سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أمُ الشهيد..

زهيدة اسحق –

هل يكفي أن ندفن أحزاننا؟ إن التخلص من الحزن وحده لا يكفي، لابد أن نفعل شيئاً نخفف به من أحزان الأخرين.
أم صالح أم شهيد أحبت الحياة والناس فقد علّمتها أمها أن الحب أجمل شيء في الوجود، الحب بمعناه الكبير لكل من يشاركنا وجودنا في هذا العالم المضطرب الذي امتلأ بالأحقاد، وأحبت الأرض تلك التي نشأت في أحضانها وكبرت الطفلة الصغيرة، وأصبحت زوجة لرجل طيب المظهر وأصبحت أم لأربعة بنات وولداً واحداً، في البداية كانت حياة الأسرة الصغيرة هادئة وسعيدة في ربوع البلد الهادئ، لكن ما لبث الزوج أن تزوج بامرأة ثانية والأخيرة أنجبت منه أطفالاً، لكن أم صالح ظلت صامدة تكافح في حياتها من أجل من أجل أن تربي أولادها لأنها تتوق إلى سعادة بناتها وولدها إلى أن كبر الولد وأصبح شاباً يافعاً، وفجأةً بدأت الحياة تضطرب في البلد الصغير الذي كان ملجئ لكل باحث عن الهدوء وسط ربوعها وشيئاً فشيئاً تحول الاضطراب إلى حروب صغيرة، ما لبثت أن كبرت واستعرت نيرانها عندما جاء العدو حاملاً عدته وعتاده بحثاً عن موضع قدم في الأرض التي مزقتها الخلافات والمنازعات.
جاء الشاب صالح يوماً يهمس في أذن أمه “أريد أن أشترك في الدفاع عن بلدي يا أمي، أريد أن أتقدم الصفوف ليكون لي شرف المساهمة في صد هذا الاعتداء عن الأرض التي أحببتها”، استبد الفزع بالأم وهي تستمع إلى حديثه الهامس، لكنها عندما نظرت إليه وراحت تنظر في عينيه أحست أن أي محاولة ستقوم بها لإقناعه في العدول عن القرار الذي اتخذه لن يفلح في ثنيه عن عزمه، لقد وجدت نفسها لأول مرة تنظر إلى وجه غريب لا تعرفه، كانت تقاطيع وجهه تنطق بتصميم وعزم أكيدين، كانت نظرات عينيه القوية الجاحدة تقول لها لقد: “أصبحت رجلاً يا أمي لم أعد ذلك الطفل الصغير الذي كنتي تخافين عليه من نسمة الهواء”، واصطنعت الأم ابتسامة ولكنها لم تنجح في إخفاء الدمعة الصغيرة التي اختلطت بها، وقالت: “الله يرعاك يا أبني، أذهب وسأكون معك بقلبي في كل لحظة، ولا تنسى أن هناك أم بجانبك تنتظر عودتك سالماً”.
في صباح اليوم التالي جاء ليودعها وينحني ليقبل يدها بشفتيه، ثم عانقها وراح تربت على كتفه وتدعو له، ثم وقفت على باب البيت الخارجي تلوح بيدها, لم ينظر الفتى وراءه كان يمشي بخطى ثابتة وقوية، وقد ارتدى بدلته العسكرية، وعندما وصل إلى السيارة التي كانت في انتظاره لتنقله إلى ميدان القتال, لم يستطع أن يقاوم الرغبة في إلقاء نظرة أخيرة على البيت الذي احتضنه صغيراً، وعلى الأم التي كانت تتمزق في داخلها خوفاً عليه وحزناً على فراقه إلى العالم البعيد الغريب الذي امتلأ بالنيران والدماء.
ومرت أسابيع طويلة انقطعت فيها أخبار المحارب الشاب عن والدته, كانت أخبار القتال الدامي تصلها عبر أجهزة التلفاز، ولكن أين هو في هذه المعارك التي يسقط خلالها العشرات بين قتيل وجريح؟ وجاء الخبر الحزين أخيراً, لقد سقط الابن شهيداً وهو يقاتل بشجاعة.
لقد كان أحد أربعة من رفاقه الذين تطوعوا للقيام بالقتال والدفاع عن أرضهم، ودحر ذلك الغاشم ولقد وصلوا للعدو بنجاح ولكنهم لم يتمكنوا من العودة، كانت هذه هي آخر رحلة لهم في القتال الذي استمر لمدة أسابيع طويلة على الجبهة لقد استشهد الابن بطلاً.
لكن الأم الملتاعة رفضت أن تصدق خبر أن أبنها ذهب ولن يعود، في الأيام الأولى بعد تلقيها الخبر كانت تخمد في أركان المنزل لتتأمل صورته وهو طفل بين ذراعيها، وكانت تحدثه وتسمع صوته وهو يناديها عندما يعود إلى المنزل, كان كل شيء من ذكراه يقول لها أن أبنها لم يستشهد, ربما ذهب في رحلة طويلة بعض الشيء، ولكن لم يلبث، أن يعود منها, لقد وعدها قبل ذهابه بأنه سيعود إليها ولم يُخلِف وعداً طوال حياته.
كانت دموعها تبلل ذكرياتها عن تلك الأيام الحلوة التي كانت ترعى أبناءها، وهم يَحبون على شاطئ الحياة, كانت تبكي ولكن بصمت، لكن أحزان الأم لم تدم طويلاً، فقد قررت أن تصنع شيئاً من أجل أبنها الغائب, إنها لم تعد تحتمل الاستسلام لأحزانها, لم تعد قادرة على الاستسلام للبكاء والحياة مع الذكريات.
إنها تريد أن تحتفظ له بذكرى واحدة حلوة عطرة تبقى حية دائماً أبداً في مخيلتها لا تفترق عنها ولا تفارقها, ذكرى ذلك اليوم الذي وقفت ترقب فيه ولدها وقد أصبح رجلاً. لملمت جراحها وطوعت أحزانها ودفنت آلامها في صدرها، واعتمدت على نفسها وعملت في عمل لتكمل تربية بناتها الأربعة، ولكن كانت أحياناً تسرقها أحزانها لتتخيل في ركن من أركان المكتب لكي تستعيد ذكرياتها وتمسح دموعها بصمت رهيب, أمجد فيها عنفوانها وكبريائها وعصاميتها, إنها المرأة التي قدمت وحيدها فداءً لقضيتها ولأرضها.
أجلُّ كل الاحترام لكل الأمهات أمثالها، وأتمنى أن تقتدي بها كل النساء وأن لا يستسلمن للحزن واليأس.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle