صياغة سوريا جديدة لكل السوريين ومن كل الأطياف والمكونات ولقطع الطريق على العابثين بأمننا واستقرارانا بعد أن حولوا بلادنا ساحة لتصفية حساباتهم”.
وفي السياق ذاته طالبت ابنة الرقة سمية العبدالله منظمات حقوق الإنسان التدخل والضغط على الحكومة التركية لإنهاء عزلة القائد وإطلاق سراحه، وتقول: “لمسنا في أفكار القائد خلاص المرأة من جور العادات البالية والتقاليد المجتمعية التي قيدت النساء وجعلت منهن جواري وخادمات في بيوت أزواجهن، فبعد تحرير الرقة وتخليص المجتمع من مرتزقة داعش وأفكارهم الدموية نالت المرأة الرقية حقها في إثبات دورها وقيادة الرقيِّين نحو الرقي والتقدم”.
وتضيف: “على المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي أن يسارعوا لفك أسر المفكر عبد الله أوجلان الذي بفضل تطبيق أفكاره استطعنا سد الشرخ ما بين الجنسين وتغيير النظرة الذكورية السائدة، فلولا فلسفته لما تمكنا نحن نساء الرقة من الانخراط في عملية إعمار الرقة بعد أن جعلها المرتزقة مسرحًا لتنفيذ جرائمهم التي أرهبت الدول كافة”.
واختتمت سمية حديثها بالقول: “نساء الرقة يعبرن اليوم عن امتنانهن للقائد أوجلان من خلال هذه المسيرة، ولن نتهاون في كفاحنا لنيل حقوقنا، وسنستمر في طريق النضال متسلحين بفكره ووصاياه”.
واختتمت التظاهرة بترديد شعارات تحيي القائد عبدالله أوجلان وتطالب بإطلاق سراحه.
