قامشلو/ ميديا غانم –
أكدت أمهات من مدينة الحسكة، أن أياديهن التي هزت المهد، قادرة على أن تحمي أرضهنّ وأبناءهنّ، وناشدن شعوب شمال وشرق سوريا، أن يكن العين الساهرة، والدرع المتين في مواجهة أي يخطر يهدد مكتسبات ثورة روج آفا، التي تحققت بدماء الشهداء.
بتاريخ 20 كانون الثّاني 2022، وبحدود السّاعة السّابعة مساءً، وعبر تخطيط مسبق، شَنَّ مرتزقة “داعش” هجوماً على سجن “الصّناعة”، الذي يُحتجز فيه الآلاف منهم، وبالتّزامن مع ذلك، شَنَّ الآلاف من المرتزقة المعتقلين في السِّجن هجوماً على العاملين فيه، مخططين لأكبر من ذلك، وهو تخريب المنطقة، لذا وبالتنسيق مع القوات الأمنية، خرج الأهالي لحماية أحيائهم في الحسكة من خلايا مرتزقة داعش.
وحيال ذلك التقت صحيفتنا “روناهي” بأمهات من الحسكة، ممن حملن على عاتقهن حماية أحياء الحسكة، وبدايةً أشارت الأم “زكية محمد” وهي عضوة ضمن قوات الحماية الجوهرية: “منذ أن بدأ مرتزقة داعش بمحاولة الفرار من سجن الصناعة، ونحن أهالي الحسكة استعدَدْنا لمواجهة أي خطر منهم، فنحن نعلم مدى خطورة هؤلاء المرتزقة، ومخططاتهم الدنيئة على شعوبنا في شمال وشرق سوريا، لذا لم نتوانَ لحظة عن حمل السلاح والخروج للأحياء للدفاع عن أهلنا ومنازلنا”.
وحيال آلية عملهم ذكرت زكية: “آلية العمل تتم بالتناوب، ولا نواجه أية صعوبة في ذلك لأننا أمهات، والأمهات أشد حرصاً وأكثر استعداداً لحماية شعبهن، فاليد التي تهز المهد قادرة على أن تحمل السلاح في سبيل حماية أبنائها”.
يداً بيد من أجل الأمان
وفي السياق ذاته بيَّنت “صباح رشيد” العضوة في الحماية الجوهرية من الحسكة: “سعى المرتزقة مؤخراً من خلال هجماتهم على سجن الصناعة، إلى كسر إرادة شعبنا، والقضاء على مكتسباتنا، ولكننا كدرع حصين أمام هؤلاء المرتزقة، وعملنا هو المراقبة وإبلاغ قوات الحماية عند الشك بأي خطر، فنحن حذرون جداً، ولن نسمح لخلاياهم بتخريب مناطقنا”.
واختتمت الأم صباح حديثها: “أوجه ندائي لشعوب شمال وشرق سوريا كلها، في المناطق كافة، أن يكونوا يقظين، فالمؤامرات تحاك ضدنا، والعدو يهاجمنا من كل حدبٍ وصوب، ويجب أن نكون على قدر المسؤولية ونكون متعاونين يداً بيد مع قواتنا الأمنية؛ لحماية مناطقنا”.
أما المواطنة “ثريا داوود” وهي من حي الطلائع بالحسكة، فقد شددت في حديثها على ضرورة، وأهمية الحماية الذاتية في مثل هذه الأحداث، وأشارت: “خرجنا لحماية مناطقنا نتيجة الأحداث، التي جرت في غويران مؤخراً، لحماية مناطقنا، وأحيائنا من الهجمات، التي يشنها علينا مرتزقة داعش، وسنكون دوماً على أهبة الاستعداد لمحاربتهم، لحين تطهير مناطقنا من المرتزقة والأعداء كافة”.
وأضافت: “نعاهد شعبنا أننا سنسير دوماً على خطا الشهداء، والقائد عبد الله أوجلان، ولن نسمح لدمائهم الطاهرة أن تذهب سدىً، فكم من شاب وشابة بعمر الورد، قدموا روحهم قرباناً لهذا الأرض، فكيف لنا ألا نكون فخورين بهم، ولا نحافظ على وعدهم، لذا كأمهات نناشد أبناء شعوب شمال وشرق سوريا كلها، فشعوبنا الأبية أن تكون العين الساهرة لحماية مكتسبات ثورة روج آفا، التي تحققت بفضل دماء أبنائنا ولا تغفل عن مخططات الأعداء”.
