أنظار العالم كله متجهة نحو الباغوز وعين تركيا على شمال وشرق سوريا!

نوري سعيد –

في الوقت الذي أنظار العالم كله متجهة نحو الباغوز في دير الزور وتنتظر بفارغ الصبر لحظة إعلان (قسد) رسمياً هزيمة داعش الإرهابي، وتتناقل الأخبار هروب أبو بكر البغدادي عبر الأنفاق إلى الأنبار العراقية تاركاً عناصره والنجاة بنفسه في هذا الوقت، إلا أن عين تركيا هي على شمال وشرق سوريا بذريعة إنها تريد حماية حدودها وأمنها القومي من وحدات حماية الشعب والمرأة الكرديتان المنضويتان تحت لواء (قسد) والتي تصفهما تركيا بالإرهاب! ولكننا نقول إن من يوشك إلحاق الهزيمة بأعتى تنظيم إرهابي عرفته البشرية حتى الآن لا يمكن أن يُوصف بالإرهاب، بل الذي سمح للإرهاب بالعبور إلى سوريا من أرضيه يجب أن يوصف بذلك؛ لأن الكرد ما كانوا ولن يكونوا إرهابيين، بل يطالبون بحقوقهم المشروعة ودُعاة لأخوّة الشعوب والتعايش المشترك وإذا كانت تركيا صادقة في ادعاءاتها؛ فلماذا تصر على أن تكون المنطقة الآمنة التي تريد إقامتها على طول الحدود مع سوريا تحت سيطرتها؟!، ألا يعد ذلك احتلالاً بكافة الأعراف والقوانين الدولية؟! وإلا لماذا ترفض اقتراح مجلس سوريا الديمقراطية المظلة السياسية لقسد بإقامة منطقة عازلة بحماية دولية في شمال وشرق سوريا حتى تطمئن تركيا؟ إن المقترح التركي يندرج تحت مقولة “مطلب حق يراد به باطل”؛ بمعنى من حق تركيا أن تحمي حدودها. ولكن؛ لا كما تدعي؛ لأن تركيا منذ بداية الحراك الشعبي في سوريا لم تتعرض يوماً لأي اعتداء من الجانب السوري.

إن المقترح التركي هو نتيجة العداء الذي تكنه تركيا لشعوب سوريا ومكوناتها جميعاً وبالأخص للكرد، فهي تقف بالضد من حصول شعبنا المظلوم على أية امتيازات في أي جزء كان، ولم يشفِ غليلها السيطرة واحتلال كل من جرابلس وإعزاز والباب وعفرين، بل تريد السيطرة أيضاً على شرق الفرات وضم حلب والموصل، بمعنى إنها تحاول إعادة أمجاد السلطنة العثمانية السيئة الصيت والتي ذاقت الشعوب الويلات. ولكنها؛ إذا كانت قد نجحت سابقاً فلن يكتب لها النجاح حالياً؛ لأن أردوغان زعيم العدالة والتنمية بات شخصاً غير مرغوباً به عالمياً وليس إقليمياً فقط وفاقد المصداقية. إن المقترح التركي بإقامة منطقة آمنة مرفوض سورياً؛ لأن تركيا تريد من خلال ذلك إحداث تغيير ديمغرافي، ويرفض مجلس سوريا الديمقراطية أي تغيير عرقي أو مذهبي أو طائفي في سوريا؛ لأن الحرب في سوريا ليست أهلية، بل هي حرباً على الإرهاب، ولا مانع لدى (قسد) عودة الأخوة المهجرين إلى أماكنهم التي نزحوا منها؛ لأن شعوب سوريا ومكوناتها تشكل كتلة واحدة قائمة على المحبة والتعايش الأخوي المشترك وإن فكرة الأمة الديمقراطية التي تتلخص بأن تتمتع الشعوب والمكونات كافة بحقوقها المشروعة في منطقة الشرق الأوسط من دون أي تمييز؛ باتت الأمل المرتجى لحل مشاكل المنطقة ومنها سوريا ولن يحصد أردوغان وكافة المتآمرين على سوريا سوى الخزي والعار؛ لأن سوريا ديمقراطية لا مركزية في طريقها للظهور وسوف يكتب التاريخ بحروفٍ من ذهب أن هزيمة داعش كانت على أرض سوريا وكان لقوات سوريا الديمقراطية الباع الطويل في ذلك، وكما انتصرنا نحن السوريون على الإرهاب؛ سننتصر سياسياً أيضاً بهمة الشرفاء والغيارى كافة وسوف نبني سوريا أحلى تضمنا جميعاً.