أنقرة تغازلُ دمشق وتدقُ الأسفين الأخير بنعش مرتزقتها

قامشلو/ رفيق إبراهيم ـ

الاجتماع الذي جرى بين بوتين وأردوغان في سوتشي، خرج بنتائج أولها ازدياد وتيرة الهجمات بالطائرات المسيّرة والمدفعية والصواريخ على شمال وشرق سوريا في حين تم رفض هجوم بري واسع، وثانيها هو التأكيد عن وجود مخطط روسي لمصالحة أنقرة ودمشق، وعلى حساب السوريين لضرب عصفورين بحجرٍ واحد، التخلي عما يُسمى المعارضة التي تم بيعها بأثمان بخسة، والأمر الآخر ضرب المشروع الديمقراطي لشعوب شمال وشرق سوريا، ويبدو أن الضغوط الروسيّة على تركيا، ستُجبرها على التعاون مع الحكومة السوريّة، وتصريحات المسؤولين الأتراك تؤكد حدوث هذا التقارب في المراحل المقبلة.  وكان أردوغان قد قال في تصريحات خلال عودته من سوتشي، إن بوتين أخبره بأن حل الأزمة السوريّة سيكون أفضل بالتعاون مع حكومة دمشق، وأنه رد بأن جهاز المخابرات التركية يتعامل بالفعل مع هذه القضايا مع المخابرات السوريّة “لكن بيت القصيد هو الحصول على نتائج”، ومن جهته أكد وزير خارجيته أيضاً بأن بلاده على استعداد للتعاون مع حكومة دمشق إذا قررت الأخيرة محاربة قوات سوريا الديمقراطية.

 والتصعيد الأخير من قبل دولة الاحتلال التركي بالهجمات عبر الطائرات المُسيّرة والقصف المدفعي يدفعنا بالتأكيد بأن هناك اتفاقيات سريّة بين الروس والأتراك، لأن همهما الضغط على قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بهدف دفعها للتنازل لحكومة دمشق، وبالتالي إعادة الأوضاع إلى ما قبل 2011.

ونتيجة لهذا التفاهم الذي ضرب بعرض الحائط وعود أردوغان لما تسمى المعارضة السورية وبأنه سيقف معهم حتى إسقاط النظام، ذهبت جميعها أدراج الرياح وأيقن هؤلاء المرتزقة الذين حقق من خلالهم أردوغان مصالحه واستخدمهم كورقة يلعب بها كما يشاء، حيث قامت العديد من المظاهرات حول رفض أي تفاهم مع دمشق وخرجت أعداد كبيرة من المتظاهرين في المناطق والمدن التي تحتلها تركيا، في رسالة واضحة لأردوغان بأنه خذلهم لأبعد الحدود.

ورفضاً لأي مصالحة مع حكومة دمشق وعقب تصريحات أدلى بها وزير خارجية دول الاحتلال التركي شاويش أوغلو، خرجت جموع غفيرة في المناطق والمدن المحتلة، وابتداءً من يوم الجمعة في الثاني عشر من شهر آب الجاري في تظاهرات عمت كل من مدينة إدلب وريفي حلب الشمالي والشرقي وعفرين وسري كانيه وكري سبي وأعزاز ومارع وغيرها من المدن المحتلة.

وطالب المتظاهرون بعدم المصالحة مع حكومة دمشق، ورُفِعت الشعارات التي تندد بتصريحات المسؤولين الأتراك حول ضرورة التقرّب من حكومة دمشق، وتم إزالة وحرق العلم التركي في الكثير من المدن.

ومن الجدير ذكره بأنه لا زالت الأوضاع في تلك المدن غير مستقرة، وهناك توتر شديد يسودها وبخاصةٍ أن هناك اشتباكات حدثت بين الموالين لتركيا والمعارضين لها، كما أن الجيش التركي المحتل استخدم في تفريق المتظاهرين القنابل المُسيلة للدموع والهراوات والرصاص المطاطي.