أنور مسلم: “هدفنا الأساسي إخراج جيش الاحتلال التركي ومرتزقته من أراضينا المحتلة”

حوار/ رفيق إبراهيم ـ إيفا إبراهيم – 

أكد الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي أنور مسلم أن حزب الاتحاد الديمقراطي منفتح على الجميع وبخاصة فيما يخص الوحدة الوطنية الكردية والحوار السوري ـ السوري للوصول إلى سوريا لا مركزية ديمقراطية ولكل السوريين، وأضاف: “تعرض حزبنا لضغوطات ومضايقات كبيرة من قِبل النظام البعثي الحاكم في سوريا منذ التأسيس، حيث تم القبض على الكثيرين من أعضاء حزبنا واستشهد في غياهب السجون السورية عدد من رفاقنا”. وأشاد بدور الحزب الكبير في الإعلان عن الإدارة الذاتية الديمقراطية..

جاء ذلك من خلال الحوار الذي أجرته صحيفتنا معه؛ ولا سيما أنه انتخب للرئاسة المشتركة في الحزب بالمؤتمر الثامن للحزب الذي انعقد في الشهر المنصرم.

وجاء الحوار على الشكل التالي:

ـ بعد انتخابكم في المؤتمر الثامن لحزبكم للرئاسة المشتركة للحزب؛ كيف تُقيّمون مسار الحزب منذ تأسيسه وحتى الآن؟

حزب الاتحاد الديمقراطي ومنذ التأسيس في العام 2003؛ مرّ بعدة مراحل وفي البداية وقفَ حزبنا في وجه الضغوطات والأعمال التي كان يتعرض لها من قبل النظام البعثي الحاكم في سوريا؛ ومن هذه الأعمال القبض على الكثير من أعضاء حزبنا واستشهد عدد آخر من رفاقنا على أيدي السلطة الحاكمة في سوريا، ومع ذلك عمل الحزب بكل تفان على تنظيم نفسه رغم تعرض أعضائه للمضايقات في السجن وبعض الأعمال الأخرى، حيث استمر في العمل بين جميع فئات الشعب ومن بينها النساء والشباب الذين كان لهم دور كبير في فعاليات الحزب، واستمر العمل حتى العام 2011 وما بعده، حيث تغير كل شيء. ولهذا؛ كان لا بد أن يسلك الحزب طرق أخرى في النضال، وبالفعل كان له دور بارز وكبير في الإعلان عن ثورة التاسع عشر من تموز، ومن ثم في الإعلان عن الإدارة الذاتية الديمقراطية، وتفهم مطالب الشعوب الأخرى في شمال وشرق سوريا، وبنوا معاً الإدارة الذاتية الديمقراطية. وكان في طليعة من وقفوا في وجه مرتزقة داعش وإرهابهم، وبخاصة عندما اشتد الحصار على مدينة المقاومة كوباني التي تمكنت من شد أنظار العالم إليها، فشارك التحالف الدولي في الحملات ضد داعش، وبمشاركة قوى كردستانية في تحريرها؛ ما ولّد نوعاً من الارتياح لدى الشعب الكردي في كل مكان آملين بوحدة وطنية كردية. وكان دور حزب الاتحاد الديمقراطي العمل على نشر مفهوم الأمة الديمقراطية الذي ينادي بأخوّة الشعوب والتعايش المشترك بينها، بالتعاون مع الأحزاب التي ساهمت في الإعلان عن الإدارة الذاتية، ولا يمكن لأحد أن ينكر هذا الدور لحزب الاتحاد الديمقراطي. ولهذا؛ كانت هناك قرارات في المؤتمر الثامن للحزب، حيث أكدت على ضرورة تطبيق اخوة الشعوب في المنطقة، وهي من الأهداف الرئيسية للحزب، وأيضاً هناك رؤى للحزب في التقدم بجميع المجالات الأخرى، السياسية والدبلوماسية المجتمعية والعلاقات مع القوى والأحزاب بمختلف انتماءاتهم، وانضمت لأحزاب الاشتراكية الدولية، وبالمجمل كانت هناك خطوات كبيرة قام بها الحزب وهناك أخرى تنتظر الاستكمال.

ـ ما الخطوات التي ستقومون بها في المراحل المُقبلة؟

هناك الكثير من القرارات الهامة التي اتخذت في المؤتمر الثامن للحزب، منها ما يخص المجتمع وفي الداخل، ومنها ما يخص الوضع السوري والدولي؛ ومن أجل العمل على تطبيق هذه القرارات تم اختيار أعداد كبيرة من أعضاء الحزب للمجلس العام وبالتحديد 90 عضواً، وبلغ عدد أعضاء الهيئة التنفيذية عشرين عضواً وأيضاً تم تشكيل لجنة الانضباط للوقوف على أعمال الحزب. ومن مشاريعنا وخططنا القادمة العمل على إيصال المجتمع إلى مجتمع متعلم وواعِ ومقاوم قادر على الدفاع عن نفسه وعن أرضه، وتحقيق سوريا لا مركزية ديمقراطية ولكل السوريين، والعمل على تحقيق الحرية للمرأة ومساواتها مع الرجل، وتحقيق كافة الخطوات التي تدعم الشباب لأنهم أساس الثورة. ولا بد من تقوية الجبهة الداخلية والتنظيم من أهم واساسيات كل تقدم وبناء. ومن أهم وأولويات حزبنا هو العمل على إخراج جيش الاحتلال التركي ومرتزقته من المدن المحتلة، كعفرين وسري كانيه وكري سبي، وبكل الوسائل المتاحة وبخاصة عبر العلاقات الدبلوماسية الخارجية؛ للوصول إلى المؤسسات الدولية صاحبة القرار؛ لإنهاء الاحتلال التركي لمدننا، وعودة النازحين والمهجرين قسراً إلى بيوتهم.

وإلى جانب ذلك لدينا مشاريع ضمن الإدارة الذاتية، حيث كنا مؤسسي الإدارة الذاتية منذ التأسيس، سنحاول بكل جهودنا الوصول إلى ما أمكن من تقديم الخدمات والمشاركة في التطوير والتقدم في جميع المجالات، وسنعمل على تلافي الأخطاء التي خرجت هنا وهناك، وتقديم الأفضل لشعوبنا، وسنقف مع الإدارة الذاتية وسندعمها في تحقيق كل ما تصبو إليه في المراحل القادمة. بالطبع سنكون يداً واحدة مع الأحزاب الأخرى الكردية والعربية والسريانية؛ للعمل على حماية المكتسبات التي تحققت. ومن الناحية الأخرى وعلى صعيد العلاقات مع القوى السورية الوطنية، سنعمل على تمتين الروابط بيننا بما يخدم القضية السورية الوطنية، وإيجاد الحلول السياسية للازمة السورية، كما سنعمل على استمرار اللقاءات مع النظام السوري إن أبدى استعداده للحوار الجاد لإيجاد الحلول لجميع القضايا العالقة، بشرط أن يغير من ذهنيته الاقصائية التي لا تقبل الآخر، ذهنية التفرد بالسلطة، وعليه أن يعي بأن هناك مرحلة جديدة يجب الاعتراف بها. وأن يكون حوار السوريين أساس للبناء عليه، وعلينا أن نعمل على إنجاح الإدارة الذاتية التي قطعت أشواط كبيرة لا يمكن غض الطرف عنها؛ لتكون الأساس لسوريا جديدة ديمقراطية لا مركزية تُحفظ فيها حقوق جميع الشعوب.

ـ هل طرأت تغيرات على النظام الداخلي وعلى المستوى التنظيمي للحزب؟

المؤتمر الثامن للحزب بالأساس كان يجب أن ينعقد في الشهر العاشر من العام 2019. لكن؛ هجمات الدولة التركية المحتلة واحتلالها لسري كانيه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض)؛ أدى إلى تأخير موعده إلى العام الحالي، حيث عقد المؤتمر الثامن في الـ 24 و25 من شهر شباط المنصرم، بحضور عدد كبير من الأعضاء. وانعقاد المؤتمر في هذه الظروف المصيرية التي نمر بها هو انتصار كبير للحزب، وهذا دليل إصرار على المضي قُدماً في تحقيق ما كان مخططاً له، وجرت نقاشات حول الهيكل التنظيمي للحزب، واستحدثت مؤسسات جديدة ومنها الهيئة الرئاسية التي أصبحت تتألف من ستة أعضاء، بالإضافة إلى أن الرئاسة المشتركة أصبح لهم نواب، وأيضاً تم توسيع المجلس العام للحزب فكان سابقاً عددهم خمسين عضواً والآن زاد العدد بما يقارب الضعف فأصبح تسعون عضواً، توزعوا على المراكز والمدن، وأيضاً زاد عدد الأعضاء في الهيئة التنفيذية؛ فارتفع إلى عشرين عضو بعدما كان في السابق يتألف من ثلاثة عشر عضواً، ومن الأمور الهامة التي استحدثت هيئة الانضباط وهذه الهيئة تتألف من سبعة أعضاء، وسيقتصر عملها على متابعة جميع الأعمال التي يقوم بها الحزب، وتكون مرتبطة مع هيئة الرئاسة، هذه التغيرات جميعها حصلت في النظام الداخلي للحزب. وما نحن متأكدون منه أن الحزب سيسعى بكل الإمكانات المتاحة تحقيق ما يخطط له وتقديم الخدمات لكافة شعوب المنطقة، وسيكون أكثر فعالية في المراحل القادمة وعلى جميع المستويات، ونحن سنحاول في قادمات الأيام التواصل مع جميع القوى السورية الوطنية، والمساهمة بجدية في حل الأزمة السورية التي دخلت عامها العاشر، ونحن منفتحون على الجميع من أجل الحوار السوري ـ السوري، والوصول إلى سوريا لا مركزية ديمقراطية ولكل السوريين.

 ـ هل من خارطة طريق تحدّد أولويات خططكم المستقبلية؟

الوحدة الوطنية الكردية هي من الأولويات التي سنعمل عليها. ولهذا ؛فعقد المؤتمر الوطني الكردستاني والتواصل مع جميع الأحزاب الكردستانية سيكون هدفنا الأول، والعمل على ضرورة الالتفاف حول المبادرات التي تطرح بهذا الخصوص، وبخاصة مبادرة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، وهذه المبادرة لاقت القبول والتقدير من قبل معظم القوى الكردستانية. وأيضاً من مشاريعنا التي سنعمل عليها التواصل مع القوى السورية الوطنية، والتواصل مع المجتمع الدولي ودول التحالف بضرورة العمل على إنهاء الأزمة السورية، والذهاب إلى الحل السياسي الذي يجب أن يكون الهدف، ومن أهدافنا المستقبلية أيضاً عقد مؤتمر مع اليسار الدولي في المرحلة القادمة القريبة، وأيضاً على المستوى الدبلوماسي ستكون هناك اتصالات على أعلى المستويات مع جميع الدول الفاعلة في الأزمة السورية.

ـ كيف تنظرون إلى مستقبل الأزمة السوريّة بشكل عام، والحلول الممكنة في شمال وشرق سوريا بشكل خاص؟  

كلنا يعلم بأن سوريا وخلال العقود الماضية كان النظام فيها مركزياً، نظام “المركزية الإدارية”، حيث يربط هذا النظام الإدارة بالسلطة المركزية وبرئيس الجمهورية بشكل خاص، ويتمتع بالسلطات المطلقة التنفيذية والتشريعية، والنظام البعثي الحاكم لم يكن يقبل بالتعددية والتشاركية وقبول الآخر. وفي الحقيقة نحن قدمنا البديل الديمقراطي من خلال الإدارة الذاتية الديمقراطية، والأساس فيها هو أخوّة الشعوب وقبول الآخر ومشاركة جميع شعوب المنطقة في إدارة أنفسهم بأنفسهم. ما نلمسه على أرض الواقع؛ أنه لا يمكن عودة سوريا إلى ما كانت عليه؛ أي دولة مركزية مرة أخرى، وبخاصة بعد مرور تسع سنوات على الأزمة فيها، ومبدأ الحوار السوري ـ السوري من الأهداف الأساسية التي سنعمل على تحقيقها.